اشتباكات في الحديدة والأمم المتحدة تطالب باحترام الهدنة

العمليات العسكرية في الحديدة باليمن
جانب من معارك الحديدة السابقة بين القوات الحكومية والحوثيين

شهدت مدينة الحديدة في غرب اليمن (الأحد) اشتباكات متقطّعة بعد ليلة من المواجهات العنيفة والغارات، رغم اتفاق وقف إطلاق النار.

ودفعت التطورات بمبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث إلى دعوة أطراف النزاع للالتزام بالهدنة.

وجاء في بيان مقتضب نشره غريفيث على تويتر “يتوقع المبعوث الخاص من الطرفين احترام التزاماتهما بمقتضى نص وروح اتفاق استوكهولم، والانخراط في التطبيق الفوري لبنود الاتفاق”.

وأضاف في تغريدة ثانية “تعمل الأمم المتحدة عن كثب مع الحكومة اليمنية وأنصار الله (الحوثيين)، لضمان التطبيق السريع والتام لبنود الاتفاق”.

وتبادل طرفا النزاع، القوات الموالية للحكومة والمتمردون الحوثيون، الاتهامات بخرق الاتفاق الهش الذي تم التوصل إليه في محادثات السويد ودخل حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس/ الجمعة.

شهود عيان
  • أحد سكان مدينة الحديدة قال لوكالة فرانس برس في اتصال عبر الهاتف إن المواجهات التي اندلعت مساء السبت كانت “عنيفة” واستخدمت فيها “رشاشات ومدافع و(أسلحة) مضاداتطيران”. 
  • وأضاف “حتى أصوات الطيران لم تتوقف من الليل حتى الفجر”. وتابع طالبا عدم كشف اسمه خوفا من الملاحقة “فجر اليوم تراجعت حدتها وأصبحت متقطعة نسمعها بين الحين والآخر”.
  • مقيم آخر في المدينة أكد في اتصال مع فرانس برس أنّ الحديدة تشهد منذ فجر الأحد اشتباكات متقطعة، وأنّ هناك أصوات “طيران وغارات لا نعرف ماذا تقصف”.
اتهامات حكومية
  • مسؤول في القوات الموالية للحكومة تحدث عن مقتل 22 متمردا وسبعة من عناصر القوات الحكومية في الاشتباكات والغارات في محافظة الحديدة ليل السبت/ الأحد. ولم يكن ممكنا تأكيد حصيلة القتلى هذه من مصادر أخرى.
  • المصدر اتهم الحوثيين بشن “هجوم كبير” على موقع للقوات الحكومية في مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، مؤكدا أن القوات الحكومية تمكّنت من صدّه ومن أسر 7 من المتمردين.
مليشيات الحوثي في مدينة الحديدة (رويترز)
اتهامات من الحوثيين
  • في المقابل، اتّهم الحوثيون عبر قناة “المسيرة” الناطقة باسمهم القوات الموالية للحكومة بقصف أحياء سكنية في مدينة الحديدة ومناطق أخرى في المحافظة بعشرات القذائف.
  • الحوثيون اتّهموا أيضا التحالف السعودي الإماراتي الداعم للقوات الحكومية بشن غارات على مناطق متفرقة في الحديدة.
اتفاق هش
  • بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب، توصّلت الحكومة اليمنية والحوثيون في محادثات في السويد استمرت لأسبوع إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها الحيوي الذي يعتمد عليه ملايين اليمنيين للتمون، ووقف إطلاق النار في المحافظة.
  • اتّفق طرفا النزاع أيضا على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها الحوثيون، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وعقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع أطار سلام ينهي الحرب.
وضع أسوأ في 2019
  • يرى محللون أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها هي الأهم منذ بداية الحرب لوضع البلد الفقير على سكة السلام، لكن تنفيذها على الأرض تعترضه صعوبات كبيرة، بينها انعدام الثقة بين الأطراف.
  • غريفيث دعا الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي إلى العمل سريعا على إنشاء “نظام مراقبة قوي وكفء” في هذا البلد لمراقبة تطبيق الاتفاق في الحديدة.
  • في الدوحة، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (الأحد) من أن الوضع في اليمن سيكون “أسوأ” في 2019 إذا لم يتحقق السلام.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال مشاركته في منتدى الدوحة (قنا)
  • غوتيريش قال في مؤتمر صحفي على هامش حضوره جلسات في منتدى الدوحة “الحقيقة أنه من دون سلام سنواجه في 2019 وضعا أسوأ مما هو عليه اليوم”. وأضاف “رغم أن المجاعة لم تعلن بعد هناك، فإن هذا الأمر لا يقلّل من خشيتنا من الأعداد الكبيرة من الناس الذين يعانون من الجوع ويموتون في ظروف مأسوية”.
  • في كلمة أمام المنتدى، قال غوتيريش “لنأمل أن يؤدي ما كان ممكنا التفاوض حوله (في السويد) نحو السلام”.
آلية مراقبة
  • دبلوماسيون قالوا إن غوتيريش قد يقترح قريباً على مجلس الأمن آلية مراقبة للميناء ومدينة الحديدة تضم بين 30 إلى 40 مراقباً. كما أوضح دبلوماسيون إنه ليس من المستبعد أن ترسل الدول بعض المراقبين على الأرض “في مهمة استطلاعية” قبل اتخاذ قرار رسمي. وذكر أحدهم كندا وهولندا كبلدان ممكنة.
  • واشنطن كررت دعوتها كافة الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار في الحديدة التي يمر عبر مينائها غالبية المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية الموجّهة إلى ملايين السكان في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
  • السفارة الأمريكية في الرياض كتبت في تغريدة على تويتر “من الآن فصاعدا، يجب أن يستمر الجميع في الانخراط، ويُقلل من حدة التوتر، وتُوقف الأعمال العدائية الجارية. هذه أفضل طريقة لإعطاء هذه المشاورات المستقبلية والمقبلة فرصة للنجاح”.

حرب بلا نهاية
  • بدأت حرب اليمن في 2014، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس/ آذار 2015 دعماً للحكومة المعترف بها بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
  • نحو عشرة آلاف شخص قتلوا في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف، بينما تهدّد المجاعة نحو 14 مليونا من سكان البلاد. ويجري حاليا إعداد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي حول مفاوضات السويد مع توقعات بإقراره هذا الأسبوع.
المصدر : وكالات