استقالة وزير خارجية هولندا بعد اعترافه بالكذب

وزير الخارجية الهولندي المستقيل, هالبي زيلسترا

قدم وزير الخارجية الهولندي هالبي زيلسترا استقالته، الثلاثاء، بعد إقراره بالكذب عندما قال إنه سمع شخصيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يتحدث عن خطط لإقامة “روسيا الكبرى” في 2006.

وأضاف زيلسترا أن مصداقيته تعرضت لضرر بالغ جراء هذه المسألة وأن من المستحيل بالنسبة له الاستمرار في منصبه.

وكانت السفارة الروسية في هولندا وصفت في وقت سابق الثلاثاء، تصريحات زيلسترا بأنها “أخبار كاذبة”.

من جهته، جدّد البرلمان الهولندي، الثلاثاء، ثقته برئيس الوزراء مارك روته إثر استقالة زيلسترا غداة إقراره بأنه كذب بشأن حضوره الاجتماع المثير للجدل مع بوتين قبل سنوات.

وتم التصويت على سحب الثقة من الحكومة عقب إعلان الوزير خلال جلسة برلمانية طارئة استقالته من الحكومة.

وقال الوزير البالغ (49 عاما) بأعين دامعة “لا أرى أي خيار آخر اليوم غير تقديم استقالتي الى جلالة الملك”.

وعيّن زيلسترا وزيرا للخارجية قبل أربعة أشهر فقط، وأتت استقالته قبل ساعات من زيارة كان مقررًا أن يقوم بها إلى موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف. ولم يعرف على الفور مصير الزيارة.

وأضاف زيلسترا خلال الجلسة البرلمانية التي حضرها رئيس الوزراء “هذا أكبر خطأ ارتكبته في مسيرتي على الإطلاق”، مشددًا على أن مصداقية وزير الخارجية يجب أن تكون “بعيدة عن الشكوك، داخل وخارج البلاد”.

وإثر ذلك، فرض غريم رئيس الوزراء النائب اليميني المتطرف غيرت فيلدرز تصويتًا على سحب الثقة من الحكومة بعد سلسلة أسئلة وجهها النواب إلى رئيس الوزراء.

واعتبر فيلدرز فضيحة زيلسترا “غير مقبولة”، فيما سأل النواب روته لماذا لم يخبر البرلمان في وقت مبكر عن كذب وزير خارجيته بشأن الاجتماع مع بوتين رغم أنه علم بحقيقة الأمر في 29 يناير/كانون الثاني الفائت.

وأجاب روته “كان هذا خطأ في التقدير من جانبي”، وتابع “لم اعتقد أن هذا الأمر سيؤدي لعواقب سياسية. لقد استهنت بتأثير هذه الكذبة”.

لكن في التصويت حصل روته على أغلبية كبيرة، فمن أصل 150 نائبًا صوّت 101 نائب ضد مذكرة حجب الثقة عنه مقابل 43 نائبًا فقط أيدوا سحب الثقة.

ويقود روته البلاد في ولايته الثالثة كرئيس الوزراء، بعد أن فاز حزب الشعب الليبرالي المحافظ بانتخابات مارس/آذار 2017، لكن دون تأمين دعم كاف ليحكم بمفرده.

وأتت استقالة زيلسترا غداة إقراره بكذبه بشأن حضوره اجتماعا في منزل بوتين قبل 12 عامًا حضره أيضًا المدير التنفيذي السابق لشركة شل غيروين فان دير فير.

وكان الوزير المستقيل قال أمام مؤتمر لحزب الشعب الليبرالي المحافظ الحاكم في مايو/آيار 2016 إنه كان موجودًا “في المقاعد الخلفية كمساعد” خلال الاجتماع الذي تحدث فيه بوتين عن تعريف “روسيا الكبرى”.

وأبلغ زيلسترا الحضور حينها “سمعت بوضوح ما قاله بوتين عن فهمه لما تعنيه (روسيا الكبرى)”.

والثلاثاء، دافع  زيلسترا عن نفسه قائلا “كان خيارًا خاطئًا أردت أن أروي القصة بشكل مقنع دون الكشف عن مصدري. لم يكن حريًا بي فعل ذلك”.

وأثار تعيين زيلسترا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي دهشة في هولندا بسبب تواضع خبرته الدبلوماسية.

وذكرت صحيفة دي فولكسكرانت المنتمية ليسار الوسط، الإثنين، أن “مستشاري” زيلسترا استغلوا قصة حضوره الاجتماع مع بوتين “لدحض الانتقادات بشان افتقاده الخبرة الدبلوماسية”.

المصدر : رويترز + مواقع فرنسية