استقالة ماتيس.. مخاوف أمريكية من رئيس يحيط نفسه بمن يقولون “نعم” فقط

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع وزير الدفاع المستقيل جيم ماتيس

فيما يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لبدء عامه الثالث في البيت الأبيض، يستمر انسحاب أبرز مساعديه ومستشاريه من طاقم عمله، وخصوصا من حافظوا على توازن الإدارة الأمريكية.

هكذا واحد، تلو الآخر، بشكل هادئ أو بكثير من الصخب، يغادر المساعدون البارزون “سفينة” الرئيس ترمب أو يجبرون على مغادرتها قسرا.

مخاوف من سياسات التعالي والتحقير والقرارات المندفعة:

قال تقرير (لفرانس برس) إن سياسات التعالي والتحقير والقرارات المندفعة، بالإضافة للفوضى التي تضرب البيت الأبيض، تثير مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من رئيس متقلب المزاج يتصرف وحيدا إلى حد بعيد.

  • تقرير فرانس برس أشار إلى أنه كان ينظر إلى مستشار الأمن القومي “اتش ار ماكماستر” والأمين العام للبيت الأبيض جون كيلي ووزير الدفاع جيم ماتيس وكلهم جنرالات سابقون على أنهم أفضل مستشاري رجل الأعمال الذي وصل إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني 2017 بدون أيّ خبرة سياسية أو دبلوماسية أو عسكرية.
  • ماكماستر .. رحل بعد عدة أشهر أمضاها في موقع ضعيف جدا، فيما يستعد كيلي وماتيس للرحيل خلال الأسابيع المقبلة.
  • بعد اعلان ترمب المفاجئ الاربعاء عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، أصبح ماتيس في وضع غير مريح، لأنه كان قد عبر قبل عامين عن معارضته الشديدة لمثل هذه الخطوة.
ماتيس.. استقالة مهذبة ورسالة مبطنة:
ماتيس يطل على العاصمة الأفغانية كابل لدى وصوله عبر طائرة هليكوبتر- أبريل 2017.

 

  • خطاب استقالة ماتيس كان مهذبا للغاية لكن رسالته المبطنة بعدم الموافقة على القرار كان واضحا وسمع صداها الأصدقاء والخصوم في عواصم العالم كافة.
  • السناتور الديموقراطي مارك وارنر قال إنّ “هذا أمر مخيف.. الوزير ماتيس كان يمثل واحة الاستقرار وسط فوضى ترمب”.
  • الديموقراطيون فقط لم يكونوا هم من أبدوا مخاوفهم، إذ قال السناتور الجمهوري بين ساس “هذا يوم حزين.. الوزير ماتيس كان يقدم المشورة التي يحتاج الرئيس لسماعها”.
  • رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس أشار إلى أن “ماتيس قرر بوضوح أنّه لم يعد يستطيع أنّ يحدث فارقا”.
  • بعد أشهر من السكوت عن تفاصيل علاقته بترمب، تحدث وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون، المدير التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل الذي أقيل من منصبه بشكل غير رسمي في مارس/آذار الماضي بعد عام ونصف من توليه حقيبة الخارجية، عن انطباعاته عن ترمب.
  • تيلرسون قال إنّ “ترمب غير منضبط إطلاقا” وتابع “لا يحب أن يقرأ ولا يقرأ التقارير الموجزة ولا يحب أن يدخل في تفاصيل الكثير من الأمور”.
  • الكثير من أنصار ترمب يقولون إن مستشاريه كانوا يريدون كبح جماح رئيس يراهن على مواهبه والحفاظ على تعهداته الانتخابية مهما كان الثمن.
مخاوف من خطر رجال يقولون ” نعم” فقط:
  • ترمب كتب على تويتر أنّ “الخروج من سوريا لم يكن مفاجئا” متحدثا عن قرار فاجأ عددا كبيرا من أعضاء التحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة في المنطقة منذ سنوات، وتابع “أنا اقوم بحملة من أجل ذلك القرار منذ سنين”. لكن خبراء سياسيين ومتخصصين في الشؤون الدولية عبّروا عن مخاوفهم من الخطر المحتمل لرئيس يحيط نفسه برجال يقولون “نعم” فقط.
  • ردا على سؤال على محطة (فوكس نيوز) بخصوص القلق ورد الفعل السلبي على استقالة ماتيس، حاولت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، أمس الجمعة، تبديد المخاوف وذكرت بأنّ ترمب هو من فاز في الانتخابات الرئاسية وليس أي أحد أخر.
  • ساندرز قالت:” في نهاية المطاف، انتخب الشعب الأمريكي شخصا واحدا ليكون القائد الأعلى ولاتخاذ القرارات”.
  • ساندرز: “يستمع الرئيس إلى كل أفراد فريقه للأمن القومي، وهو فريق كبير ويأخذ بنصيحتهم، وفي نهاية المطاف يتخذ القرار … هذا ما تم انتخابه ليقوم به”.
المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية