استقالة “غامضة” لجواد ظريف.. ما السبب؟

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف - أرشيفية

في خطوة مفاجئة، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استقالته من منصبه إذ أكد أنه لن يستطيع مواصلة مهمته كوزير للخارجية، وهو ما أثار موجة من التساؤلات عن الأسباب والتوقيت.

ما السبب؟
  • وسائل إعلام إيرانية، زعمت أن الزيارة التي أجراها رئيس النظام السوري، بشار الأسد لطهران، الإثنين، كانت السبب في تقدم وزير الخارجية محمد جواد ظريف باستقالته من منصبه. بحسب ما ذكره الموقع الإخباري الإيراني “انتخاب”، مساء الإثنين، نقلًا عن تصريحات أدلى بها ظريف لمراسل الموقع.
  • ظريف قال لمراسل الموقع المذكور ردًا على زيارة الأسد لطهران “بعد الصور التي التقطت خلال مباحثات اليوم لم يعد لجواد ظريف اعتبار في العالم كوزير للخارجية”.
  • بدورها ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) إن المباحثات التي قصدها ظريف في تصريحاته، هي اللقاء الذي جمع الإثنين، بشار الأسد بالرئيس الإيراني حسن روحاني، والمرشد الأعلى علي خامنئي.
  • بدوره أكد نائب متحدث وزارة الخارجية الإيراني عباس موسوي، نبأ استقالة ظريف، وفق وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية.
  • مراقبون محليون أعربوا عن دهشتهم إزاء توقيت هذا الإعلان الذي جاء قبيل منتصف الليل.
  • أثير جدل مكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول أسباب استقالة ظريف، واتفق الجميع على أن استقالته قد تعني نهاية سريعة للاتفاق النووي الذي كان سببًا في رفع العقوبات عن إيران مقابل تقليص برنامجها النووي.
رفض رئاسي 
  • مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد استقالة وزير الخارجية، لكنه قال إن الرئيس لن يقبلها.
  • مكتب روحاني ذكر عبر صفحته على إنستغرام إن ظريف اضطلع بعمله بشجاعة وسيظل يفعل ذلك. وأضاف: “ظريف لن يكون وحده ونحن (الحكومة) سندعمه جميعا”.
  • رئاسة الجمهورية الإيرانية نفت صحة مزاعم أفادت أن رئيس البلاد، حسن روحاني، قد قبل استقالة ظريف، من منصبه.
  • جاء ذلك في تغريدة نشرها محمود واعظي، رئيس مكتب رئيس الجمهورية الإيرانية، على حسابه الشخصي بموقع تويتر، الإثنين.
  • قال واعظي فيما نشره إن “كافة المزاعم المتعلقة بقبول الرئيس حسن روحاني لاستقالة الوزير ظريف، غير صحيحة على الإطلاق”.
  • لا تزال الاستقالة بحاجة لأن يقبلها الرئيس حسن روحاني كي تدخل حيّز التنفيذ.
زعمت وسائل إعلام إيرانية أن زيارة بشار الأسد لطهران كانت السبب في استقالة جواد ظريف من منصبه (رويترز)

 

تعليقات:
  • تعليقًا على استقالة ظريف قال علي رضا رحيمي، عضو الهيئة الرئاسية في البرلمان الإيراني “لا يوجد ظريف ثان، فالشخص الذي سيحل مكانه إن تأكدت استقالته، إما أن يطيع الإدارة الضارة أو يقضي على بعض المكاسب باسم الثورة”. وتابع قائلًا “ولو تأكدت بالفعل استقالة ظريف فإن هذا يعني أن خنجر المعارضة بالداخل له تأثير كبير، وسنتناول في البرلمان خلفية استقالة الوزير”.
  • رئيس لجنة الأمن الوطني والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه،قال إن وزير الخارجية سبق وأن قدم استقالته من منصبه عدة مرات، لكن إعلانه القرار هذه المرة للرأي العام يوضح أن لديه رغبة في قبولها من قبل روحاني.
  • أوضح فلاحت بيشه لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) إنه كان من المقرر أن يتوجه مع الوزير ظريف إلى مدينة جنيف السويسرية، الإثنين للمشاركة في فعاليات الجلسة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان الذي بدأ، الأحد، غير أن الزيارة ألغيت يوم السفر.
  • المصدر لفت إلى أنه لم يتواصل مع ظريف منذ إلغاء السفر إلى جنيف وحتى إعلانه خبر استقالته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن “الوزير تحدوه حاليًا رغبة لقبول الرئيس روحاني استقالته؛ لذلك أعلنها للرأي العام”.
  • فلاحت بيشه شدد على أنه لا توجد أية مشكلة تنسيق بين وزارة الخارجية، ولجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية من جهة وبين الوزير ظريف من جهة أخرى. وتابع في ذات السياق موضحًا أن “ظريف يعتبر في الوقت الراهن أفضل خيار بالنسبة للسياسة الخارجية الإيرانية، ولا يوجد أي سبب لاستقالته، فربما لديه أسبابه الشخصية، لكن نأمل أن نراه ثانية في مجال السياسة الخارجية”.
تعليق أمريكي:
  • وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن أنه “أخذ علمًا” باستقالة نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، معتبراً إيّاه واجهة لـ”مافيا دينية فاسدة”.
  • بومبيو قال في تغريدة على حسابه في تويتر “سنرى ما إذا كانت هذه (الاستقالة) ستصمد”.
  • بومبيو: في كلتا الحالتين، فإنّه (ظريف) وحسن روحاني ما هما إلا واجهتين لمافيا دينية فاسدة. نحن نعرف أنّ خامنئي هو صاحب كل القرارات النهائية. سياستنا لم تتغير. يجب على النظام أن يتصرّف كبلد طبيعي وأن يحترم شعبه.

زيارة الأسد:
  • الأسد وصل طهران، الإثنين، في أول زيارة معلنة منذ اندلاع الأزمة ببلاده قبل نحو 8 سنوات، والتقى كلا من روحاني، وخامنئي.
  • الجانبان عبّرا خلال المباحثات عن ارتياحهما “للمستوى الاستراتيجي الذي وصلت إليه العلاقات”.
  • كان من اللافت في الصور التي التقطت خلال مباحثات الأسد مع المسؤولين الإيرانيين والتي لم يشارك فيها ظريف، هو ظهور الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.
  • إيران تدعم، سياسيا وعسكريا، نظام بشار الأسد في مواجهة قوات المعارضة السورية.
جواد ظريف:
  • ظريف يعتبر أبرز مهندسي الاتفاق النووي بين بلاده والدول العظمى في 2015.
  • تولّى ظريف (59 عامًا) حقيبة الخارجية في مطلع الولاية الأولى لروحاني (2013-2017)، وقد أعيد تعيينه في المنصب نفسه بعد إعادة انتخاب روحاني لولاية ثانية.
  • ظريف كان كبير المفاوضين الإيرانيين في المباحثات النووية بين بلاده ومجموعة الدول الستّ (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) والتي أثمرت في فيينا في يوليو/ تموز 2015 اتفاقًا وضع حدًا لأزمة استمرّت 12 عامًا حول البرنامج النووي الإيراني.
  • لكنّ ظريف، العدو اللدود للجناح المتشدّد في تيّار المحافظين، ما انفكّ يتعرّض لانتقادات متزايدة منذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتّفاق بصورة أحادية في مايو/ أيار 2018.
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات