استراتيجية ترمب في سوريا تجعل البنتاغون حائرا

قوات أمريكية تحرس بئر للنفط في منطقة القامشلي شمال شرقي سوريا
قوات أمريكية تحرس بئرا للنفط في منطقة القامشلي شمال شرقي سوريا

في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا، يكافح المسؤولون الأمريكيون لشرح طبيعة مهمة ألف جندي أمريكي اتخذوا مواقع بالقرب من حقول النفط.

فبعد مرور أسابيع على إصدار أمر الانسحاب من شرق الفرات، غيّر ترمب موقفه وقال إن بعض القوات يجب أن تبقى ولكن فقط “لتأمين النفط”.

وبينما يتم نقل مئات من أفراد القوات الخاصة الأمريكية من سوريا، فإن مئات الجنود الآخرين توجهوا إلى مناطق نفطية صغيرة في محافظتي دير الزور والحسكة، لكن دون فكرة واضحة عن طبيعة مهامهم هناك.

ولسوء حظ ترمب، يبدو أن الجيش الأمريكي غير مهتم بفكرة “السيطرة على النفط”، ربما لأن سرقة نفط سوريا يمكن أن يشكل جريمة حرب.

وأخبر المتحدث باسم البنتاغون، جوناثان هوفمان، الصحفيين، من دون أي لبس، أن الولايات المتحدة لن تحتفظ بأي عائدات من تلك الحقول النفطية. وأضاف “الإيرادات من هذا (النفط) لن تذهب إلى الولايات المتحدة. سوف تذهب إلى قوات سوريا الديمقراطية”.

وقال أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية “إن قوات سوريا الديمقراطية هي المستفيد الوحيد من بيع النفط من المنشآت التي يسيطرون عليها”.

قرار لا معنى له
  • قال ترمب مرارًا إنه يريد الخروج من الحروب في الشرق الأوسط.
  • في الشهر الماضي، تعهد بسحب جميع القوات البالغ عددها 1000 جندي من سوريا، قائلاً إن الوضع لم يعد مشكلة أمريكا بعد الآن.
  • قال الرئيس في خطاب ألقاه في البيت الأبيض في 23 من أكتوبر/ تشرين الأول “دع شخصًا آخر يقاتل على هذه الرمال الملطخة بالدماء”.
  • بعد بضعة أيام فقط، غيّر ترمب رأيه، حيث قال إن القتال في الشرق الأوسط يستحق العناء طالما أنك تحصل على بعض عائدات النفط من الصفقة.
  • الآن، يبدو أن الولايات المتحدة لن تحصل فعليًا على أي إيرادات نفطية من الصفقة، وهذا يعني أن السبب الرئيسي لترمب لاتخاذ قرار بإبقاء القوات في الولايات المتحدة مرة أخرى لا معنى له على الإطلاق.
قوات أمريكية خلال انسحابها من شمال سوريا
القوات الأمريكية لا تعرف طبيعة مهمتها
  • قام ترمب بتوسيع مهمة الجيش الأمريكي في سوريا أول أمس الأربعاء، حيث سمح لمئات الجنود بالعمل في منطقة تبلغ مساحتها 144 كيلومترا تقريبًا في شرق سوريا.
  • سعى البنتاغون إلى التوضيح أمس الخميس، من خلال الإصرار على أن المهمة لم تتغير، وأن القوات الأمريكية كانت في سوريا فقط لهزيمة تنظيم الدولة بالشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية.
  • صرح هوفمان للصحفيين بأن سلطة الرئيس لإرسال قوات في هذه المهمة مستمدة من مسؤوليته في حماية الأميركيين من الإرهاب. وأضاف أن حرمان تنظيم الدولة من عائدات النفط هو ما تقوم به القوات الأمريكية. وهو ما أصبح المبرر “الرسمي” للإدارة للمهمة.
  • لكن هذا يعقد الأمور بالنسبة للقوات الأمريكية. ماذا لو حاولت القوات السورية أو الروسية أخذ النفط بالقوة؟ ماذا عن تركيا، حليف الناتو، التي انتقلت إلى شمال سوريا بعد أمر انسحاب ترمب الشهر الماضي؟
  • يبدو أنه لا مشكلة لدى ترمب أن تقاتل القوات الأمريكية أولئك الذين يريدون السيطرة على منصات النفط.
  • قال ترمب خلال مؤتمر صحفي بعد إعلان وفاة زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي “قد نضطر للقتال من أجل النفط”.
  • فيما يتعلق بالقوات الأمريكية، فإنه يُسمح لها بإطلاق النار، لكن من غير الواضح على من؟
  • عملية صنع السياسة في إدارة ترمب عشوائية إلى حد بعيد. إنها مسألة فوضوية للغاية بشأن مسألة الحرب والسلام والمخاطر العالمية.
قال ترمب خلال مؤتمر صحفي بعد إعلان وفاة زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي "قد نضطر للقتال من أجل النفط"
لماذا السيطرة على حقول النفط؟
  • قال الباحث في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، إن هناك من كبار صانعي السياسة، مثل المبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، من استغل هوس ترمب بالنفط لتحقيق أهداف أخرى.
  • قال ليستر “إن كل شيء يتعلق بالنفط هو حيلة للحصول على دعم رئاسي لتوحيد الوجود الأمريكي ولتعزيز العلاقات مع قوات سوريا الديمقراطية والقبائل في الشرق الذين كانوا معارضين للنظام ولإيران”.
  • المحلل في مركز الأمن الأمريكي الجديد، نيكولاس هيراس، قال إن السبب الحقيقي لإرسال وحدات أمريكية إلى حقول النفط هو الحفاظ عليه بعيدا عن أيدي نظام الأسد وداعميه الروس.
المصدر : الغارديان + فوكس نيوز