احتجاجات في مدن سودانية وسقوط قتيلين في أكبر حشد بالخرطوم

تفجرت احتجاجات عبر عدة مدن في مختلف أنحاء السودان فيما للقي متظاهر آخر حتفه في أكبر التجمعات ضمن الاحتجاجات المناهضة لحكومة عمر البشير والتي بدأت الشهر الماضي.

وقال شاهد من (رويترز) وشهود آخرون إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على محتجين في حي بُرّي بالخرطوم وفي شمال العاصمة، كما خرجت احتجاجات في عدة مناطق في مدينة أم درمان ومدينتي بور سودان و القضارف حيث تجمع مئات المحتجين في منطقة بالسوق الرئيسية مرددين هتاف “يسقط بس.. حرية حرية”.

واتسع نطاق الاحتجاجات التي فجرتها أزمة اقتصادية متفاقمة ليشمل أنحاء متفرقة بالسودان منذ يوم 19 ديسمبر/كانون الأول.

أكبر تجمع منذ تفجر الاحتجاجات:
  • تجمع المهنيين السودانيين، وهو تحالف نقابي قاد الدعوات للاحتجاجات، حث المتظاهرين على الخروج في تجمعات حاشدة، أمس الخميس والتوجه إلى قصر البشير على ضفاف نهر النيل في الخرطوم، واستجابت المدن، إذ خرج الآلاف في مدن سودانية عدة مطالبين بإسقاط النظام.
  • التجمع قال في صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي إن المحتجين تجمعوا في مدن بينها مدني وسنار جنوبي الخرطوم بالإضافة إلى بلدات أصغر.
  • اندلعت احتجاجات في ولاية الجزيرة جنوب الخرطوم وقال شهود إن المتظاهرين أغلقوا طريقا رئيسيا في بلدة النوبة جنوبي الخرطوم أيضا.
  • أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المشاركين في المسيرة التي حاولت الوصول إلى القصر الجمهوري في الخرطوم في وقت كثف المتظاهرون تحركهم للمطالبة برحيل الرئيس عمر البشير الذي يحكم البلاد منذ ثلاثين عاما.
  • قتل متظاهر الخميس أثناء تظاهرة مناهضة للسلطات في أم درمان بحسب ما أفاد عامر محمد ابراهيم رئيس لجنة التحقيق من قبل النائب العام السوداني حول الاحتجاجات التي يشهدها السودان للصحفيين. غير أن لجنة الأطباء –غير حكومية- والتي تباشر العمل الميداني في علاج المصابين، أكدت سقوط قتيلين خلال فض القوات الأمنية للاحتجاجات.
  • منظمات حقوق الإنسان تؤكد أن أكثر من 40 شخصاً بينهم عاملون في المجال الصحي قتلوا خلال فض المظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات في 19 ديسمبر/ كانون الأول، في حين قال المسؤول الحكومي أن العدد الكلي يبلغ “29 وفاة “.
  • قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والذخيرة الحية لتفريق المظاهرات كما اعتقلت مئات المحتجين وشخصيات المعارضة.
  • ألقت السلطات السودانية اللوم في الاضطرابات على “مندسين وعملاء أجانب”، وقالت إنها تتخذ خطوات لحل أزمة السودان الاقتصادية.
الاحتجاجات تتجدد في منطقة بحري بالعاصمة السودانية
تحذير أمريكي وقلق أوربي:
  • أثارت حملة السلطات الأمنية على الاحتجاجات في السودان، انتقادات بريطانيا وكندا والنروج والولايات المتحدة التي حذرت الخرطوم من “تداعيات” ما تقوم به على العلاقات مع حكوماتها.
  • الأربعاء دعت واشنطن إلى إجراء تحقيق في مقتل متظاهرين محذرة الخرطوم من أن الإفراط في استخدام القوة، وترهيب الصحفيين والنشطاء يمكن أن يزعزع العلاقات.
  • المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو قال في بيان “إن قيام علاقة جديدة أكثر إيجابية بين الولايات المتحدة والسودان يتطلب إصلاحا سياسيا ذا مغزى وتسجيل تقدم واضح ومستمر في مجال احترام حقوق الإنسان”.
  • جرت محاولات عدة سابقة للقيام بمسيرة إلى القصر الجمهوري فرقتها شرطة مكافحة الشغب بالغاز المسيل للدموع، في وقت طلبت العديد من الشركات والمتاجر في الخرطوم من موظفيها المغادرة قبل بدء التظاهرات، فيما التحق عدد قليل من التلاميذ بمدارسهم.
أ
دعوة للتظاهر وأداء صلاة الجمعة في الساحات العامة:
  • دعا تجمع المهنيين السودانيين، وثلاثة تحالفات معارضة، لتنظيم مظاهرات عامة، وأداء صلاة الجمعة في الساحات العامة، وذلك عقب الإعلان عن سقوط قتلى في احتجاجات شهدتها الخرطوم ومدن وقرى، الخميس.
  • جاء ذلك في بيان مشترك صدر، فجر اليوم الجمعة، عن تجمع المهنيين (مستقل يضم أطباء ومهندسين ومعلمين وأساتذة جامعيين) وتحالفات نداء السودان والإجماع الوطني والتجمع الاتحادي المعارض.
  • البيان قال” على طريق الإضراب السياسي، والعصيان المدني، وفي إطار تصاعد وشمول وتمدد انتفاضة الحسم والظفر هاهو الشعب يتقدم ويؤكد تصميمه على المضي لآخر الشوط في معركته، لإسقاط النظام، ولو اقتضى الأمر بذل مزيد من التضحيات الغالية.
  • بيان التجمع أورد تنظيم الحراك الشعبي الأسبوع المقبل، بالدعوة لمظاهرات عامة، وأداء صلاة الجمعة في الساحات العامة (بمختلف المدن) يعقبها غداً السبت مظاهرات ليلية في المدن والأحياء.
  • يكون يوم الأحد (المقبل) اعتصامات في ميادين تعلن لاحقا، ووقفات احتجاجية للجاليات (السودانية) أمام سفارات السودان(بالخارج) ومقار الأمم المتحدة (في البلدان المختلفة).
  • البيان أِشار إلى أن يوم الإثنين سيكون لمواكب الريف، والثلاثاء لمواكب الشهداء، والأربعاء حدده التجمع ليكون للاعتصامات، كما حدد التجمع أن يوم الخميس القادم سيكون موكب الزحف الأكبر من كل مدن وقرى السودان.
خلفية
  • خرجت أول تظاهرة في عطبرة في شمال شرق السودان في 19 ديسمبر/كانون الأول بسبب رفع أسعار الخبز سبقتها أزمات معيشية بسبب نقص الوقود والسيولة النقدية.
  • امتدت الاحتجاجات واتسعت رقعتها إلى الخرطوم العاصمة ومدن رئيسية أخرى، فيما صب المتظاهرون غضبهم على الحكومة.
  • يعاني السودان من أزمة اقتصادية يؤججها نقص حاد في العملات الاجنبية وانكماش متصاعد ادى الى مضاعفة أسعار الغذاء والدواء.
  • اتهم البشير وغيره من المسؤولين السودانيين واشنطن بأنها السبب في مشكلات البلاد الاقتصادية.
  • فرضت واشنطن حظرا تجاريا على الخرطوم في 1997 لم يتم رفعه إلا في أكتوبر/تشرين الأول 2017. وفرضت قيودا على السودان في مجال التجارة الدولية والتعاملات المالية.
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات