احتجاجات في بولندا ضد دعوات أمريكية لتعويض اليهود

شارك آلاف البولنديين في مسيرة حاشدة توجهت إلى السفارة الأمريكية في العاصمة وارسو، احتجاجا على الضغوط الأمريكية على بولندا لتعويض اليهود الذين خسروا ممتلكاتهم أثناء الهولوكوست.

الضغوط الأمريكية على بولندا لتعويض اليهود:

• قال المحتجون إن الولايات المتحدة ليس لها الحق في التدخل في الشؤون البولندية وإن الحكومة الأمريكية تضع “المصالح اليهودية” فوق مصالح بولندا.
• الاحتجاجات جاءت بسبب القانون رقم 447 الذي أقره مجلس الشيوخ الأمريكي باسم “العدالة للناجين الذين لن يتلقوا تعويضات” (والمعروف اختصارا باسم جست) والذي وقعه الرئيس دونالد ترمب العام الماضي.
• القانون يكلف وزارة الخارجية الأمريكية بتقديم تقرير إلى الكونغرس حول حالة إعادة الممتلكات التي سرقت أثناء الهولوكوست في عشرات الدول.
• المحتجون اعتبروا أنه ليس من العدل مطالبة بولندا بتعويض الضحايا اليهود في حين أن بولندا لم تحصل على تعويض مناسب من ألمانيا، حيث كانت بولندا من أكبر ضحايا ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
• الاحتجاجات بدأت بمظاهرة أمام مكتب رئيس الوزراء البولندي قبل أن يسير المحتجون إلى السفارة الأمريكية.
• ارتدى بعض المحتجين ملابس تشبه ملابس سكان أمريكا الأصليين ورفعوا لافتات تنتقد ما سموه المعايير المزدوجة للولايات المتحدة.
• كتب على بعض اللافتات: “أمريكا، طبقي قانون 447 لديك. أعيدي الأراضي المسروقة إلى أحفاد القبائل الأصلية”.
• أحد المحتجين ويدعى كاميل وينكويل (22 عاما) تساءل قائلا: “لماذا يجب علينا أن ندفع المال اليوم بينما لا يعطينا أحد شيئا؟ الأمريكيون يفكرون فقط في المصالح اليهودية وليس البولندية”.
• رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي عبر عن مطالب المتظاهرين في تجمع انتخابي منفصل، أمس السبت، قائلا إن البولنديين يستحقون التعويض.

خلفية:

• كانت بولندا تمثل أحد أكبر تجمعات اليهود في أوربا قبل الهولوكوست.
• قتل معظم اليهود البولنديين البالغ عددهم 3.3 مليون شخص على أيدي القوات الألمانية النازية.
• المسيحيون البولنديون تعرضوا أيضا للقتل عبر المذابح ومعسكرات الاعتقال على يد الغزاة الألمان.
• يشعر العديد من البولنديين حتى يومنا هذا بأن العالم لم يعترف بمعاناتهم بشكل كاف، في حين أن معاناة اليهود في الهولوكوست قد خلقت ما يُسميه البعض “المنافسة على دور الضحية”.
• تعرض العديد من ممتلكات اليهود وغير اليهود للدمار خلال الحرب أو جرى نهبها قبل تأميمها في وقت لاحق من قبل النظام الشيوعي الذي حكم البلاد بعد الحرب.
• المحتجون قالوا إن دفع تعويضات سيدمر الاقتصاد البولندي، في حين تقول منظمات يهودية إن مسألة التعويضات ستفيد الاقتصاد.
• بولندا هي البلد الوحيد في الاتحاد الأوربي الذي لم يصدر قوانين تنظم التعويض عن الممتلكات المنهوبة أو الوطنية.
• شهدت العلاقات بين بولندا وإسرائيل توترا شديدا خلال الأعوام القليلة الماضية بعد حديث سياسيين إسرائيليين عن تعاون البولنديين مع النازيين أثناء المحرقة.
• رئيس الوزراء البولندي ألغى زيارة لإسرائيل في فبراير/ شباط في أعقاب تصريحات لنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشارت إلى وجود تواطؤ بولندي خلال المحرقة.
• لكن مكتب نتنياهو قال في بيان إن صحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية أخطأت في نقل تصريحات رئيس الوزراء وأنه لن يوجه أي اتهام لبولندا بالتواطؤ مع النازيين.
• تصاعد التوتر بين إسرائيل وبولندا العام الماضي بعد أن طرحت بولندا تشريعا جديدا يجرم استخدام جمل مثل “معسكرات الموت البولندية” ويعاقب عليه بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
• خففت بولندا من حدة التشريع وألغت عقوبة السجن بعد ضغوط من الحكومة الأمريكية وانتقادات حادة في إسرائيل.