احتجاجات العراق: مزيد من الضحايا وعبدالمهدي يعد بإصلاحات جديدة

أحد قتلى الاحتجاجات في مدينة البصرة- 8 نوفمبر

صدت قوات الأمن العراقية، اليوم السبت، متظاهرين واستعادت السيطرة على ثلاثة جسور في بغداد، فيما وقعت مواجهات صباحا في أحد الشوارع التجارية المؤدية إلى ساحة التحرير.

يأتي ذلك فيما قال رئيس الوزراء العراقي،عادل عبد المهدي، اليوم، إن الاحتجاجات أداة مهمة للضغط من أجل الإصلاح لكنها يجب أن تسمح بعودة الحياة الطبيعية، وقال “سنستمر بالتحقيق في كل حالات القتل في المظاهرات وسيتم الإفراج عن معتقلي التظاهرات”.

وقال عبدالمهدي “سنمضي في إجراء تعديل وزاري شامل أو جزئي استجابة للمطالب الشعبية”، مؤكدًا أنه سيتم منع أي سلاح خارج الدولة واعتبار أي كيان مسلح يعمل خارج سيطرة الدولة غير قانوني، وأوضح أن السلطات اضطرت لتقييد خدمات الإنترنت عندما استخدمها البعض لإذكاء العنف.

وأعلن مسؤول في ميناء أم قصر المخصص للسلع الأولية بالقرب من البصرة اليوم السبت استئناف العمليات في الميناء، وقال إن جميع أرصفة الميناء تعمل اليوم مضيفا أن السفن بدأت في تفريغ شحناتها.

ويستقبل ميناء أم قصر شحنات الحبوب والزيوت النباتية والسكر لبلد يعتمد بدرجة كبيرة على واردات الغذاء، وقد توقفت العمليات بالميناء لنحو عشرة أيام بعدما أغلق محتجون مدخله.

معركة الجسور في بغداد
  • رغم أن الأعداد الكبيرة من المتظاهرين تتجمع في ساحة التحرير المركزية للاحتجاجات المطالبة بـإسقاط النظام، فإن المواجهات تدور منذ أيام عدة على أربعة من 12 جسرًا في بغداد.
  • تقدم المتظاهرون أولا باتجاه جسر الجمهورية، الذي يصل ساحة التحرير بالمنطقة الخضراء التي تضم مقار حكومية، ورفعت القوات الأمنية على الجسر ثلاثة حواجز اسمنتية، يقف المتظاهرون عند أولها.
  • متظاهرون آخرون تقدموا باتجاه جسور السنك والأحرار والشهداء الموازية لجسر الجمهورية شمالا، في حين شهدت تلك الجسور الثلاثة ليلا مواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية التي صدتهم.
  • قامت القوات العراقية صباح السبت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين المتجمهرين في شارع الرشيد بوسط العاصمة، في حين أصيب 15 متظاهرًا بالاختناق جراء استخدام القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين وسط بغداد.
  • من ناحية أخرى، قال مسؤول بميناء أم قصر بالعراق، إنه تم إعادة فتح ميناء أم قصر الرئيسي المطل على الخليج خلال الليل كما تم استئناف العمليات به.
الجسور في بغداد ساحة كر وفر بين المحتجين وقوى الأمن
مزيد من الضحايا دون حل
  • في السياق ذاته، قال تقرير لـ(فرانس برس) إن الاحتجاجات التي انطلقت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، شهدت أعمال عنف دامية أسفرت عن مقتل نحو 300 شخص، غالبيتهم من المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام.
  • التقرير أشار إلى احتشاد آلاف المتظاهرين في العراق، في يوم الجمعة الثالث على التوالي من الحراك الاحتجاجي ضد الطبقة السياسية، مؤكدين ثباتهم تحركهم، في ظل عدم وجود بوادر حل في الأفق.
  • شهدت نهاية النهار الجمعة صدامات بين القوات الأمنية والمتظاهرين، غداة مقتل ستة أشخاص، وأطلق عناصر من الجيش العراقي الغاز المدمع على مجموعات من المتظاهرين في شارع الرشيد الشهير في بغداد.
  • فكر عبد المهدي، المستقل الذي لا يحظى بقاعدة شعبية، أن يستقيل تحت ضغط الشارع، وفق ما يؤكد مسؤولون، قبل أن ينقلب موقفه رأسا على عقب.
  • منذ ذلك، كثف عبد المهدي من بياناته واجتماعاته التي تنقل عبر التلفزيون للقول إن الوقت حان لـ”العودة إلى الحياة الطبيعية” وتنشيط الاقتصاد، خصوصا في جنوب البلاد الذي شلته حركة العصيان المدني.
قنابل غاز قاتلة
  • في محافظة البصرة الغنية بالنفط والمنفذ البحري الوحيد للبلاد، والتي تعاني من نقص كبير في الخدمات والبنية التحتية، كانت أعمال العنف دامية، حيث تجددت المواجهات، ما أجبر السلطات على إعادة إغلاق ميناء أم قصر الحيوي، بعد ساعات قليلة من افتتاحه.
  • لا يزال وصول الموظفين إلى الدوائر الرسمية والمنشآت النفطية متعذراً بسبب الإضرابات العامة، فيما لا يزال نحو 100 ألف برميل نفطي مخصصة للتصدير عالقة في شمال البلاد لعدم تمكن الشاحنات من الوصول جنوبًا.
  • رغم أعمال العنف، يؤكد متظاهرون مواصلة احتجاجاتهم في الساحات، وخصوصًا التحرير، حتى تغيير النظام السياسي الذي تأسس بعد سقوط نظام صدام حسين، وتجديد الطبقة السياسية التي تحتكر الحكم منذ 16 عامًا.
  • مصدر من “الحشد” قال لفرانس برس الجمعة إنّ هذه القوات نشرت تعزيزات بالمئات لحماية المنطقة الخضراء إزاء أي محاولة لاقتحامها من قبل المتظاهرين.
  • تواصل قوات الأمنية في بغداد استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وأحيانا الرصاص الحي بأعيرة ثقيلة، إضافة إلى القنابل الصوتية التي تهز العاصمة حتى وقت متأخر من الليل.
  • منظمة العفو الدولية قالت إن القنابل المسيلة للدموع التي تستخدمها القوات العراقية يبلغ وزنها 10 أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع التي تُستخدم بالعادة، وهي مصنوعة في بلغاريا وصربيا وإيران، وفق المنظمة نفسها.
  • أعلنت الأمم المتحدة أن تلك القنابل أدت إلى مقتل 16 متظاهراً على الأقل من خلال اختراق الجماجم أو الصدور، ويندد الحقوقيون أيضا بعمليات الاعتقال والاختطاف وتهديد ناشطين وأطباء من قبل جهات تؤكد الحكومة حتى الآن أنها تجهل هويتها.
العفو الدولية تتهم قوى الأمن العراقية باستخدام قنابل غاز كبيرة الحجم
الأمور مجمدة
  • على الصعيد السياسي، تبدو الأمور مجمدة، خصوصًا مع إعلان عبد المهدي الثلاثاء أن الحلول المطروحة لا تفي بالغرض، خصوصًا إجراء انتخابات نيابية مبكرة، ومسألة الانتخابات كانت مقترحًا من رئيس الجمهورية برهم صالح.
  • تركز غضب المتظاهرين خلال الأيام الماضية، على إيران صاحبة النفوذ الواسع والدور الكبير في العراق، إلى جانب الولايات المتحدة التي لم يشر إليها المحتجون خلال التظاهرات، وهي بدورها لم تبد تفاعلا تجاه الأزمة الحالية في البلاد.
  • ما أجج غضب المحتجين، الزيارات المتكررة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني للعراق، وتصريحات المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي عن وجود “مخططات من الأعداء لإثارة الفوضى وتقويض الأمن في بعض دول المنطقة”.
  • في شمال البلاد الذي لا يشهد تظاهرات، سقطت قذائف على قاعدة عسكرية عراقية، فيها جنود أمريكيون، قرب الموصل، حسب مصادر محلية لم تستطع أن تحدد الجهة التي أطلقتها.
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات