“ابني بيموت” رسالة بطعم الوجع من والدة الأسير أبو دياك [فيديو]

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم السبت، إن كافة الجهود التي بذلت للإفراج عن الأسير المريض بالسرطان “سامي أبو دياك” وصلت إلى طريق مسدود، بعد رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي ذلك.

وقبل أيام، أوعزت الخارجية الفلسطينية إلى سفارات فلسطين في الخارج بضرورة التحرك العاجل لتشكيل قوة ضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإجباره على الإفراج عن الأسير أبو دياك الذي يعاني من مراحل متقدمة من مرض السرطان.

وفي رسالتين مؤثرتين، تمنى أبو دياك أن يقضي ساعات عمره الأخيرة في حضن والدته، وقال “لا أريد الموت وأنا مكبل اليدين والقدمين أمام سجّان يعشق الموت ويتغذى على آلامنا ومعاناتنا”. أما والدته فتحدثت عن “الوجع” وهي تصف الوضع الصحي لابنها الأسير بعد زيارته في مستشفى الرملة.

وخلال الأسبوعين الماضيين تفاقمت حالة الأسير أبو دياك وبات معرضًا للموت في أية لحظة، وجرى نقله عدة مرات للمستشفى، بسبب إصابته بنزيف، حيث انخفضت نسبة الهيموغلوبين وانخفض منسوب السكر إلى 20، مع نقصان حاد في الوزن وصل إلى قرابة 40 كيلوغرامًا.

في سجون الاحتلال، لا يملك الأسرى أبسط الحقوق، مثل حق العلاج من الأمراض التي أنهكت أجسادهم بفعل سنوات الأسر أو الإصابات أثناء الاعتقال، ولا يملكون من سلاح إلا خوض معركة الأمعاء الخاوية، وكثير من الفلسطينيين يرون أن الأسرى شهداء مع وقف التنفيذ كون قضيتهم لم تعد على سلم الأولويات.

طريق مسدود
  • هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قالت إن الاحتلال رفض كل محاولات الإفراج عن الأسير أبو دياك، في ظل وجود “قانون الإرهاب” الذي أقره الكنيست العام الماضي.
  • القانون يقضي بمنع الإفراج عن أي أسير محكوم بالسجن المؤبد مهما كان وضعه الصحي.
  • “شؤون الأسرى” حذرت من خبر استشهاد أبو دياك في أية لحظة، بسبب خطورة وضعه الصحي.
  • بخصوص زيارة وفد طبي أوربي لسجون الاحتلال، أوضحت الهيئة أن الاحتلال رفض سابقًا السماح لكافة الجهات التي طلبت الاطلاع على أوضاع الأسرى، ومن المتوقع أن يتعامل الاحتلال بالمثل مع الوفد الأوربي.
  • الهيئة حمّلت سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة أبو دياك، داعية المؤسسات الدولية والحقوقية إلى التحرك الجاد والسريع لوقف هذه الجريمة الطبية التي ترتكب بحقه، والإفراج الفوري عنه، لكي يستطيع أن يُمضي أيامه الأخيرة بين أحضان والدته.

رسالة أمّ
  • خلال زيارته في السجن يوم الخميس، رأت الأم ابنها فاقدًا للوعي ولم يقوَ على رفع رأسه أو حتى الكلام، بل إنه لم يشعر بوجودهم من الأساس، ولم يعرف والدته، نادت عليه فنظر إليها ولم يرد.
  • كان منهكًا، جسمه كله تقرحات، وأشبه بهيكل عظمي، جراء إهمال الاحتلال لحالته، ذلك الاحتلال الذي سرق شبابه وصحته، وفق والدته.
  • والدة أبو دياك قالت إن جسد ابنها لم يعد يستجيب لأي دواء – وفق أطباء الاحتلال- وشرايينه ضعيفة، مؤكدة أن ابنها الآن يصارع الموت وحيدًا بعدما أضاع الاحتلال فرصًا كثيرة كانت متاحة لإنقاذ حياته.
  • بدموع الوجع، وجهت والدة أبو دياك نداءً للعالم ولأصحاب الضمائر، للمسلمين والمسؤولين، راجية أن يصل صوتها لضمير العالم وتحقق لابنها أمنيته الأخيرة بأن يفارق الحياة وهي بين أحضانها.

حكاية سامي أبو دياك
  • يذكر أن الأسير سامي أبو دياك (38 عامًا)، من بلدة سيلة الظهر بمحافظة جنين، ومحكوم بالسجن لثلاثة مؤبدات و(30) عاماً، ومعتقل منذ صيف العام 2002.
  • عندما اعتقل عام 2002 كان وزنه 95 كيلو غرامًا اليوم خسر 50 كيلوغراما، أصيب بالسرطان في الرئة والكلى والكبد ولا يستطيع التنفس بعد أن تعرض لإهمال طبي منذ أربع سنوات داخل سجون الاحتلال، وكان يتلقى العلاج الكيماوي وهو مكبل اليدين والقدمين.
  • نظمت اعتصامات ووقفات احتجاجية في مدن فلسطينية عدة تضامنا مع سامي وباقي الأسرى المرضى، وعلت الصرخات تطالب بإنقاذ الأسرى المرضى الذين يزيد عددهم على 700 أسير.
  • من بين كل أولئك أكثر من عشرين أسيرًا تؤكد المنظمات الحقوقية ألا أحد سيفاجأ إن عادوا شهداءً في توابيت نتيجة سياسة الإهمال الطبي الذي يمارس ضدهم، وهو أمر مخطط له مع سبق الإصرار برعاية حكومة الاحتلال.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام فلسطينية