إقلاع أول رحلة جوية منذ 20 عاما من إثيوبيا إلى إرتريا

طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية

أعلنت الخطوط الجوية الإثيوبية الأربعاء إقلاع أول رحلة تجارية من إثيوبيا إلى إرتريا منذ 20 عامًا، وذلك بعد إعلان الدولتين انتهاء حالة الحرب بينهما واستئناف العلاقات الدبلوماسية.

وسافر 465 راكبًا على متن طائرتين تابعتين للخطوط الجوية الإثيوبية من مطار “بولي” الدولي في العاصمة أديس أبابا متوجهة إلى العاصمة الإرترية أسمرة، حيث لوح كثير منهم بأعلام البلدين وارتدوا قمصانًا عليها شعارات ترحب بالتقارب بينهما.

وكان بين ركاب الطائرتين، مسؤولون إثيوبيون بينهم رئيس الوزراء السابق هيلي ماريام ديسالين وعقيلته، وبطريرك كنيسة التوحيد الأرثوذكسية، وعدد من الدبلوماسيين الأجانب.

وقال هايلي إنه يشعر “بسعادة غامرة”. وأضاف “كان بيننا كراهية على مدى 20 عامًا وهو ما انتهى الآن”.

ومن المقرر أن تهبط في أسمرة طائرة بوينغ 787 على متنها 315 راكبًا وأخرى بوينغ 737 على متنها 154 آخرين إذ تستغرق الرحلة بين المدينتين ساعة و25 دقيقة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “خطوط الطيران الإثيوبية” تولد جيبر مريم إنه “حدث فريد في تاريخ إثيوبيا وإرتريا”.

ودفع الطلب المتزايد عملاق النقل الجوي الأفريقي إلى تسيير رحلة ثانية بفارق 15 دقيقة. وقال جيبر مريم إن “تسييرنا لرحلتين في وقت واحد يدل على حماسة الناس”.

رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد ورئيس إريتريا أسياس أفورقي (رويترز)

وتعزز الرحلات الجوية جهود السلام التي قادها رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد أبي أحمد (41 عامًا) الذي تولى منصبه في أبريل/نيسان وأعلن سلسلة من الإصلاحات. 

ومع تولي أبي، ضابط المخابرات السابق، سدة الحكم أنهى الائتلاف الحاكم حالة الطوارئ وأطلق سراح سجناء سياسيين وأعلن خططًا لانفتاح اقتصادي يتضمن السماح لمستثمرين أجانب بامتلاك حصص في شركة الخطوط الجوية الإثيوبية الحكومية.

وفي أكثر تحركاته جرأة،أعلن أبي بشكل مفاجئ أن إثيوبيا ستلتزم بقرار أصدرته في 2002 لجنة تدعمها الأمم المتحدة حول ترسيم الحدود بين البلدين، ممهدًا بذلك الطريق أمام التوصل إلى سلام بين البلدين.

وقام بعدها بزيارة تاريخية إلى أسمرة أعلن خلالها مع الرئيس أسياس أفورقي رسميًا انتهاء الحرب بين البلدين. وبعد أيام توجه أفورقي بدوره إلى أديس أبابا، حيث أعاد فتح السفارة الإرترية، يوم الإثنين.

وكانت إرتريا تشكل الجزء الساحلي من إثيوبيا بمرفأيها “عصب ومصوع” قبل أن تعلن استقلالها في العام 1993 إثر طرد القوات الإثيوبية من أراضيها في 1991.

وأدى خلاف حول ترسيم الحدود إلى نشوب حرب بينهما استمرت من 1998 إلى عام 2000 وأدت إلى مقتل 80 ألف شخص قبل أن يتحول النزاع بينهما إلى حرب باردة بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية.

وشهدت الجزائر في ديسمبر/كانون الأول 2000، توقيع اتفاقية سلام بين البلدين أنهت الحرب الحدودية، لكنها لم تتمكن من تطبيع العلاقات بالكامل.

رئيس الوزراء الإثيوبي ورئيس إرتريا يدعوان للسلام والوحدة خلال حفل في أديس أبابا (رويترز)

 

المصدر : وكالات