إفطار مسلمي أوربا على مكة أم البلد الأصلي؟

من علامات ليلة القدر: ظهور الشمس صبيحة هذه الليلة بلا شعاع

يفرالبعض من طول نهار رمضان في البلدان الأوربية إلي الصيام على توقيت بلده الأصلي أو مكة، فهل يجوز لمسلمي أوربا أن يفطروا على مواقيت أخري نظرا لطويل الوقت في البلدان الأوربية.

سؤال طرحه جمهور الجزيرة مباشر، ويجيب عليه الدكتور خالد حنفي-الأمين العام المساعد للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث -و رئيس لجنة الفتوى بألمانيا في تصريحات للجزيرة مباشر قائلا:  الطول المفرط للنهار في أوربا كان في السنوات الماضية، أما في هذا العام فقد تراجع النهار كثيرا، وأصبحت ساعات الصيام بين 17 ،19 ساعة، وقد رفض المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، ومجامع فقهية أخرى، الفتوى التى أباحت للمسلمين أن يفطروا قبل غروب الشمس إذا طال النهار طولا مفرطا.

وتجربة المسلمين في الصوم تؤكد عدم الحاجة عمليا إلى الترخيص بالفطر قبل غروب الشمس.

والأصل أن يصوم المسلم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس حتى يقع التكليف صحيحا تبرأ به ذمته، ولا يجوز له أن يفطر على مكة المكرمة،أو بلده الأصلي ما دام الليل يتباين عن النهار في موطن إقامته، وذلك لما يلي:

أولاً: الصيام على مكة أو البلد الأصلي يعارض النص المحكم الصريح الذي حدد بداية الصوم ونهايته في قوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ )، هذه بداية الصيام.

وقوله تعالى: (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) هذه نهاية الصيام، ثم بينت آيات الصيام كذلك الحل الشرعي لمن عجز عن الصيام لعذر في قوله تعالى: (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).

ثانيًا: الصيام على مكة لا أصل له، ولم يقل به أحد من السابقين أو اللاحقين والصحابة، لما هاجروا خارج مكة لم يصلوا أو يصوموا بالرجوع إلى وقت مكة، إنما إلى الوقت في البلد الذي يقيمون فيه.

ثالثاً: يلزم من الفطر على مكة، أداء  صلاتى  المغرب والعشاء فكيف يكون ذلك الشمس ساطعة في البلد المقيم فيه، فهذا يخالف النصوص الصريحة القاطعة في المواقيت كقوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) وحديث جبريل في مواقيت الصلاة.

رابعاً: يلزم من الفطر على مكة صيفاً، الصيام عليها شتاء، لأن العلة واحدة وهي طول النهار صيفاً وقصره بذات الوصف شتاء، وهذا يعني عند التطبيق استمرار الصيام بعد غروب الشمس لعشر ساعات أحياناً، وكذلك أداء صلاتى المغرب والعشاء بعد خروج وقتهما قطعاً بساعات أيضاً، وهذا يبطل نصوص المواقيت والصيام دون أي مبرر شرعي أو واقعي شتاء.

خامساً: من رحمة الله أن هنالك توازناً كونياً في أماكن الصيام، فطقس أوروبا المعتدل صيفاً، وقصر نهاره شتاء، يوازن طول نهاره صيفاً، وحرارة البلدان الأخرى يناسبها قصر النهار فيها.

المصدر : الجزيرة مباشر