إدانات فلسطينية للتطبيع السوداني مع إسرائيل والسيسي يرحب

قابلت فلسطين على المستويين الرسمي والشعبي التطبيع السوداني مع إسرائيل بالإدانة، في حين كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول المبادرين بالتهنئة.

وعدّ الفلسطينيون التطبيع السوداني مع إسرائيل “خيانة للقضية الفلسطينية”، وأنه “يمهد لنهب ثروات السودان”، وأنه “يقدم هدية مجانية لصالح تل أبيب”، وأكد آخرون قدرة الشعب السوداني على إفشال التطبيع.

وأدانت الرئاسة الفلسطينية، الجمعة، موافقة السودان على التطبيع مع إسرائيل، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وأكد بيان للرئاسة “إدانة ورفض تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تغتصب أرض فلسطين”.

واعتبرت أن ما أعلنه الرئيس الرئيس الأمريكي بخصوص تطبيع السودان علاقاته مع إسرائيل “مخالف لقرارات القمم العربية”.

وأكدت أنه مخالف أيضًا “لمبادرة السلام العربية (2002) المقرة من قِبل القمم العربية والإسلامية، ومن قبل مجلس الأمن الدولي وفق القرار 1515”.

وقالت الرئاسة إن القيادة “ستتخذ القرارات اللازمة لحماية مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة”، وجددت “التأكيد على أنه لا يحق لأحد التكلم باسم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية”.

وشددت “على أن الطريق إلى السلام الشامل والعادل يجب أن يقوم على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المحددة، بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وتحقيق الاستقلال للشعب الفلسطيني في دولته وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967”.

خيانة

من جانبها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجمعة، إن تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل “خيانة للقضية الفلسطينية”.

وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة ماهر مزهر إن “التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي خيانة للقضية الفلسطينية والأمة العربية”.

وأضاف “نقول لكل الخونة الذين يتاجرون بآلام شعبنا الفلسطيني، نحن أصحاب حق وقضية عادلة وسوف نستمر في النضال حتى زوال الاحتلال”.

وأكد أن “التطبيع العربي مع الاحتلال من الملوك والأمراء الذين لا يمثلون نبض الأمة، الهدف الرئيسي منه حماية عروشهم ومن أجل حماية وتأمين فوز ترامب بالانتخابات”، مشدّدًا على أن “كل المحاولات لن تشفع لهم، شعبنا سوف يستمر بالنضال والكفاح من أجل تحرير فلسطين”.

ودعا الأمة العربية والإسلامية “أن تحاصر المطبعين والخونة وكل من يحاول بيع قضيتنا العادلة”.

تمهيد للنهب

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عباس زكي، إن اتفاق التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب، سيثبت أقدام إسرائيل لنهب ثروات السودان.

وعقَّب على إعلان الاتفاق “شعب السودان مبدع ومثقف وعظيم، أعلن أنه ضد التطبيع، ويرفض ذلك”.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بسام الصالحي، إن “ثقتنا عالية بالشعب السوداني أن يفشل التطبيع والابتزاز الأمريكي”.

وتعقيبا على الاتفاق أضاف الصالحي، أمين حزب الشعب الفلسطيني، أن “الاتفاق سيضر الشعب السوداني كما سيضر الشعب الفلسطيني”.

وتابع “إسرائيل والإدارة الأمريكية استغلت شعب السودان والضائقة التي يعيشها من أجل الابتزاز في إقامة هذا التطبيع”.

هدية مجانية

واعتبرت حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية، الجمعة، أن تطبيع النظام السوداني العلاقات مع تل أبيب “هدية مجانية لإسرائيل”.

وقال المتحدث باسم الحركة داود شهاب “النظام السوداني ينزلق بالسودان نحو الحضن الإسرائيلي، ويقدم هدية مجانية لإسرائيل ويدفع من قوت الفقراء والمشردين من الشعب السوداني أموالا طائلة ثمنا لنيل الرضا الأمريكي”.

وأضاف “إنهم بذلك يسجلون كتابًا أسود في تاريخ السودان”.

وتابع “نثق أن الشعب السوداني والأحزاب القومية والوطنية في السودان لن تقبل، وقوى الثورة والتغيير أمام اختيار مصيري سيحدد مسار التغيير في هذا البلد العزيز على قلوبنا”.

خطيئة سياسية

واعتبرت حركة “حماس”، الجمعة، أن تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل “خطيئة سياسية تضر بشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة”.

وقال حازم قاسم، الناطق باسم الحركة للأناضول، إن “التطبيع بين السودان والاحتلال، يضر بالمصالح الوطنية للسودان والمصالح القومية للأمة العربية”.

وأضاف “التطبيع لا يخدم إلا المشروع الصهيوني وسياسته التوسعية في المنطقة، ويستفيد منها (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب في انتخابات الرئاسة و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو في صراعه الداخلي”.

وقال القيادي البارز في حركة حماس، سامي أبو زهري، إن تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل “أمر مؤلم”.

وأضاف في تغريدة عبر تويتر “الإعلان عن تطبيع العلاقات بين السودان والاحتلال هو أمر مؤلم، ولا يتفق مع تاريخ السودان المناصر للقضية الفلسطينية”.

توسيع الدائرة

من جهته، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، بإعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب والخرطوم.

وقال مخاطبًا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، هاتفيًا، بحسب قناة “كان” الرسمية “سنوسع دائرة السلام تحت قيادتك”.

بدوره، رد ترمب قائلًا “هل تظن أن جو بايدن (منافس ترمب في الانتخابات الأمريكية المقبلة) النائم، بإمكانه إبرام مثل هذه الصفقة”، بحسب القناة الإسرائيلية.

السيسي أول المرحبين

وفي السياق، رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بإعلان نظيره الأمريكي موافقة السودان على التطبيع مع إسرائيل.

جاء ذلك في تغريدة للرئيس المصري، قال فيها “أرحب بالجهود المشتركة للولايات المتحدة والسودان وإسرائيل حول تطبيع العلاقات”.

وأضاف “أثمن كافة الجهود الهادفة لتحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين”.

وبذلك يكون السيسي أول المرحبين، على غرار خطوته في تأييد اتفاقيتي التطبيع بين إسرائيل من جهة، والبحرين والإمارات من جهة أخرى، في 13 أغسطس/ آب الماضي.

وأعلن ترمب، في وقت سابق اليوم، أن السودان وافق على تطبيع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل مع إسرائيل، عقب اتصال مشترك مع رئيسي الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، والإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ ما يجعلها ثالث دولة عربية تقوم بذلك بعد البحرين والإمارات في الأشهر الأخيرة، والخامسة عربيًّا، حتى الآن.

وبذلك تصبح السودان الدولة العربية الخامسة التي تبرم اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، والإمارات والبحرين (15 سبتمبر/أيلول الماضي).

وأعلنت قوى سياسية سودانية رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، من بينها حزب الأمة القومي، وهو ضمن الائتلاف الحاكم، والحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري.

اقرأ أيضًا:

اتفاق بين إسرائيل والسودان على تطبيع العلاقات بوساطة أمريكية

السودان: حمدوك مستعد للتطبيع مع إسرائيل بشرط واحد.. ما هو؟

الإمارات تسمح لمواطنيها بالسفر إلى إسرائيل دون تأشيرة.. وتل أبيب: أهلا وسهلا

مسؤول إسرائيلي: اتفاق اليوم يتوج 20 عاما من العلاقات السرية مع البحرين

إقرار التطبيع رسميا: وصول أول رحلة مباشرة من إسرائيل لمطار البحرين (فيديو)

شاهد: طرد إماراتيين دخلوا المسجد الأقصى تحت حماية الاحتلال

الأناضول: كاتبة سودانية شاركت في ورشة “تطبيع” مع إسرائيليين

رجل أعمال سوداني يعلن تنظيمه رحلة إلى إسرائيل لتسريع التطبيع (فيديو)

رئيس الكنيست الإسرائيلي يسخر من مبدأ “الأرض مقابل السلام”.. ماذا قال؟

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات