إخوان مصر: الجماعة انتصرت أخلاقيا وخسرت ميدانيا

مجزرة فض رابعة العدوية لن تُمحى من ذاكرة المصريين
مجزرة فض رابعة العدوية لن تُمحى من ذاكرة المصريين

قال المتحدث باسم جماعة “الإخوان المسلمين” في مصر طلعت فهمي، إن جماعته ذات التنظيم الأكبر بالبلاد قبل سنوات، “انتصرت مبادئيًّا وأخلاقيًّا وإنسانيًّا وخسرت ميدانيًّا”.

جاء ذلك خلال تصريحات لوكالة الأناضول، في سياق تقييم وجود الجماعة بعد 7 سنوات من مجزرة فض اعتصام ميدان رابعة، شرق العاصمة القاهرة.

وتحل الجمعة 14 أغسطس/ آب، الذكرى السابعة لفض الاعتصام الذي خلّف مئات القتلى وفق تقديرات رسمية، ونحو ألفيْ قتيل وآلاف الجرحى، بحسب المعارضة.

وعن واقع الجماعة حاليًّا بعد سنوات الفض، أوضح فهمي أنه “ما من شك في أن الإخوان انتصرت مبادئيًّا وأخلاقيًّا وإنسانيًّا على خصومها، لكنها خسرت ميدانيًّا لأنها عوملت بالغدر من قبل الخصوم وبقوة السلاح”.

وظهرت الجماعة -التي تأسست عام 1928- بقوة بعد عقود من الضربات الأمنية والمواجهات الحكومية، عقب ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، ووصل مرشحها الرئيس الراحل محمد مرسي لكرسي الحكم في 2012، قبل أن يُطاح به بعد عام في انقلاب عسكري، ويُحظر التنظيم في البلاد وسط محاكمات وملاحقات للأعضاء.

وأضاف فهمي: “مئات الإخوان استشهدوا في رابعة وغيرها، وعشرات الآلاف أمضوا الآن 7 سنوات في السجون، وآلاف غيرهم مشردون أو مهجرون”.

واستدرك: “رغم ذلك حافظ الإخوان على جماعتهم وتماسكهم التنظيمي، وأهم من ذلك أنهم حافظوا على مصر كلها من التردي في أتون حرب أهلية، كما حدث في غيرها من البلدان”.

واعتبر أنه “لولا صمود الإخوان وأحرار الشعب المصري وثباتهم وسلميتهم؛ لتحولت مصر إلى بِركٍ من الدماء”.

قادرون على المشاركة السياسية بقوة

وأردف فهمي: “لا تزال جماعة الإخوان في مصر، حتى اليوم، تُسمع كلمتها للعالم كله، وإذا ما تابعنا الإعلام المضاد بل والإعلام العالمي سندرك هذا جيدا”.

وأكد أن “الجماعة مرت بمحن كثيرة، فما لانت وما استكانت وما بدّلت، وظل عودها صلبًا، مُورِقًا ومُثمرًا”.

وقال إن “ما حدث في مصر من انقلاب ومذابح تلته، لم يقضِ على الجماعة كما خُطط لذلك، بل أدخلها في دائرة اختبار جديد سوف تمر منه وتعود قوية أفضل مما كانت بإذن الله”.

وحول تقييمه للرصيد الشعبي والوجود السياسي، قال فهمي: “الرصيد الشعبي للإخوان قائم ومتجذّر في التربة المصرية رغم كثافة الدعاية السوداء”، مضيفًا “أما عن المشهد السياسي المصري فنحن لسنا حضورًا فيه حاليًّا رغمًا عنا بسبب القمع”.

وتابع: “الحمد لله لدينا من القدرة المعنوية والرصيد التنظيمي ما يجعلنا قادرين على المشاركة بقوة في أي استحقاقات سياسية في ظل مناخ ديمقراطي حقيقي”.

المستقبل

وعن حل الأزمة المصرية، قال فهمي إن “حل المعضلة واستعادة حقوق الناس لن يتحقق إلا بعمل ثوري سلمي متواصل يُنهي وجود العسكر في السلطة، ويقضي على مظاهر الاستبداد والفساد”. 

وأضاف “هذا ما يعتقده الإخوان كأولوية أولى، مع دعوتهم الدائمة لتكاتف الجهود من كل القوى الوطنية لمواجهة هذا الطغيان”.

 أربعة ثوابت

وفي سياق متصل، جدّدت الجماعة في بيان صادر، اليوم الجمعة، بمناسبة الذكرى، تأكيدها أن فض اعتصام رابعة “أبشع مجزرة في تاريخ مصر الحديث”.

ورفعت الجماعة 4 ثوابت أولها أن حقوق ضحايا الفض “لن تذهب هدرًا، وأن القصاص العادل لا يمكن التفريط فيه أو التنازل عنه”.

ودعت إلى “استكمال مسيرة التحرر الوطني”، بجانب “استمرار العمل على فتح تحقيق دولي عادل، وعدم التوقف عن هذا المسعى مهما طال الزمن”، فضلًا عن “استمرار مطالبة الأمم المتحدة بملاحقة مرتكبي الفض”.

ويرفض النظام المصري الاعتراف باعتصام رابعة، ولم يقدّم أحد ممن خططوا ونفذوا عملية الفض لمحاكمات، بالتزامن مع محاكمات مئات من قيادات وأنصار الاعتصام باتهامات، بينها ارتكاب أعمال عنف وإرهاب، وهي ما ينفونها باستمرار.

 

اقرأ أيضًا:

مصر: عصام العريان.. عاش إصلاحيا ومات سجينا (بروفايل)

مصر.. وفاة القيادي بجماعة الإخوان عصام العريان داخل سجن العقرب

بالفيديو.. “مذبحة رابعة” من شروق الشمس حتى غروبها

قبل “رابعة” وبعدها.. أبرز المذابح المنسية في مصر ما بعد الانقلاب

الذكرى السادسة لمذبحة رابعة.. العدالة غائبة والضحايا يحاكمون

العفو الدولية: مذبحة رابعة لا تزال “كابوس المصريين”

السيسي يغضب لسماع اسم رابعة العدوية (فيديو)

“فاكرين رابعة”.. مصريون يردون على غضب السيسي ويذكرونه بالمجزرة

مصر: حكم نهائي بإعدام 7 في قضية مرتبطة بـ”فض رابعة”

بين اعتصامي الخرطوم ورابعة.. كيف استقبل المصريون الفض؟

القضاء المصري يرفض بيان مفوضة حقوق الانسان بشأن أحكام الإعدام

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر