أي دور يمكن أن يلعبه الأمير أحمد بعد عودته للسعودية؟

صورة أرشيفية للأمير أحمد بن عبد العزيز

عاد للسعودية الأمير أحمد بن عبد العزيز (70 عاما)، الأخ الأصغر للعاهل السعودي بعد فترة غياب طويلة في لندن ليمثل تحديا لولي العهد محمد بن سلمان أو ليعمل على إيجاد من يستطيع تحديه.

جاء ذلك في إطار تقرير كتبه الصحفي البريطاني ديفيد هيرست رئيس تحرير موقع (ميدل إيست آي) البريطاني والذي نشر اليوم الأربعاء في الموقع دون تحديد وقت وصول الأمير الي بلاده، وما إذا كان سيعود مجددا الي لندن مرة أخري.

 غير أن هيرست في تقريره  كشف النقاب عن أن الأمير أحمد بن عبد العزيز الذي يعد واحدا من المنتقدين العلنيين لابن أخيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عاد للسعودية من لندن بضمانات أمنية من مسؤولين أمريكيين وبريطانيين، أكدوا له أنهم “لن يسمحوا بأن يمسه أذى، وشجعوه على القيام بدور مغتصب السلطة”.

وعلق هيرست على ذلك بأن الأمير أحمد محمي بحكم منزلته في العائلة المالكة بغض النظر عن الضمانات الغربية. وأشار إلى ما قاله مصدر سعودي مقرب من الأمير أحمد في تصريحات خاصة للموقع “بأنه وآخرون من الأسرة أدركوا أن ابن سلمان أصبح ساما، وأن الأمير يريد أن يقوم بدور لإحداث هذه التغييرات، مما يعني إما أنه هو نفسه- أي الأمير أحمد بن عبد العزيز- سيلعب دورا رئيسا في أية ترتيبات جديدة، وإما أنه سيساعد في اختيار بديل لمحمد بن سلمان”.

وأشار هيرست إلى أن الأمير أحمد عقد لقاءات خلال وجوده في لندن مع أعضاء آخرين في الأسرة السعودية الحاكمة يعيشون حاليا خارج المملكة، واستشار شخصيات داخل المملكة لديهم مخاوف مماثلة، وشجعوه على انتزاع السلطة من ابن أخيه.

وكشف التقرير أن ثلاثة أمراء كبار يؤيدون تحرك الأمير أحمد ولا يمكن الكشف عن هوياتهم خشية تعرض أمنهم للخطر، مؤكدا أن الأمراء الثلاثة جميعهم يشغلون مناصب عليا بالجيش وقوات الأمن، مؤكدا أن عودة الأمير أحمد ستزيد الضغط على ابن سلمان الواقع في قلب المواجهة الحالية بين السعودية وتركيا بعد مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.

وذكر هيرست أنه قبل قضية خاشقجي كانت معارضة الأمير أحمد لابن أخيه معروفة للجميع، وأنه عارضه علانية في ثلاث مناسبات. الأولى في صيف 2017 عندما كان شقيق الملك أحد ثلاثة أعضاء في مجلس البيعة، وهي هيئة من كبار العائلة المالكة مكلفين باختيار الخلافة، اشتركوا في معارضة تعيين ابن سلمان وليا للعهد. وأشار إلى أن الأمير أحمد لم يعط بيعة الولاء لابن أخيه عندما عيّن وريثا للملك سلمان.

والمناسبة الثانية- وفقا لهيرست- عندما توفي عبد الرحمن بن عبد العزيز أخو الأمير أحمد والملك سلمان العام الماضي، حيث لم تعلق سوى صورتين فقط بقاعة الاستقبال في بيت الأمير أحمد وكانتا للملك عبد العزيز والملك الحالي سلمان بن عبد العزيز، بينما كانت صورة ولي العهد مفقودة بشكل ملحوظ.

والمناسبة الثالثة كانت الشهر الماضي عندما دنا الأمير أحمد من محتجين يمنيين وبحرينيين خارج منزله في لندن حينما كانوا يهتفون ضد عائلة آل سعود ويصفون بأنها عائلة مجرمين، وقال لهم وقتها إن العائلة برمتها لا تتحمل مسؤولية الحرب في اليمن، بل يتحملها الملك وولي العهد. وقال الأمير أحمد للمحتجين باللغة العربية “هما- أي الملك سلمان وولي عهده- مسؤولان عن الجرائم في اليمن.. وأخبروا محمد بن سلمان أن يوقف الحرب”.

ونبه هيرست إلى أن الأمير أحمد لديه دعم من شخصيات مهمة في الأسرة الحاكمة  يعتقدون أن ولي العهد بعد قضية خاشقجي أصبح موصوما في الغرب إلى الأبد وأنه سام لسمعة العائلة ككل.

في المقابل أشار هيرست إلى وجود اختلاف في الآراء بين المنفيين السعوديين الآخرين في لندن وإسطنبول، حيث يصف البعض الأمير أحمد بأنه شخصية ضعيفة للغاية لإحداث تغيير في المملكة، ويقول آخرون إن لديه دوافع شخصية للتخلص من ابن سلمان.

وعلق هيرست بأن السؤال الرئيس هو ما إذا كان الأمير أحمد سيتمكن من أداء الدور نفسه الذي لعبه الملك فيصل الذي أطاح بأخيه سعود في الانقلاب العائلي الوحيد بالسعودية عام 1964، ولكن إذا فشل كل شيء فقد يجد نفسه في مقارنة بموقف تاريخي آخر وهو محاولة الفريق أحمد شفيق للإطاحة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في انتخابات مارس/آذار، وبعد أن تم تشجيع الفريق شفيق علي العودة لمصر بعد فترة من وجوده في منفى اختياري في دبي لكي يتحدى السيسي في الانتخابات، تبرأ منه زملاؤه الجنرالات في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأجبروه على التخلي عن التحدي الرئاسي.

المصدر : ميدل إيست آي