أين جثة خاشقجي؟ جهة واحدة فقط تملك الإجابة

فريق التحقيق التركي يفحص منزل القنصل السعودي في إسطنبول بحثا عن أدلة بشان اختفاء خاشقجي

يوما بعد يوم تنحسر الأسئلة حول تفاصيل قضية اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي.

فمن خلال التسريبات والمصادر الأمنية الرسمية التركية، ومن خلال التغطية المكثفة لوسائل الإعلام العالمية، بدأت تتضح شيئا فشيئا معالم ما حدث بعد دخول خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول. فقد تأكد المحققون الأتراك من الآتي:

  • خاشقجي قتل داخل القنصلية السعودية بعد دقائق من دخوله إليها من دون الخضوع لأي تحقيق.
  • فريق من 15 سعوديا قدموا إلى تركيا هم من تولوا مهمة القتل.
  • فريق القتل قام بتقطيع جثة خاشقجي إلى أجزاء بعد الاغتيال.

لكن السؤال الأكبر الذي ما زال قيد التحقيق ومحاولة الوصول لإجابة عنه هو: أين تم إخفاء جثة خاشقجي بعد تقطيعها؟

ويمكن من خلال متابعة مجريات التحقيق وضع عدة احتمالات لمكان تواجد الجثة، وهي:

الجثة في السعودية
  • يفيد هذا السيناريو أن فريق القتل السعودي قام بتقطيع جثة خاشقجي ووضعها في حقائب سفر واصطحبها معه في الطائرة الخاصة التي عاد فيها إلى الرياض. ويدعم هذا السيناريو أن الفريق شوهد وهو يخرج من القنصلية وهو يحمل حقائب كبيرة تم شراؤها من أحد أسواق مدينة إسطنبول.
  • لكن شبكة سي |إن إن الأمريكية أكدت أنها حصلت على تقرير للشرطة التركية يفيد بأن السلطات التركية علمت باختفاء خاشقجي بعد عدة ساعات فقط من دخوله إلى القنصلية، وأن عناصر تابعة للمخابرات التركية قامت بالتنكر في صورة عمال نظافة وقامت بتفتيش الطائرة وفحص حقائب سفر الفريق ولم تجد أثرا لخاشقجي، وبالتالي فإن هذه المعلومات إن صحت فإنها تثبت أن بقايا الجثة ما زالت في تركيا، إلا لو كان الفحص التركي قد اقتصر على طائرة واحدة فقط ولم يشمل الطائرتين الخاصتين اللتين حملتا فريق الاغتيال.
قد يكون فريق الاغتيال السعودي قد قام بإذابة جثة خاشقجي في مادة كيميائية (رويترز)

 

الجثة في تركيا
  • قد تكون بقايا الجثة مازالت موجودة في تركيا. وفي هذه الحالة فإنها ستكون إما داخل القنصلية أو داخل منزل القنصل أو في مكان ثالث.
  • كانت الشرطة التركية قد فحصت حركة 16 سيارة تابعة للقنصلية انطلقت بعد عملية الاغتيال في محاولة لتضليل كاميرات المراقبة، واشتبهت في حركة 3 سيارات منها اختفت عن كاميرات المراقبة لفترة من الوقت، وقد تكون إحداها تحمل بقايا الجثة.

وبالفعل بدأت الشرطة في عمليات بحث واسعة عن بقايا الجثة في 3 مناطق توجهت إليها تلك السيارات الثلاثة، وهي:

  • غابات بلغراد الواقعة على أطراف إسطنبول جهة البحر الأسود.
  • منطقة بيكنت بإسطنبول.
  • مدينة يلوا المجاورة لمدينة إسطنبول.

لكن مساحة هذه المناطق شاسعة وقد يستغرق البحث عدة أسابيع للوصول إلى طرف خيط في أي منها. 

الجثة لم تعد موجودة أصلا
  • يفترض هذا الاحتمال أن فريق الاغتيال السعودي قام بإذابة جثة خاشقجي في مادة كيميائية للتخلص منها نهائيا حتى لا يحتاج الفريق إلى التخلص منها من الأساس. وبالفعل قالت شبكة سكاي نيوز البريطانية إن فريق التحقيق التركي يبحث في هذه فرضية تحلل الجثة في مادة كيميائية سريعة المفعول.
  • لكن هذا السيناريو يتعارض مع ما أعلنته المصادر الأمنية التركية نفسها اليوم الجمعة، والتي قالت إن فريق الاغتيال كان يقوم بتغليف أجزاء جثة خاشقجها فور تقطيعها، وهو ما يرجح فرضية الخروج التخلص منها بطريقة أخرى غير الإذابة.
من يملك الإجابة؟
  • قد يفسر هذا التضارب في مكان وجود الجثة ما قامت به السلطات التركية من تسريبات متتالية هدفها تصدير المشكلة أمام العالم للضغط على السعودية ودفعها للكشف عن تفاصيل الجريمة ومكان الجثة، وبما أن الإدارة الأمريكية أعطت ولي العهد السعودي مهلة لعدة أيام للكشف عن تفاصيل الجريمة لإنقاذ عرشه، فمن المتوقع أن تقدم السعودية اعترافا بالمسؤولية عن العملية، حتى وإن كان هذا الاعتراف سيتضمن كبش فداء لتبرئة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لكنه على الأقل يجب أن يتضمن الكشف عن طريقة إخفاء الجثة ومكان وجودها، وهو ما ينتظره العالم في الوقت الراهن.

أما في حالة عدم اعتراف السعودية بمكان وجود الجثة، فيمكن أن تقدم السلطات التركية على إذاعة التسجيل الصوتي الذي قالت إنه بحوزتها والذي يسجل عملية القتل. كما ستقوم بالاعتماد على الأدلة الأخرى المتوافرة لديها حتى الآن، والتي تشمل:

  • مقطع فيديو دخول خاشقجي إلى القنصلية وعدم وجود أي دليل يثبت خروجه منها.
  • تفاصيل وصول ومغادرة فريق الاغتيال السعودي وتحركاته التي تثبت صلتهم بما حدث لخاشقجي.
  • العينات التي جمعها فريق التحقيق من داخل القنصلية السعودية ومنزل القنصل ومطابقتها مع عينات أخرى لخاشقجي لإثبات مقتله داخلها.
المصدر : الجزيرة مباشر