أوباما يعلق على مقتل رجل أسود والاحتجاجات تصل للبيت الأبيض (فيديو)

مظاهرات الاحتجاج على وفاة جورج فلويد

انتقلت شرارة المظاهرات التي تشهدها بعض المدن الأمريكية؛ احتجاجًا على مقتل مواطن أسود على يد شرطي أبيض، إلى العاصمة واشنطن.

والإثنين الماضي، قتل الأمريكي جورج فلويد (46 عامًا) من ذوي البشرة السوداء بمدينة منيابوليس بولاية مينيسوتا، على يد شرطي أبيض ما أدى لحالة عارمة من الغضب بين المواطنين الذين يرفضون ممارسات الشرطة ضد السود.

واحتشد ما يقرب من 300 متظاهر بشارع يو ستريت أحد أهم الشوارع الحيوية بالعاصمة واشنطن، لإعلان رفضهم وإدانتهم للحادث.

وردد المحتجون هتافات من قبيل العدالة وإلا لن يكون هناك استقرار، كما رفعوا لافتات عليها عبارات تدين الحادث، وتطالب بتحقيق العدالة من قبيل العدالة من أجل فلويد، والعدالة العاجلة، وحياة السود مهمة، وأوقفوا قتل الشرطة للسود.

وعقب ذلك خرج المحتجون في مسيرة صوب البيت الأبيض وسط تدابير أمنية مشددة حيث انتشرت أعداد كبيرة من أفراد الشرطة بمحيط المكان.

وتسبب الحادث المصور الذي شهد انتشارا واسعا على شبكة الإنترنت، في اشتباكات وأعمال عنف بمدينة مينابوليس، ما دفع إلى نشر قوات من الحرس الوطني لمساعدة الشرطة المحلية على احتواء الاشتباكات وأعمال العنف والحرائق.

وأشعل متظاهرون النار في مبنى الشرطة بالمدينة، الجمعة، فيما تحاول السلطات الأمنية هناك عدم الاحتكاك بالمتظاهرين، وفق شبكة سي إن إن المحلية.

في نيويورك، تجمّع نحو ألف متظاهر للتّنديد بما حصل لفلويد على أيدي الشرطة، بينما تمّ إغلاق طريق سريع في دنفر. كما خرجت مظاهرة ضخمة في بوسطن للاحتجاج على قتل المواطن الامريكي.

 في لويزفيل بولاية كنتاكي، دارت اشتباكات في الوقت الذي كان عدد من السكّان يُطالبون بالعدالة لبريونا تايلور وهي امرأة سوداء قتلتها الشرطة داخل شقّتها في مارس/آذار. 

وقد تجاوزت مشاعر التعاطف حدود الولايات المتحدة، إذ شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في العديد من البلدان دعوات إلى إحقاق العدالة في قضيّة فلويد.

وأثار مقتل فلويد أثناء توقيفه، اضطراباتٍ واسعة دفعت الحرس الوطني الأمريكي إلى نشر 500 من عناصره لإعادة الهدوء.

لا يمكن أن تكون “أمرا عاديا” في أمريكا

واعتبر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الجمعة أن وفاة جورج فلويد، يجب ألا تعتبر “أمرا عاديا” في الولايات المتحدة.

وكتب أوباما في بيان ” يجب ألا يعتبر هذا أمرا عاديا في أمريكا 2020، ولا يمكن أن يكون عاديا”.

وأضاف أول رئيس أسود للولايات المتحدة “إذا أردنا أن يكبر أولادنا في بلد يكون على مستوى أعظم قيمه، بإمكاننا ويجب علينا القيام بما هو أفضل”.

ونشر أوباما بيانه على تويتر، موضحا أنه بحث مع أصدقاء له في الأيام الماضية الفيديو التي أظهرت آخر لحظات فلويد البالغ من العمر 46 عاما وهو “يلفظ أنفاسه ووجهه أرضا على الأسفلت تحت ركبة شرطي”.

وعلق على فيديو لفتى عمره 12 عاما يدعى كيدرون براينت يؤدي أغنية لفلويد يقول فيها “كل ما أريده هو أن أعيش”، لقيت انتشارا واسعا في الولايات المتحدة وأرسلها له أحد أصدقائه ليعبر له عن “إحباطه”.

وقال أوباما “صديقي وكيندرون يأتيان ربما من أوساط مختلفة، لكنهما يتشاطران اليأس نفسه. أنا أيضا أشاطر هذا الشعور مع ملايين آخرين”.

وتابع “من الطبيعي أن نتمنى أن تعود الحياة إلى طبيعتها فحسب في حين أن الوباء والأزمة الاقتصادية يقلبان كل شيء من حولنا رأسا على عقب. لكن علينا أن نتذكر أنه بالنسبة لملايين الأمريكيين، أمر عادي بشكل مأساوي وأليم إلى حد يدفع إلى الجنون أن يعاملوا معاملة مختلفة على أساس العرق، سواء في تعاطيهم مع نظام الرعاية الصحية أو مع النظام القضائي، أو أثناء ممارسة رياضة الهرولة في الشارع، أو مجرد مراقبة الطيور في منتزه”.

وأشار أوباما بذلك إلى عدة قضايا حصلت مؤخرا وأججت الجدل حول المعاملة العنيفة والظالمة التي يتعرض لها السود في الولايات المتحدة.

إحقاق العدل

وارتفعت أصوات في أنحاء البلاد من أجل إحقاق العدل، مطالبة عائلة فلويد، باتهام رجال الشرطة المتورطين.

ويظهر المقطع المصور، الشرطي ديريك شوفين وهو يضع ساقه فوق عنق فلويد، المطروح أرضا وهو يقول له لا أستطيع التنفس.. لا أستطيع التنفس.. لا تقتلني.

وبعدما تم وضعه في الأصفاد، لوحظ أن الرجل الأربعيني فقد وعيه، فجرى استدعاء الإسعاف ونقله إلى المستشفى، حيث توفي بعد ذلك بوقت قصير، بحسب الشرطة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات