أمراء سعوديون سجناء يلجأون لشركات أمريكية لمواجهة بن سلمان

ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يواجه سلسة مشاكل متواصلة منذ اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بتركيا 2018
ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان

قالت صحيفة “النيويورك تايمز” إن بعض الأمراء السعوديين السجناء يسعون لبناء دعم لهم بواشنطن، في وقت يعاني فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من مشكلات اقتصادية وانتقادات حقوقية.

وأضافت الصحيفة أن هذا التحرك بالاستعانة بمن يدافعون عن قضيتهم أمام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في واشنطن، جاء بعدما توصل السجناء ومن يمثلونهم أنهم لن يحصلوا على الحرية من خلال مناشدة حكامهم.

هذا التطور غير الاعتيادي، حسبما تقول الصحيفة، يوضح بشكل علني الانقسامات العميقة بين أفراد الأسرة الحاكمة في لحظة صعبة للمملكة وزعيمها الفعلي، الأمير محمد بن سلمان.

ومن المتوقع أن يعتلي الأمير محمد بن سلمان، 34 عاما، العرش بعد وفاة والده الملك سلمان البالغ من العمر 84 عاما، لكنه يواجه الآن أزمة اقتصادية كبيرة ناجمة عن فيروس كورونا، بالإضافة إلى أزمة حقوقية أيضا بعد موجات من اعتقال العشرات من أفراد العائلة المالكة، ورجال أعمال، ومسؤولين حكوميين، ونشطاء، وصحفيين.

واستغلالا للوضع، على ما يبدو، اتصل حلفاء لعدة سعوديين بارزين في الأسابيع الأخيرة بمحامين ومستشارين في واشنطن بخصوص القيام بحملات قانونية، وتشكيل مجموعات ضغط، وعلاقات عامة للضغط من أجل وضع حد لما يقولون إنه اضطهاد سياسي من قبل المملكة.

وفي هذا الإطار وقع مقرّب سابق للأمير سلمان بن عبد العزيز بن سلمان آل سعود يوم الجمعة اتفاقا بقيمة 2 مليون دولار لصالح “روبرت ستريك”، أحد أفراد جماعات الضغط بواشنطن والمرتبط جيدًا بدوائر السياسة الخارجية لإدارة ترمب، وذلك “للدعوة للإفراج” عن الأمير بموجب العقد المبرم.

وفي الشهر الماضي، وقّع باري بينيت، الناشط بجماعات الضغط والاستراتيجي الجمهوري الذي عمل استشاريا لحملة ترمب عام 2016، وقّع عقدا مع عميل له روابط مع أمير آخر مسجون كان منافسًا كبيرًا لابن سلمان.

وتواصل ممثلو مسجونة أخرى، وهي الأميرة بسمة بنت سعود، ابنة الملك الثاني للمملكة العربية السعودية، بشكل هادئ مع محامين واستشاريين في واشنطن ولندن هذا الشهر بشأن حشد الدعم لقضيتها.

محمد بن سلمان يهتم كثيرا بصورته أمام العالم

ورغم هذا القمع الشديد وبعض التصرفات الأخرى التي أثارت مخاوف دولية بشأن قيادة الأمير محمد بن سلمان، وعلى رأسها التدخل العسكري السعودي في اليمن، وقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي في 2018 على أيدي مسؤولين سعوديين، وحرب أسعار النفط هذا العام بين السعودية وروسيا، رغم كل ذلك، لازالت تحظى الحكومة السعودية بدعم قوي من البيت الأبيض. 

واستطاع الأمير محمد بن سلمان خلق علاقات وثيقة مع السيد ترمب وصهره جاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض، كما زادت الحكومة السعودية من ميزانيتها الضخمة للدعاية والضغط منذ مقتل السيد خاشقجي.

ولكن هناك حالة من الاستياء المتصاعدة داخل الكونغرس الأمريكي وبين بعض المسؤولين الكبار في البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية تجاه ولي العهد السعودي، والذي يهتم كثيرا بصورته أمام العالم.

ويأمل حلفاء من سجنهم ولي العهد وممثلوهم في واشنطن باستغلال هذا الموقف من أجل الضغط عليه للإفراج عنهم، من خلال جماعات الضغط وجهود العلاقات العامة، لإبراز بواعث القلق الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان، والتحرك القانوني المحتمل أمام المحاكم الدولية.

المصدر : نيويورك تايمز