أكثر من 160 قتيلا في احتجاجات إثيوبيا

الناشط والمغني الشعبي هاشالو هونديسا (36 عامًا)
الناشط والمغني الشعبي هاشالو هونديسا (36 عامًا)

لقي 166 شخصًا على الأقل حتفهم في تظاهرات عنيفة هزت إثيوبيا عقب مقتل الناشط والمغني الشعبي هاشالو هونديسا (36 عامًا)، وفق ما أعلنت الشرطة، السبت.

وأطلق مسلحون مجهولون النار على هاشالو، المنتمي لقومية أورومو (تشكّل غالبية سكان إثيوبيا وينحدر منها أيضًا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد)، في أديس أبابا ليل الإثنين الماضي، ما أثار توترات عرقية تهدد الانتقال الديموقراطي في البلاد.

وقال نائب مفوض الشرطة في منطقة أوروميا غيرما غيلام بحسب بيان نشرته هيئة “فانا” الرسمية للبث “في أعقاب مقتل هاشالو، قتل 145 مدنيًا و11 عنصر أمن في الاضطرابات التي شهدتها المنطقة”.

وأفاد غيرما أن 167 شخصا “أصيبوا بجروح خطيرة” فيما تم توقيف 1084 شخصا، كما لقي 10 أشخاص حتفهم في العاصمة.

وأشار مسؤولون إلى أن ما حصل نجم عن استخدام عناصر أمن للقوة ووقوع أعمال عنف على أساس عرقي، وأكد غيرما أن الاضطرابات العنيفة “توقفت تمامًا” حاليًا.

وعُرِف هاشالو -وهو سجين سابق- بأغانيه السياسية، إذ كان صوتًا بارزًا في الاحتجاجات، واعتُبرت موسيقاه صوت المهمشين اقتصاديًا وسياسيًا من أفراد أورومو خلال سنوات احتجاجات مناهضة للحكومة، أدت إلى تغيير في القيادة،وأوصلت رئيس الوزراء آبي أحمد إلى السلطة عام 2018.

وقال آبي أحمد في خطاب متلفز ألقاه، الثلاثاء الماضي، إن قتل هونديسا “عمل شرير”، ارتكبه وحرض عليه “أعداء من الداخل والخارج حتى يفسدوا علينا السلام ويمنعوننا من إنجاز الأمور التي بدأناها”، في إشارة إلى سد النهضة.

وقالت منظمة للدفاع عن الحقوق الرقمية، الأربعاء الماضي، إن الحكومة الإثيوبية حجبت خدمات الإنترنت، بعد تزايد عدد المحتجين على مقتل هونديسا.

وأبدى مغردون عبر وسم ” هاشالو هونديسا ” حزنهم على مقتل هاشالو، إذ عبّرت عضو الكونغرس الأمريكي إلهان عمر عن حزنها على مقتل المغني الإثيوبي هاشالو.

وقالت في تغريدة إن هاشالو أعطى الأمل لشعب الأورومو وللآخرين، عبر نشاطه والموسيقى التي قدمها، فيما أعتبر مغردون إثيوبيون أن هاشالو يمثل رمزًا لجميع الإثيوبيين، فضلًا عن مكانته وانتمائه لقومية الأورومو، وأنه أسهم في وعي الجيل الحالي من الإثيوبيين.

وحث رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد، الخميس الماضي، الإثيوبيين على الهدوء والامتناع عن تنفيذ أعمال عنف، إثر مقتل هاشالو.

وأوضح فكي في بيان، أن هذه الأفعال من شأنها تصعيد الوضع الراهن في إثيوبيا، البلد الواقع في القرن الأفريقي، ودعا الحكومة الإثيوبية “لتقديم مرتكبي هذا الفعل الشنيع” للعدالة، وتشجيع الأطراف كافة لحل الخلافات من خلال الحوار والوسائل السلمية، وبذل جهود كافية لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد (المسبب لمرض كوفيد-19).

وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، مجددًا دعمه للحكومة الإثيوبية في “جهودها لتعزيز دولة مستقرة ومسالمة ومزدهرة”.

وقام المتظاهرون بإسقاط تمثال لـ”رأس ماكونن”، والد الإمبراطور هيلا سيلاسي، آخر أباطرة الحبشة والذي حكم المنطقة في القرن التاسع عشر.

ودُفن المغني وكاتب الاغاني بلغة الأورومو، الخميس، في ظل وجود مكثف للشرطة والجيش في مسقط رأسه بمدينة أمبو، على بعد حوالي 100 كيلومتر (62 ميلًا) غرب أديس أبابا. 

ويعد شعب أورومو، أكبر تجمع عرقي في الدولة الواقعة شرق أفريقيا، لكنهم يعانون منذ فترة طويلة من التمييز والانتهاكات الحقوقية.

اقرأ أيضًا:

إثيوبيا تحجب الإنترنت.. 50 قتيلا في احتجاجات على مقتل مغنٍ من “الأورومو”

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية