أكاديمي بريطاني: السعودية المسؤول الأكبر عن تدمير تراث اليمن الثقافي

الحرب المدمرة تهدد بفناء التراث الثقافي اليمني، وتجعل أهم المخطوطات الإسلامية النادرة الموجودة باليمن معرضة للزوال، لكن لا يزال هناك بصيص من الأمل لاستعادته عقب انتهاء الحرب.

هذه خلاصة ما توصل اليه أكاديمي بريطاني متخصص في مقال نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية اليوم الأربعاء.

وقال كريستيان شاهنر الأستاذ المشارك بجامعة أوكسفورد البريطانية المتخصص في التاريخ الإسلامي إن الحرب الأهلية في اليمن منذ اندلاعها عام 2015 سببت معاناة بشرية لا توصف حيث تم قتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين وانتشار المجاعة وتفشي وباء الكوليرا المميت، وفقدت البلاد في تلك الحرب البشعة كمية ضخمة من تراثها الثقافي الذي يعد الأغنى بين بلدان الشرق الأوسط.

أهم ما ورد في المقال:
  • وقفت اليمن على مدار التاريخ على مفترق طرق شبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا والمحيط الهندي، ونظرا لما يحظى به من أمطار موسمية فقد ظل موطنا لحضارات عظيمة قبل الإسلام بفترة طويلة، وأصبح مقرا للعديد من الأسر الحاكمة بعد ذلك.
  • ساهمت كل هذه العوامل في تنوع الثقافات التي لا تزال موجودة في اليمن حتى اليوم، حيث تضم البلاد أربعة مواقع للتراث العالمي لليونسكو، بما فيها مدينة صنعاء القديمة، ذاك المكان الساحر الذي قال الروائي البريطاني المتخصص في أدب الرحلات والمقيم في اليمن “تيم ماكنتوش-سميث” إن بناياته تبدو كأنها “كعكة زنجبيل مثلجة مخبوزة، لا بنايات حقيقية قائمة”.
  • هذا التراث المميز لليمن يخضع لتهديد حقيقي حاليا جراء استمرار الحرب الأهلية في البلاد.
  • خلال السنوات الثلاث الماضية مُحيت سدود قديمة ومساجد تعود للعصور الوسطى، ومقتنيات المتاحف وآثار العصر الاستعماري، ويتحمل التحالف السعودي –الإماراتي المسؤولية عن هذه الهجمات التي محت تلك النوعية النادرة من التراث الثقافي العالمي، كما تشاركها المسؤولية بقية الأطراف المتحاربة بمن فيهم القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وتنظيم الدولة الإسلامية، وتنظيم القاعدة..
  • هذا التدمير البشع حظي باهتمام ضئيل للغاية في كبريات وسائل الإعلام العالمية.
بنايات صنعاء القديمة جزء من التراث العالمي لليونيسكو
  • واحدة من القصص التي لم تتم روايتها بعد هي التهديدات الخطيرة للحرب على المكتبات العامة في اليمن، والذي لا يختلف عن النهب والتدمير الذي تعرضت له نظيراتها في مالي في العام 2013، والواقع ان المخطوطات الإسلامية النادرة تعد من أهم الكنوز الثقافية في البلاد، ولعل أشهرها جزء من مصحف صنعاء الذي اكتشف بالمسجد الكبير في المدينة عام 1972 ولا يزال محفوظا في مكانه، ويعتقد علي نطاق واسع أنه واحد من أقدم المصاحف في العالم، وتعود كتابته للقرن السابع الميلادي، وهو أثر نادر للغاية نظرا لأن كتابته تختلف عن الكتابة التي يقرأ بها المسلمون كتابهم المقدس حاليا.
  • وفيما يبدو أن نسخة مصحف صنعاء مصونة وفي أمان نسبي، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لبقية المخطوطات خصوصا مجموعة المخطوطات الشيعية الزيدية في اليمن والمحفوظة في متاحف صغيرة ومكتبات عامة خاصة منتشرة في عموم البلاد، والعديد من تلك المخطوطات النادرة تم نهبها أو تدميرها على الأرجح.
  • يشكل الشيعة الزيديون ما نسبته 35 % من عدد اليمنيين، ولا توجد هذه الطائفة سوي في اليمن فقط، وجماعة الحوثيين المتمردة من بين تلك الطائفة من الشيعة الزيدية، وتأتي روابطهم مع إيران استنادا إلى اشتراكهم في المذهب الشيعي رغم ان الشيعة الإيرانيين ينتمون لمذهب شيعي آخر هو ” الاثنا عشرية ” وهو المذهب الشيعي الأوسع انتشارا في أوساط الشيعة على مستوي العالم.
مخطوطات اسلامية نادرة معرضة للفناء بسبب الحرب فى اليمن
  • لا يوجد لدي أية جهة، حصر شامل للمقتنيات والمخطوطات الأثرية المفقودة منذ العام 2015 رغم أن التدمير كان شاملا، وقد ازدادت وتيرة تلك الأعمال تحت وطأة الكراهية الطائفية بين السنة والشيعة من جهة، وتقلبات الحرب من جهة أخري، وبعض عمليات التدمير للتراث الثقافي والمخطوطات قام بها سلفيون سنة يعتبرون أن الزيديين مبتدعين أو هراطقة.
  • وسط كل ذلك، يوجد بصيص من الأمل من خلال مشروع لتوثيق المخطوطات اليمنية الإسلامية القديمة رقميا عبر موقع خاص يقوم على إنشائه البروفيسور ساباين شميتدكا الأستاذة بمعهد الدراسات المتقدمة بجامعة برنستون بولاية نيوجيرسي الأمريكية بما يسمح بإعادة بناء التراث الثقافي الفريد لليمن بعد انتهاء الحرب الأهلية في البلاد.
خلفية:
  • حرب اليمن بدأت في 2014، ثم تصاعدت حدتها مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس/آذار 2015 دعماً للحكومة بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
  • نحو عشرة آلاف شخص قتلوا في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف السعودي الإماراتي، بينما تهدد المجاعة نحو 14 مليوناً من سكان البلاد.
  • العمليات العسكرية والغارات التي يقوم بها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، أدت إلى مقتل المئات من المدنيين بينهم أطفال، وأثارت ردود فعل غاضبة لدى المنظمات الأممية والدولية.
  • الصراع في اليمن، وضع أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، على شفا مجاعة، ويعتمد ملايين الأشخاص على المساعدات الغذائية.
المصدر : الجزيرة مباشر + وول ستريت جورنال