أردوغان يوقع مرسوما تاريخيا بتحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد

آيا صوفيا
آيا صوفيا

وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، مرسوما بفتح “آيا صوفيا” مسجدًا للصلاة في إسطنبول بعد أن ألغت محكمة تركية مرسومًا حكوميًا يعود إلى عام 1934 حول المبنى التاريخي إلى متحف.

ونشر أردوغان نسخة من المرسوم الذي وقعه على صفحته على تويتر، وينص المرسوم على أن قرارًا اتخذ بتسليم إدارة مسجد آيا صوفيا لهيئة الشؤون الدينية في البلاد وفتحه للصلاة، متمنيًّا أن يكون القرار وسيلة خير.

ونشرت الجريدة الرسمية التركية، قرارًا رئاسيًّا بشأن افتتاح “آيا صوفيا” للعبادة وتحويل إدارتها إلى رئاسة الشؤون الدينية، وأشارت إلى انتقال إدارة “آيا صوفيا” إلى رئاسة الشؤون الدينية التركية بناء على المادة 35 من القانون رقم 633 المتعلق بمهام رئاسة الشؤون الدينية.

ويعتبر “آيا صوفيا” صرحًا فنيًا ومعماريًا يقع في منطقة “السلطان أحمد”، بمدينة إسطنبول، واستخدم لمدة 481 عامًا مسجدًا، قبل تحويله إلى متحف عام 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.

وفي وقت سابق من اليوم، ألغت المحكمة الإدارية العليا في تركيا قرار مجلس الوزراء الصادر بتاريخ 24 نوفمبر 1934 القاضي بتحويل “آيا صوفيا” بإسطنبول من مسجد إلى متحف.

وفي 2 يوليو/تموز الجاري، استمعت المحكمة إلى الأطراف المعنية، في إطار قضية رفعتها جمعية معنية بحماية الأوقاف التاريخية، لإلغاء قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934 الخاص بتحويل مسجد آيا صوفيا إلى متحف.

وعقب الانتهاء من النظر في القضية، قررت الغرفة العاشرة في المحكمة الإدارية العليا، إلغاء قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934، وأشارت المحكمة الإدارية العليا في قرارها إلى امتلاك “وقف السلطان محمد الفاتح” لـ”آيا صوفيا” وتقديمه كجامع في خدمة الشعب.

وأوضحت أن الحقوق والممتلكات غير المنقولة التابعة للوقف الخاضعة للحماية منذ زمن طويل لا تشكل عائقًا أمام استخدامها من قِبل المجتمع الذي قُدمت له.

وأضافت أنها توصلت إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن من الناحية القانونية استخدام “آيا صوفيا” بغير صفة مسجد الواردة في وثيقة الوقف أو تخصيصها لأغراض أخرى.

وأكدت المحكمة الإدارية أنها درست القضية من حيث التشريعات ذات الصلة، والمحكمة الدستورية، والمحكمة الأوربية لحقوق الإنسان.

وفي 24 يونيو/ حزيران 2005، رفعت “جمعية خدمة الأوقاف والآثار التاريخية والبيئة”، أول قضيتها إلى المحكمة الإدارية العليا في هذا الشأن، مطالبة بإلغاء قرار مجلس الوزراء الصادر في 1934.

غير أن الغرفة العاشرة في المحكمة الإدارية العليا رفضت حينها طلب الجمعية، بدعوى أن استخدام “آيا صوفيا” كمتحف لا ينتهك القانون.

وبعدها صادق مجلس غرف القضايا الإدارية في المحكمة الإدارية العليا على قرار الغرفة العاشرة، غير أن الجمعية عاودت وفتحت القضية لدى المحكمة الإدارية العليا في العام 2016.

وفي مارس/ آذار 2019، قال الرئيس أردوغان، إن تركيا تخطط “لإعادة آيا صوفيا إلى أصله، وليس جعله مجانيا فقط، وهذا يعني أنه لن يصبح متحفًا، وسيُسمى مسجدًا”.

وشدد على أن مسألة إعادة تحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد “مطلب يتطلع إليه شعبنا، والعالم الإسلامي، أي أنه مطلب للجميع، فشعبنا مشتاق منذ سنوات ليراه مسجدًا”.

الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تأسف

وذكرت وكالة “تاس” الروسية للأنباء أن الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا عبرت، اليوم الجمعة، عن أسفها لأن القضاء التركي لم يُعِر مخاوفها اهتمامًا، وقضى بعدم قانونية تحويل مسجد آيا صوفيا في إسطنبول لمتحف، وفق مرسوم حكومي يرجع لثلاثينيات القرن العشرين، وقالت الكنيسة الروسية إن القرار قد يثير انقسامات أكبر.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية “إنترفاكس” عن المتحدث باسم الكنيسة فلاديمير ليغويدا قوله “نلاحظ أنه لم يُصْغَ إلى مخاوف ملايين المسيحيين”.

ومتحف “آيا صوفيا” السابق كان مدرجًا على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للتراث العالمي، وكان له شأن كبير في الإمبراطوريتين البيزنطية المسيحية والعثمانية الإسلامية، وهو اليوم واحد من أهم المعالم الأثرية في تركيا.

وآيا صوفيا تحفة معمارية شيدها البيزنطيون في القرن السادس وكانوا يتوّجون أباطرتهم فيها.

وعقب فتح القسطنطينية في عام 1453، على يد القائد محمد بن مراد المعروف باسم السلطان محمد الفاتح، اشترى السلطان الكنيسة حريصًا على إثبات هذا الشراء في وثيقة، قبل أن يحولها إلى مسجد تقام فيه الصلاة لمدة 481 عاما.

وبعد إعلان سقوط الخلافة الإسلامية، حوَّل رئيس الجمهورية التركية حينذاك مصطفى كمال أتاتورك المسجد إلى متحف في العام 1934.

 ومنذ العام 2005 لجأت منظمات مرات عدة إلى القضاء للمطالبة بإعادة المسجد، حتى صدر قرار اليوم.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات