آثار غزة مهددة بسبب الحصار الإسرائيلي

الاحتلال والحروب التي شهدها قطاع غزة تسببت في خسائر كبيرة لتراثها الأثري الغني

لم تقتصر آثار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة على حياة البشر؛ بل امتدت إلى آثار عمرها آلاف السنين تعرضت للإهمال والسرقة نتيجة الحصار. 

التفاصيل:
  • كان قطاع غزة بموقعه المتميز على البحر المتوسط يمثل طريقا تجاريا رئيسيا يربط بين مصر والشام خلال العصور القديمة.
  • لكن الاحتلال والحروب والاضطرابات السياسية التي شهدها القطاع عبر عقود تسببت في خسائر كبيرة لتراثها الأثري الغني، وعرّضه للنهب والتدمير.
  • يقول الفلسطينيون إن الحصار الذي فرضته إسرائيل ومصر على قطاع غزة، عقب سيطرة حركة حماس على القطاع عام 2007، عطل أيضا عمليات التنقيب، وقيد وصول الخبراء إلى اكتشافات جديدة. 
  • لم تفعل سلطات حماس في غزة الكثير لحماية الآثار في غزة، وفي بعض الحالات تسببت أضرار لبعض الآثار.

الجميع مسؤول:
  • أيمن حسونة، أستاذ التاريخ والآثار في الجامعة الإسلامية في غزة، يلقي باللوم على إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس، في حماية التراث الثقافي للقطاع.
  • حسونة أوضح أن إسرائيل صادرت القطع الأثرية من الحفريات الأثرية خلال العقود التي احتلت فيها قطاع غزة ولم تبذل جهودا كافية لمنع تهريب الآثار.
  • يضيف حسونة أن السلطات الفلسطينية التي تحكم غزة منذ عام 1995 “هاجمت العديد من المواقع الأثرية، سواء عن قصد أم لا”.
  • أهالي غزة أيضا مسؤولون، بحسب حسونة، عن الوضع المتردي للآثار بسبب قلة الوعي بأهمية الحفاظ على الآثار والمواقع القديمة، مضيفا: “عندما يعثرون على شيء ما، فإنهم سيخفونه أو سيبنون فوقه”.

مشكلة التهريب:
  • هيام البيطار، وهي عالمة آثار في وزارة السياحة والآثار في غزة، تقول: “لا يزال نهب الآثار والاتجار بها يمثل مشكلة… من الصعب تعقب الاتجار لأن كل شيء يحدث في الظلام”.
  • أوضحت البيطار أن الوزارة علمت في وقت سابق من هذا العام أن العشرات من العملات الفضية اليونانية القديمة جرى تهريبها من غزة في عام 2016.
  • تخطط وزارة الآثار لبناء متحف وطني كبير لجميع هذه القطع الأثرية، لكن الوضع الاقتصادي والسياسي والحصار على غزة يمنعان ذلك، بحسب البيطار.
  • يبذل خبراء الترميم كذلك جهودا مضنية لإنقاذ موقعين من مواقع التراث المهددة بالانقراض في غزة، وهما دير من القرن الرابع يقع جنوب مدينة غزة، وكنيسة بيزنطية يعود تاريخها إلى القرن الخامس في جباليا، اكتشفت في عام 1996، لكنها عانت من الإهمال وتضررت من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة. 

جهود فردية:
  • وليد العقاد واحد من القلائل الذين يحاولون إنقاذ الآثار في غزة.
  • بدأ العقاد في جمع الآثار عام 1975، حيث بدأ يشتري الآثار من جامعي التحف كما اعتاد البحث عن الآثار على الشواطئ وفي مواقع البناء الجديدة.
  • يعد منزل العقاد واحدا من بين خمس مجموعات أثرية خاصة مسجلة قانونا في قطاع غزة، حيث يحتوي المنزل على 10 آلاف قطعة أثرية وتحفة فنية ذات قيمة تاريخية، وفقا لوزارة الآثار في غزة. 
  • بهذا أصبح منزل العقاد، الواقع في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، متحفا أثريا وتراثيا وثقافيا، ما جعله مقصدا للرحلات المدرسية وطلاب التاريخ.
  • يضم المنزل آثارا تلخص خمسة آلاف سنة من تاريخ غزة، بدءا من العصر البرونزي مرورا بالخلافة الإسلامية وحتى سنوات الحكم العثماني والبريطاني في القرن العشرين.
  • هيام البيطار أشارت إلى أن وزارة الآثار في غزة تحتفظ بقائمة لجميع محتويات المجموعات الخاصة لمنع بيع القطع الأثرية أو تهريبها.
  • البيطار أوضحت أن مالكي هذه المجموعات الأثرية الخاصة تلقوا تدريبات من الوزارة والجامعة الإسلامية في غزة حول كيفية الحفاظ على القطع الأثرية وترميم القطع المصنوعة من الفخار عند كسرها.

المصدر : أسوشيتد برس