هل يمكنك الاستغناء عن الـ “آيفون” لدعم القدس

ساحة المسجد الأقصى
ساحة المسجد الأقصى

تعد المقاطعة الاقتصادية سلاحا فعّالا، لما تستطيع إلحاقه من أضرار اقتصادية بالشركة أوالبلد المستهدف، وما يترتب على ذلك من آثار سياسية واجتماعية، كما تمثل شكلا من أشكال الاحتجاج والنضال السلمي للدفاع عن الحقوق.

ويحفل التاريخ بصور من ممارسة المقاطعة الاقتصادية كوسيلة للضغط، وسلاح للردع ،ويظل حجم تأثيرها مرتبطا بقدرة أصحاب الحق على الدفاع عن قضيتهم، وإيمانهم بها، وطول النفس، في استعمال هذه الوسيلة.

وتبقى قضية القدس الأهم في حياة العرب والمسلمين، والدفاع عنها واجب شرعي ووطني، وبعد القرار الأخير لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وانتفاضة الشعوب العربية والإسلامية دفاعا عن القدس، يتساءل كل فرد عما يمكن أن يقوم به لنصرة الأقصى والقدس.

ويأتي سلاح المقاطعة الاقتصادية ضمن الوسائل المتاحة للجميع، ومنها استهداف الشركات الأمريكية الكبرى بالمقاطعة.

من الشركات التي لا يكاد يخلو بيت من أحد منتجاتها شركة “آبل” الأمريكية العملاقة، التي ارتفعت قيمتها السوقية إلى أكثر من 900 مليار دولار، لتكون الشركة الأعلى قيمة في التاريخ، مع توقع محللين في وول ستريت تجاوز القيمة السوقية لآبل تريليون دولار.

وهكذا تزيد القيمة السوقية لشركة “آبل” عن مجموع احتياطي 20 دولة عربية من النقد الأجنبي، بما فيها دول الخليج باستثناء السعودية.

وارتفعت الأرباح الصافية للشركة إلى 10.71 مليار دولار، في الربع الأخير المنتهي في 30 سبتمبر/ أيلول، من 9.01 مليار دولار في الفترة ذاتها قبل عام، وقالت آبل إنها باعت 46.7 مليون هاتف آيفون خلال الربع الأخير، ومثلت إيرادات مبيعات آيفون البالغة 28.58 مليار دولار، نحو 55% من إجمالي الإيرادات التي ارتفعت بنسبة 12.2% لتصل إلى 52.58 مليار دولار.

باعت الشركة أكثر من 1.2 مليار هاتف آيفون منذ إطلاق هذا الهاتف في يونيو/حزيران 2007، وتشير أرقام الشركة عن بيعها ما يقارب 200 مليون جهاز آيفون منذ نهاية شهر أغسطس/ آب من العام 2016، حتى نهاية النصف الأول من العام الحالي 2017.

وتمكنت شركة آبل من أن تكون على مدى عقد من الزمن ثاني أكبر شركة لتصنيع الجوالات الذكية في العالم، بعد سامسونج التي بقيت متصدرة سوق الجوالات الذكية بمبيعاتها التي بلغت 79 مليون جهاز خلال الربع الثاني من العام الجاري.

وكشفت تقارير أن شركة “آبل” تحصل على مقابل مبالغ فيه لهاتفها الجديد “آيفون 8 بلس”، الذي يصل سعره نحو 800 دولار أمريكي في الأسواق الأمريكية، ويرتفع حسب كل بلد.

وكشفت شركة تحليلات “آي إتش إس ماركت” أن تكلفة الهاتف الحقيقية تصل إلى 289 دولار أمريكي، وهكذا تحصل “آبل” على ما يقدر بـ490 دولار أمريكي كاملة مقابل التجميع والشحن والتسويق.

وقد حققت آبل أرباح تشغيلية مذهلة وصلت 69.39% خلال فترة الثلاثة أشهر التى شملت إطلاق آيفون 8 وآيفون 8 بلس، فيما جاءت شركة سامسونج فى المركز الثاني بنسبة أرباح تشغيلية 21.8% فقط.

وتظهر بيانات المبيعات أن آبل تمتلك حوالى 32٪ من الإيرادات، فى حين أن سامسونج تمتلك 32.1% فقط، ومن حيث حجم الشحنات، فإن شركة آبل قد شحنت حوالى 11.4% من إجمالى الحصة السوقية للهواتف الذكية التى تم شحنها خلال هذا الربع.

كيف يمكن أن تؤثر المقاطعة العربية لهذه الشركة؟، على سبيل المثال، بلغت  قيمة واردات أجهزة الهواتف المحمولة في المملكة العربية السعودية خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2016 نحو 6.825 مليار ريال وذلك بكمية بلغت 11.9 مليون هاتف محمول.

وبلغت قيمة واردات المملكة من أجهزة الهاتف المحمول نحو 23.18 مليار ريال في 2015، وبلغت كميتها 32.03 مليون هاتف محمول.

وكشف تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن استيراد مصر لسلع ومنتجات فى مجال التكنولوجيا بنحو 24.5 مليار جنيه خلال عام واحد فقط، مقابل صادرات تساوى صفر فى هذا القطاع، حيث تم استيراد تليفون محمول بنحو 5.6 مليار جنيه، ووصلت قيمة واردات أجهزة الهواتف المحمولة خلال الربع الأول من العام الحالي 2017 مبلغ 176.4 مليون دولار.

فهل تستطيع الاستغناء عن الآيفون دعما للقدس والأقصى؟

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها