نادية أبو المجد تكتب: اشمعنى ريهام سعيد؟!

لماذا لم يغضب أحد ولم تشن حملات ضد مذيعين آخرين أساؤوا ولا يزالون يسيئون لمواطنين مصريين بوصفهم بـ”الخرفان” لمجرد أنهم عارضوا انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013. يتبع

الإعلامية المصرية نادية أبو المجد

ده (هذا) سؤال بجد .. لا يتعارض مع  رفض وإدانة ما قالته وفعلته المذيعة المصرية ريهام سعيد مع (سمية عبيد) ، الفتاة التي تعرضت للتحرش والضرب من قبل أحد الأشخاص في مول تجاري في مصر.
بالتأكيد لا يمكن قبول وعدم إدانة لوم ريهام سعيد للفتاة علي ما تعرضت له بسبب ملابسها، ونشر صور شخصية من هاتفها المحمول بدون إذنها.
كما لا يمكن قبول إهانة اللاجئين السوريين كما فعلت ريهام في حلقة من برنامجها (صبايا الخير) علي قناة النهار مؤخرا،ً وقبلها حلقات عن الجن والعفاريت وكثير من الحلقات عن مواضيع مختلفة لا علاقة  للمهنية بهم.
لماذا لم تسحب شركات الإعلان إعلاناتها قبل ذلك اعتراضا علي محتوي الحلقة الأخيرة أو غيرها من الحلقات إلا بعد الحملة ضد ريهام علي مواقع التواصل الاجتماعي؟
 

لماذا لم يغضب أحد ولم تشن حملات ضد مذيعين آخرين اساؤوا ولا زالوا يسيئون لمواطنين مصريين بوصفهم “بالخرفان ” لمجرد أنهم عارضوا انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 او “البهايم” لمجرد انهم رفضوا المشاركة في ماتسمي الانتخابات البرلمانية الأخيرة .

لماذا لم يغضب أحد ولم تشن حملات ضد مذيعين آخرين أساؤوا ولا يزالون يسيئون لمواطنين مصريين بوصفهم بـ “الخرفان ” لمجرد أنهم عارضوا انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013، أو “البهايم” لمجرد أنهم رفضوا المشاركة في ما تسمي الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

 
لماذا لم يغضب أو يذكر أحد غناء ورقص باسم يوسف ” السيسي لعبها صح .. السيسي فشخ الإخوان” علي أشلاء ضحايا فض مجزرة اعتصامي رابعة والنهضة .. هل الكراهية والخصومة الشخصية تبرر هذه الأغنية بعد قتل المئات من المعارضين في مجزرة هي الأسوأ في تاريخ مصر الحديث؟ هل للمهنية او للإنسانية علاقة بذلك؟!
هذه مجرد أمثلة لإساءات وتجاوزات مستمرة ممن يُطلق عليهم لفظ إعلاميين في مصر ضد مواطنين مصريين، وأحيانا تمتد لتشمل مواطنين عرب آخرين مثل الفلسطينيين والسوريين والمغاربة.
ما الذي يغضب المصريين؟ هل تغير المصريون لهذا الحد؟ ! يغضبون لإهانة فتاة تعرضت للتحرش، ولا يغضبون للتحريض والشماتة لقتل مئات واعتقال آلاف من المصريين ظلم؟!
أم أن الغضب ضد ريهام سهل وخاصة أنه موضوع غير سياسي غالبا لن يغضب السلطة الحاكمة في مصر؛ إن لم يكن يسعدها صرف اهتمام المصريين وإلهائهم عن العزوف عن الانتخابات البرلمانية، ووفاة مواطنين في الإسكندرية بعد أن غمرت وغرقت  بعض شوارعها مياه الأمطار؟

 

لست من مؤيدي نظرية المؤامرة .. لكني حقيقة لا أفهم لماذا كل هذا الغضب؟  وهو مبرر ضد ريهام سعيد؛ ولكن ليس ضد إعلاميين آخرين الذين بجانب تجاوزاتهم المهنية والإنسانية يهينون عقول المصريين بكم التضليل والأكاذيب المستمرة من نوعية الكرة الأرضية تحت الأرض، ومجلس إدارة العالم الذي يتحكم حتي في المناخ والطقس، ولا ننسي بالطبع قائد الأسطول الأمريكي الذي أسرته مصر، ولم تفرج عنه حتي الآن، وإسقاط الإخوان للأندلس؛ غير الصراخ والسباب والبذاءة.
لماذا عدم الغضب والسكوت علي “البلاليع” الإعلامية المنتشرة في كل القنوات المصرية تقريبا والتي أصبحت محل سخرية واحتقار من قبل وسائل الإعلام المحترمة في العالم، ومنهم من يذيع مكالمات شخصية، ومنهم من يسلم ضيوفه للأمن، ومنهم من يحرض ضد المصريين وجنسيات عربية أخري؟
وسؤال آخر عن حالة الانتصار المبالغ فيها لمجرد إيقاف برنامج ريهام سعيد وسط أنباء متضاربة عن تقديمها للاستقالة وسحبها.

ومن الجدير بالذكر أن قناة النهار كانت وضعت رابطا للحلقة علي موقعها علي تويتر وظلت تدافع عن “الإعلامية الكبيرة” حتي يوم الخميس بعد يومين من إذاعة الحلقة المثيرة للجدل.

ومن الجدير بالذكر أن قناة النهار كانت وضعت رابطا للحلقة علي موقعها علي تويتر وظلت تدافع عن “الإعلامية الكبيرة” حتي يوم الخميس بعد يومين من إذاعة الحلقة المثيرة للجدل.

” من خمس سنين كنا ننزل وسط خرطوش وغاز علي أمل البلد تنضف دلوقتي أقصي أملنا قناة ع التلفزيون تنضف من مذيعة متسواش بصلة منه لله اللي كان السبب” .. هذه  التغريدة “التويتة ” من مهاتما-كازا فيها رد علي سؤالي عن الشعور بالانتصار المبالغ فيه أو الزائف.

وما زلت في انتظار إجابة مقنعة عن سؤال “اشمعني ريهام”؟

نادية أبو المجد
 صحفية وإعلامية مصرية

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها