من هم الملوك الطغاة؟

من هم الملوك الطغاة؟صَدَّقَ تعالى كلام بلقيس فقال سبحانه:”ان الملوك اذا دخلواقريةً أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلّةً وكذلك يفعلون”الآية من سورة النمل.مفهوم الملوك الطغاة في الآية ليس كما يعتقد البعض في تسميت نظام حكمهم وانّما أفعالهم،فكلّ من يُفسد ويجعل أعزة الأحرار والقوم أذلاّء فهو ملكٌ بالمفهوم الديكتاتوري الطاغية ولو كان نظاماً رئاسيّاً أو برلمانيّاً أو اشتراكياً أو شورياً حتّى بمعنى الدولة الدينية فالعبرة في معاملة الشعب المواطنين ومن يقع في أيديهم في النهاية ولذلك ونحن نرى هذه المجازر في البلاد العربية مثلاً وخاصّة التي ادّعت لِردحٍ من الزمان الديمقراطية والاشتراكية ثمّ بغت في الأرض فساداً وطغياناً ونهباً للمال العام لا يمكن وصفها بحال الاّ ب”الملوك الطغاة” على صيغة بلقيس لمّا جاءتها رسالة هدهد سليمان(عليه السلام) ولكن لمّا تبيّنت الحقيقة ومعاملة نبيّ الله تعالى لها وهي صاغرة ولشعبها بل ولشعبه تراجعت عن حكمها المطلق ويقال أنها ذهبت أبعد فتزوّجها لما وجدت فيه من العدل والانصاف والحكمة ناهيك عن النّبوة ونحن في هذا نذكر الموقف العظيم والملك النّاصر لأهل الحق انّه النجاشي ناصر دعوة الاسلام ورجالها حينما اضطهدهم دعاة الحضارة والانفتاح آنذاك “قريش”. والرسالةالعبرةُالأخيرة من هذا كلّه”أي دلالة الآية القرآنية السابقة”هي أن الانسحاب قائم على العكس أي حتى المستقبل للذين استلموا وسيستلمون الحكم بعد الثورات الأخيرة العربية وخاصّة باسم الاسلام والدّين عليهم أن يحذروا أنْ يفعلوا أفعال ملوك نظرية بلقيس فيصبحوا مثلهم أو أشدّ وطئاً وأعظم قيلا.العدل والحرية المسؤولة والانصاف والتواضع أساس الحكم الراشد النّاضج النّاجح المحبوب في الأرض والسماء وليس مسميات أنظمة الحكم مهما ازّيّنت وأخذت زخرفها لا محال آتيها أمر الله بالدمار والهلاك يوما طال الزمن أو قصر

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها