مكافأة شعب صابر

خرجت مواكب الفرح العفوية من قبل مواطنين سودانيين اكتوا بنيران هذه العقوبات الأمريكية الجائرة والظالمة، فقد أكد هذا الشعب لأمريكا وغيرها بأنه شعب عصى على الانكسار والخنوع، شعب أبى صابر وقاوم طيلة سنوات الحصار الظالمة، فقد كانت تعول عليه فى الخروج على الحكومة وإسقاطها بعد أن تشتد عليه وطاة العقوبات.

لهذا يجب على الحكومة العمل بكل مافى وسعها لمكافئة هذا الشعب الذى صبر وتحمل كل سنوات الحصار فى معاشه وصحته وتعليم أبنائه، وتعمل على تخفيف أعباء المعيشة على المواطنيين، مع  ضبط حركة السوق الذى يعمل دون ضوابط أو رقابة من الجهات المختصة، إذ أضحى المواطن فريسة لنهم وجشع التجار الذين أصبحوا يضعون الأسعار كيف يريديون، وكل صباح يجد المواطن تسعيرة جديدة للسلع التى تهمه .

والأهم من كل ذلك هو محاربة الفساد والمفسدين، وإذا لم تضع الدولة إستراتيجية واضحة للتعامل مع هذا الملف لن يكون هناك أثر واضح لمسالة رفع العقوبات، وستظل الأوضاع كما هى، ولهذا التحدى الأكبر أمام الحكومة هو محاربة خفافيش الظلام الذين يحاربون كل مستثمر قادم لهذه البلاد بالإجراءات والشروط التعجيزية التى يضعونها أمامه وأهمها (الكوميشن) لتمرير طلبه والتصديق له بممارسة العمل.

هؤلاء هم العدو الحقيقى للمواطن ويجب محاربتهم لإن الفساد المالى يعتبر من الظواهر التى تؤرق معظم الدول خاصة النامية منها إذ ينخر الفساد فى جسم الاقتصاد ومايتبعه من شلل فى عملية البناء والتنمية الاقتصادية والقدرة المالية والإدارية وبالتالى عجزالدولة الايفاء بمتطلبات البنى التحتية .
كما يجب على الحكومة التعويل على شعبها وليس العمل على استرضاء أمريكا التى عرف عنها الاهتمام بمصالحها أولا ولهذا يجب الاهتمام بمسالة وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية من خلال حوار سياسى جاد مع ضرورة تعزيز المؤسسية، ودولة القانون التى يجد فيها كل صاحب مظلمة حقه، كما يجب على السوادن استثمار موقعه الغستراتيجى فى منطقة تمور بالاضطرابات واستغلاله كورقة ضغط للتعامل مع أمريكا التى تحتاج للمحافظة على مصالحها فى المنطقة والبحث عن الاستقرار للمناطق الملتهبة، ولهذا إن أرادت الولايات المتحدة تعاونا مع السودان فى بسط الأمن والاستقرار فى محيطه الإقليمى يجب أن يكون ذلك بمقابل وبما يحقق الفائدة العظمى للبلاد هكذا تتعامل الدول بسياسة الند بالند ووفق مايحقق مصالحها دون تبعية عمياء تقود إلى مهالك عظمى .

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها