مصطفي أسعد يكتب: كيف تصبح مدونا ناجحا في 10 أيام

التدوين هو المجال الوحيد الذي ليس به مقص الرقيب، هو الجريدة، القناة والإذاعة التي يسيرها صاحبها فقط…يسجل ويلتقط الصور ويحرر الأخبار ..فقط الضمير هو الرقيب. يتبع

مصطفي أسعد / مدون مغربي

لم يحظ أي صنف إعلامي خلال مراحله الأولى بالاهتمام الذي ناله التدوين ولم يستقطب أي صنف إعلامي أيضا هذا العدد المليوني للممارسين له، مدونات بالملايين. في عالم النيوميديا والإعلام الجديد نتحدث عن صحافة المواطن وسرعة الخبر وتقنيات متعددة بفضاء واحد، بالمدونة يوجد المرئي ويوجد المسموع وأيضا المكتوب… هناك البرامج التلفزيونية والإذاعية وبحر المقال…

التدوين هو المجال الوحيد الذي ليس به مقص الرقيب، هو الجريدة، القناة والإذاعة التي يسيرها صاحبها فقط… يسجل اللقاءات ويلتقط الصور ويحرر الأخبار بدون أن يقول له أحد هذا صحيح وهذا خاطئ… فقط الضمير هو الرقيب،ويبقى السؤال الذي يطرحه العديد من الشباب ، كيف أصبح مدونا ناجحا في وقت قصير؟

التدوين هو المجال الوحيد الذي ليس به مقص الرقيب، هو الجريدة، القناة والإذاعة التي يسيرها صاحبها فقط… يسجل اللقاءات ويلتقط الصور ويحرر الأخبار بدون أن يقول له أحد هذا صحيح وهذا خاطئ… فقط الضمير هو الرقيب.

ليس الأمر بالهين وليس الأمر بالمستحيل، فقط القليل من العمل والتنظيم المحكم للوقت والتعامل الجيد مع الحاسوب وبعض التقنيات الحديثة التي تكتسب مع الوقت.
بالمغرب خاصة والعالم العربي عامة لدينا مدونون لهم وزن عالمي وتواجد عربي كبير ،  أسماء استطاعت أن تخلق لها مساحة على الشاشة العنكبوتية وأصبحت مدوناتها تستقطب آلاف الزوار يوميا, و يمكن اعتبار أن مدونات ومدونين ناجحين استطاعوا خلق شبكات تأثير دولية تستطيع تسجيل مواقف في قضايا مصيرية ومهمة .

لكي تصبح مدونا ناجحا يلزمك كخطوة أولى تأسيس مدونة وهذا ليس بالأمر الصعب، فهناك مدونات مدفوعة الثمن بـ«دومين» ومساحة وتصميم وهي في متناول الجميع. وحتى من لا يستطيع دفع ثمنها هناك مدونات بالمجان وفضاءات تقدم خدمة التدوين المجاني …

لكي تكون مدونا ناجحا يلزمك احترام خمسة  أشياء: التوجه، القارئ، التعليق،التشبيك ، القانون والمشاع الإبداعي .

التوجه: المدونة الناجحة هي المدونة التي لها فكرة وتوجه معين، هي الفكرة التي خرجت إلى الواقع من خلال تفكير وسؤال لمن سأدون؟ وماذا سأدون؟ ولماذا سأدون؟ ومتى سأدون؟ أسئلة تحتاج إلى فكرة وتخصص ومجال رئيسي للتدوين، إذ سيجعلك هذا مصدرا للمعلومة ومرجعا بالميدان، خصوصا إذا عرفت كيف تستخدم التقنيات الحديثة من قبل الإرسيس ومحركات البحث والعلاقة بينهما…

المدونة الناجحة هي المدونة التي لها فكرة وتوجه معين، هي الفكرة التي خرجت إلى الواقع من خلال تفكير وسؤال لمن سأدون؟ وماذا سأدون؟ ولماذا سأدون؟ ومتى سأدون؟

يمكنك أن تؤسس مدونة شخصية وتتحدث عن نفسك وهو تخصص أيضا ويمكنك أن تتخصص بالاجتماعي أو الفن أو التكنولوجيا… أشياء عدة تحتاج إلى من يتخصص فيها خصوصا إذا علمنا أننا كعرب بصفة عامة ومغاربة خاصة لازلنا لم نحقق الوجود الكمي والكيفي بشكل جيد.

القارئ أو الزائر:  لكل مجال زواره ولكل مجال عشاقه ولكل تدوين قراؤه، يلزم أي مدون يريد النجاح أن يعرف لمن يدون ويحترم هذا المتلقي والزائر بتقديم فكر راق وتدوين يحترم العقول ويقدم شيئا للمجتمع لكي يصبح ذاك الشخص المار بمدونتك من بين زبنائها إن صح التعبير.

يلزمك التحقق من أي شيء قبل كتابته أو إدراجه بمدونتك، كيفما كان نوعه، فلا تنشر أشياء مشكوكا في صحتها أو غير معروف مصدرها لكي لا تقدم لزائر مدونتك طبقا يغلط معلوماته أكثر مما يفيدها.

التعليق : أخطر شيء بالتدوين هو التعليق، فهو سيف ذو حدين مفيد وضار فهو مفيد لك وللزائر إذ تدخل في نقاش معه وتوضح فكرتك للمستفسر وأيضا يعطيك فرصة لتصحيح محتواك وإعادة ترتيب أفكارك والأهم أنه يعطي للزائر فرصة للكتابة والتواجد والتعبير عن الذات، إلا أن البعض يستغله أحيانا يستغله خبيث ومخرب ويبدأ في الشتم والسب… لذلك فالمدون الناجح هو من يراقب تعليقاته ثم ينشرها.

التشبيك : لا يساوي التدوين شيئا بدون ارتكاز على الشبكات الاجتماعية ، ومدون يعتمد على حساب قوي بالفيسبوك وتويتر وله سيرة ذاتية ممتازة على لينكدين ومقاطع فيديو على يوتيب وأصدقاء بكل العالم أقوى بكثير من مدون يكتب لنفسه ، أصدقاؤك بمواقع التواصل الاجتماعي هم أول القراء  وهم حماتك ودعامتك من أي قمع ممكن أن تتعرض له ، هم أول المعلقين وأول المعجبين وإذا أقنعتهم سيعيدون نشر محتواك ومن الممكن أن يصل لكل الفضاءات ويطلع عليه الآلاف ولم لا الملايين .

المدون الناجح هو من يطلع على قوانين النشر والصحافة بوطنه ، هو من يجيد أخلاقيات الصحافة ويحترمها ، هو شخص يطلع على قانون الحريات العامة والدساتير

القانون والمشاع الإبداعي : المدون الناجح هو من يطلع على قوانين النشر والصحافة بوطنه ، هو من يجيد أخلاقيات الصحافة ويحترمها ، هو شخص يطلع على قانون الحريات العامة والدساتير وله كم جيد من المعلومات المتوفرة على النت بالجانب القانوني ، للأسف الميدان الإلكتروني بالعالم العربي  لازال يعرف فراغا كبيرا وحتى القوانين المتواجدة جاءت لهدف كبح الحريات والحد منها وضبط الأقلام الحرة تحت مسميات خطوط حمراء للأنظمة والدول لذلك فالمدون الناجح هو مدون يتخطى تلك الخطوط ولا يقع بها وبقوته يناقشها ويحاربها بدون أن يقع بها ليضرب عصفورين بحجر واحد .
 المدون الناجح هو الذي  يحترم الأديان والأشخاص ويقدر المسئولية الملقاة على عاتقه ، يتعايش مع الأقليات ويعرف معنى الصحافة الإندماجية  .

ليحترمك قراؤك اطلع على المشاع الإبداعي واحترم آراء الناس وكتاباتهم فهناك مواد لا تقبل النشر مجددا وهناك من وضعها أصحابها للبيع وهناك من نشرت لأجل إعادة النشر بمواقع الآخرين ومدوناتهم ، المشاع الإبداعي ضعيف بالعالم العربي ولكنه حماية للتدوين العربي ومعا سنستطيع خلق فضاء يقدر قيمة المنشورات وقابليتها للاستخدام بشكل يرضي الجميع .

 
 واعلم أخي المبتدئ أن المدون الناجح هو الذي يزن الكلمة بميزان العقل والنقل، ويستحضر قاعدة المصالح والمفاسد عند اجتماعها. احترم نفسك يحترمك الآخرون. هناك حرية في الفضاء يجب استغلالها بشكل جيد وخطوات بسيطة يجب التعامل معها بحكمة وبيئة تدوينية عالمية مغرية  يجب عليك اختراقها لتصبح من بين مكوناتها، وكن على يقين أنك يمكن أن تكتب اسمك بالتدوين في 10 أيام.

 مصطفي أسعد

مدون مغربي رئيس المركز المغاربي للإعلام والديمقراطية

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها