مشاعر انتماء

ينبض قلبي بحبك.. وأتنفس نسيمك ولو كنت لا أعرف طعمه ولا ريحه لأني بعيدة عنه.. ولكني أتخيله لأني أعشقه.. أشتاق إليكِ .. وينزف الجرح تلو الجرح على ما يحدث لكِ..فأنتِ وحديك في كل تلك المآسي وتحت الظلم والقهر ونار العدوان الغاشمة التي لا تعرف صغيراً ولا كبيراً.. أرض الإسراء الطاهرة الشريفة.. كرمك الله وشرفك بإسراء الحبيب إليك والصلاة في ربوع ترابك الطاهر.. لك ريحاً عبقة طيبة مميزة .. ولك آثار خلابة.. وطيبعة تسلب الألباب.. وعلى حيطانك دموع ودماء وأشجان وبطولات .. أحافير على الجدران وعلى الأرض وفي كل مكان يحط الناظر عليه تحكى قصة صمود وحكاية تاريخ مشرف لأهل الحق والأرض.. وتسطر على مساجدها وكنائسها حكايات حب وشغف ومشاعر انتماء وامتتنان لأصحاب الأرض الطاهرة وتمسكهم بحقهم وبكل حبة تراب من أرضهم الطاهر..حكاية خزي وعار للعرب والسلمين..
حياتنا كلها متوقفة ويصيبها الشلل لما يحدث لكِ.. تتوقف آمالنا وطموحاتنا .. نتوقف حتى عن التفكير بأي شيء إلا بكِ ونصر الله لكِ..نتوقف عن متابعة مشاريع حياتنا ويومياتنا .. ولا نتابع إلا أخباركِ .. نتسمر امام شاشات التفاز وعلى أجهزة الحواسب والنقالات. لنتابع أخبارك وطغيان ووحشية عدوك وتربصه بك لحظة بلحظة .
أنك تستحقين أكثر من ذلك بكثير ولكن عجزنا يمنعنا أن نصل إليكِ.. فهذا قدرنا أن نعيش بعيداً عنكِ.. نحبك ِ..نعشقك.. ولكن ليس باليد حيلة..
وكيف لنا أن نمارس طقوس حياتنا ونواصل أعمالنا ونحن نراكِ تنزفين دماً وألماً وكمداً .. الدمار والأشلاء ودماء أبناءك وأطفالك ونسائك الغزيرة تخضب أرضك وترابكِ الطاهر.. كيف ننسى كل هذا الدمار والخراب والظلم والعدوان الوحشي يحل بكِ.. بسبب مكاييل العالم المجحفة ضد أرضنا وشعبنا وحقنا المسلوب.. بسبب فرقة العرب والمسلمين وضعفهم.. ونحن الضحية وحدنا..
ولكننا نتشرف بانتمائنا إليكِ فأنت أرض الميعاد..
ننتظر ونترقب بكل شغف وألم يوم العودة ويوم النصر والفتح المبين .. فهذا وعد الله لنا,, يوم أن تضمينا ألى حضنك الحنون الدافئ..

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها