محمود مجدوب يكتب: مفاتيح الكون .. على عتبات الليل

كلمات وأمر … بل قل هي أفكار تطرق أبواب تفكيري بإلحاح تنشد الحرية بعيدا عن هذا الدماغ المحدود، هي الروح تتألق في ترابطها بهذا الكون فتلقى إلى الفؤاد تلك اللمحات. يتبع

كلمات وأمر … بل قل هي أفكار تطرق أبواب تفكيري بإلحاح تنشد الحرية بعيدا عن هذا الدماغ المحدود، هي الروح تتألق في ترابطها بهذا الكون فتلقى إلى الفؤاد تلك اللمحات، ليس هناك أي شيء محتوم المصير، ليس المستقبل مجرد سلاسل تقودك غصبا عنك إلى الأمام، لا حتمية إلا في علم الله لإنه بعلويته و اطلاعه يدري ما كان وما سيؤدي إليه كل شيء نقوم به، ولكن المستقبل ليس مكتوبا بل نحن نسطره، عذرا إلهي إن كنت اقترفت ذنبا بشيء من أقوالي ولكني ما أردت إلا قربا إليك.. نفسي تلح علي بذلك.

هو من بديع البرمجة الإلهية المودعة فينا والتي تدفعنا إلى التفكر، في ثلث الليل هذا وأنت قد أشرت إلينا بالتفكر،  يا أولي الألباب، سيل الأفكار رسا بي هنا على ضفاف الحب، الحب مفتاح أساسي وركيزة للوجود، لست أعنى الصفة الضيقة للحب ولكن المعنى الشامل، هنا يصبح حديثك عن الحب والإرادة شيئا واحدا، إن الله يحب المتقين، هل هنا أمر بالتقوى أم أن التقوى في حد ذاتها تجل لمحبتنا لله ؟ الحب تجل للتعامل الأسمى مع الخالق وهو ايضا تجسيد للوجه الايجابي لحركة العالم ، فإن تحب عملك يجعل ما تقوم به سلسا متناسقا لا تصنع فيه… وغير ذلك كثير، لكن القلوب إذا كلت عميت، ونفسي تطلب السكون ولتقف الكلمات مؤقتا، القلوب اذا كلت عميت، أليس هنا حديث عن الحب ؟

هو إذا إحد مفاتيح  الكون ، نعم الحب .. ولكن تُـرى لم نرى كل هذا العنف المنتشر في الأرض ؟  قلت هنا الأرض وليس العالم أو الكون فهذا الكوكب الصغير لا يمكن أن نختزل فيه مفهوم العالم كما اعتدنا أن نقول،  فكوكبنا هو عضو بالمجموعة الشمسية ، يدور حول فلك نجم متوسط الحجم  يبلغ قطره قرابة الـ109 مرات قطر الأرض، أما الشمس بحد ذاتها فهي تكون مع مائتي مليار نجمة أخرى مجرتنا الحبيبة درب التبانة. وهذه الأخيرة ليست  إلا مجرة ما بين 200 مليار مجرة أخرى  تكون هذا العالم الفسيح، ذهبنا بعيدا صحيح ؟؟   مليارات في مليارات والمساحة شاسعة.

لنعد إذا أدراجنا  إلى الأرض حيث الإنسان، أنا وأنت، تقاتل، تناحر، فساد، ظلم، رغبة في المال، طمع ، حسد .. كل هذا من أجل هذه النقطة الصغيرة، هباءة في الكون ؟! اصعد مجدداً بتفكيرك بعيداً عن كل هذا الصخب نحو السكون الكوني . تناسق بديع ونظام حتى في داخل ما يبدو من  فوضى انفجارات النجوم ،  ترى لم الإنسان فقط هو من يفسد فيها ويسفك الدماء بينما المخلوقات كلها  تسبح بحمد ربها؟  تراه عمى البصيرة الذي يحجب عنا كل النعم التي نعيش فيها، فنسعى خوفا من الفقر إلى امتلاك المزيد حتى ولو كان على حساب الآخرين ؟

الخوف من المستقبل، الخوف من الفقر… كلها أقفال تقيد إنسانيتنا في نقطة صغيرة وزمان محدود، ولكل قفل مفتاح فعسانا إذاً نتصالح مع ذواتنا التي كرمها الخالق، فرغم كل هذه المشاهد السلبية  قد قال رب الوجود لملائكته عنا أنه يعلم ما لا يعلمون ، ولنطلق ما فينا  من أثر نور النجوم التي جاءت منها ذرات هذا الجسد  ليسمو بحياتنا إلى فسيح الوجود.

محمود مجدوب
إعلامي تونسي

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها