محمد رزق يكتب : وجبة الثيران !

يحكى أن أسداً وجد قطيعاً مكوناً من ثلاثة ثيران ؛ أسود وأصفر وأبيض ، فأراد الهجوم عليهم فصدوه معاً وطردوه من منطقتهم . يتبع

محمد رزق – صحفي مصري

يحكى أن أسداً وجد قطيعاً مكوناً من ثلاثة ثيران ؛ أسود وأصفر وأبيض ، فأراد الهجوم عليهم فصدوه معاً وطردوه من منطقتهم .

أدرك الأسد أنه لن يستطيع أن يواجههم مجتمعين فأقنع الأسود والأصفر أنه يريد الأبيض فقط فوافقا ظنا منهما أن الخطر بعيدا عنهما ثم أقنع الأسود أنه يريد أن يأكل الأصفر فقط فوافق ظنا منه أنه في أمان وفي النهاية أكل الأسود الذي أدرك متأخراً أنه أكل يوم أكل الثور الأبيض .

قصة نعرفها جميعا ولكن إذا تكررت معنا مائة مرة للأسف تنجح في كل مرة.

يحفل شهرا يناير وفبراير من كل عام باحتفاء  الثوار في دول الربيع العربي بشرارة انطلاق ثوراتهم سنوات خمس مرت على بداية حلم التحرر واستقلال الشعوب، هذا الحلم الذي وقف أمامه أعداء الحرية والاستقلال

يحفل شهرا يناير وفبراير من كل عام باحتفاء  الثوار في دول الربيع العربي بشرارة انطلاق ثوراتهم سنوات خمس مرت على بداية حلم التحرر واستقلال الشعوب، هذا الحلم الذي وقف أمامه أعداء الحرية والاستقلال والاستقرار فانقلبوا على الثورات وإرادة الشعوب؛ في العام الخامس من بدء الثورات تجد ثوار كل دولة منكفئين على ثورتهم دون النظر أو الاستفادة من دروس باقي الثورات، ودون التواصل أو التنسيق فكل ثائر يري نجاحه في إنجاح ثورته.

في الوقت الذي إذا سألتهم من عدوكم أجابوا إجابة واحدة أن هناك مركز عمليات يدير الحرب ضد الثورات وإرادة تحرير الشعوب.

إنما أكلنا يوم أكلت فلسطين وصمتنا وأكلنا يوم أكلت جنوب السودان وصمتنا ثم أكلت العراق والآن تؤكل سوريا والكل يظن أن النار بعيدة عن ثوبه.

إن ما يحدث في ليبيا واليمن من حرب دائرة وإن ما يحدث في مصر من سقوط حر للدولة المصرية نحو الهاوية سواء سقط الانقلاب أو لم يسقط تؤكد أن الجميع – بلا استثناء – داخل كل دار عربي ليس بعيدا عن الخطر وأن قصة الأسد والثيران يمكن أن تتكرر في كل المنطقة العربية دولة تلو الأخرى.

 

ما يراه أهل الرأي من وحدة العدو ووحدة الخطر  يجب أن يخرج للجماهير فهم أول من يساقوا إلي المذبح وهم أول من يدفع فاتورة الخطر والمخاطرة.

 

ما يراه أهل الرأي من وحدة العدو ووحدة الخطر  يجب أن يخرج للجماهير فهم أول من يساقوا إلي المذبح وهم أول من يدفع فاتورة الخطر والمخاطرة.

إذا كان عدونا واحداً لماذا نواجهه منفردين ؟!! مقالتي هذه ليست سياسية  فأنا لست سياسيا ولا أتعاطاها لكنها  جزء من محاولة في إعادة تشكيل بناء الوعي ، المعركة الفاصلة في تحرير الشعوب.

 

محمد رزق

صحفي مصري

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها