ماذا تريد الإمارات من اليمن؟

إنها المحاولة الثانية للانقلاب في أقل من شهر بررته أبو ظبي بأنها لتقوية صفوف المقاومة اليمنية في وجه الخطر الأكبر الذي هو (الحوثيون)، فلماذا لا تقوي الإماراتي جبهة الرئيس هادي؟!

ها هي عدن التي كانت الأمل لثوار اليمن والمدافعين عن الشرعية تسقط بطريقة أخرى ليست بيد الحوثيين بل بيد الصف الآخر وتسلم بحسب مراقبين للإمارات لتحركها سياسيا، وهي التي اعتادت على دعم الانقلابات في مشرق الأرض ومغربها فلن تسلم عدن منها بل هي للسقوط أقرب.

والشرعية التي دخل اليمن في حرب طويلة قاسية من أجلها مهددة اليوم أكثر من أي وقت مضى، ومِن مَن؟ من حماتها بالأمس ومن رفعوا شعارات الثورة والنضال من أجل اليمن بدون مؤامرات وأياد خارجية ليقعوا في الأخير في فخ الانقلاب على الشرعية. 

ويتواصل مسلسل الصراع الإماراتي مع الحكومة الشرعية في اليمن الذي تزداد فصوله يوما بعد يوم تشويقا وإثارة ووضوحا، فمن دعم واضح لمجلس انتقالي جنوبي كاد ينجح في الإطاحة بحكومة الرئيس هادي، لولا أن تدخل التحالف الذي تواجد فيه الحليفة العنيدة أبو ظبي، إلى أحاديث إعلامية يمنية مؤكدة عن القبض على عشرات الجنود من أنصار طارق صالح، وهو نجل شقيق الرئيس الأسبق علي عبد صالح، حاول التسلسل ذات ليلة إلى عدن واعترفوا بدعم إماراتي لهم.

إنها المحاولة الثانية للانقلاب في أقل من شهر بررته أبو ظبي بأنها لتقوية صفوف المقاومة اليمنية في وجه الخطر الأكبر الذي هو (الحوثيون)، فلماذا لا تقوي الإماراتي جبهة الرئيس هادي هي للتحالف أقرب؟ يتساءل محللون سياسيون يمنيون. الإمارات الخصم والحكم والحليف والمنقلب فكيف تجمع أبو ظبي المتناقضات؟ ماذا تريد أبو ظبي من عدن وحكومتها الشرعية التي تقود جبهة القتال في وجه الحوثي المنقلب على ثورة شعبه؟

أسئلة عديدة مثارة ربما الأيام وحدها كفيلة بالإجابة عنها، فمنذ ثورة 11 فبراير التي لم ترحب بها أبو ظبي كثيرا سعت أبو ظبي جاهدة لدعم الرئيس صالح وتقوية جبهته ثم جاء انقلابه مع الحوثيين ليقلب طاولة على تحالف صالح وأبو ظبي، ثم انضمت يومها لصف الشرعية تحت ألوية عديدة وأوجه كثيرة فقادت التحالف مع الرياض موجهة ضربات جوية وجنودا عسكريين لصنعاء حيث صالح والحوثي.

غير أن وسائل إعلام وتقارير دولية من منظمات عالمية ما لبثت أن كشفت عن سجون سرية لأبوظبي تمارس فيها التعذيب بحق المحسوبين على الثورة وعلى صف التحالف وأظهرت، وثاق مسربة أخرى تناقلتها وسائل إعلام غربية خطة إماراتية للاستيلاء على ميناء عدن ومشروع لتقسيم اليمن إلى جنوبي في عدن يقوده مجلس انتقالي برئاسة عيدروس الزبيدي والذي فشل في معركته الأخيرة بعد تدخل التحالف العربي بقيادة الرياض وآخر في صنعاء للحوثيين.

اليوم عاد تحالف الإمارات وصالح، وبصالح آخر كان ذات يوم أحد قيادات انقلاب صنعاء في 2014، إنه طارق عفاش أو طارق صالح تختلف الأسماء والدور واحد.

فماذا تريد الإمارات من اليمن؟

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها