لماذا أكره الإخوان!!

إنهم يأكلون ويشربون مثلنا، يصلون ويصومون مثلنا، ويتزوجون يطلقون مثلنا، ترى منهم الحسن والسيء، والغني والفقير، والذكي والغبي، والكريم والبخيل، ومنهم المثقف والجاهل.

لا أدري لماذا يُطلب مني أن أكره الإخوان المسلمين وكل من ينتمي إليهم من قريب أو من بعيد! ترى السلفي يكرههم لا لشيء إلا لأنهم يتعاطون السياسة؛ مع أنك تراه يتعاطى السياسة فيدافع عن أنظمة بعينها ويبرر أفعالها حتى لو كان ذلك مخالفاً للشرع الحنيف!!
وترى الصوفي أيضاً يهاجم الإخوان ويتمادى في ذلك، حتى إن واحدا” من أقطابهم حلل قتلهم “لأنهم معفنون ورائحتهم نتنة” كما يزعم! مع أن العفن والنتن ينضح من فمه ولسانه، ثم متى كان العفن والنتن مبررا “لقتل امرئ مسلم”؟ لو كان الأمر كذلك لأهدر دم آلاف البشر، أليس هذا قمة الغلو والتطرف!

الأدهى والأمر أن تجد القومي واليساري يكرههم ويتهمهم بالعمالة للغرب! تخيل أن بعثياً أو شيوعياً أو ناصرياً أو فتحاوياً أو سيساوياً يتهم الإخوان المسلمين بالتبعية لأمريكا والغرب!! أولئك الذين تعج صحفهم بالهجوم على أمريكا وإسرائيل وتكيل فضائياتهم السباب والشتائم للغرب في الوقت الذي يرقص زعمائهم مع زعماء الغرب ويتغنون بصداقتهم لأمريكا وبريطانيا وفرنسا، ويتسابقون لكسب ود هذه الدول بالتقرب من اسرائيل وحراستها سرا” وعلانية.

زاملت العديد من المنتمين للإخوان وجاورت بعضهم ودرّست البعض الآخر، إنهم يأكلون ويشربون مثلنا، يصلون ويصومون مثلنا، ويتزوجون يطلقون مثلنا، ترى منهم الحسن والسيء، والغني والفقير، والذكي والغبي، والكريم والبخيل، ومنهم المثقف والجاهل، إنهم باختصار بشر مثلنا فلماذا يكرههم البعض ويهدر دمهم؟

إذا أردت إجابة لهذا السؤال فما عليك إلا أن تزور تل أبيب وتؤدي العمرة فيها.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها