قدسنا.. لا قدس ترمب

مسلسل التفريط سيستمر طالما قنعت الشعوب بحكام اعتادت حني جباهها لغير الواحد القهار، وطالما ظلوا خاضعين لرؤساء وأمراء يتخذون من الكرملين والبيت الأبيض قبلة لمحاريبهم.

القدس عربية، القدس إسلامية، قلها ورددها وعلمها لأبنائك من بعدك.

بالأمس أرادوا لنا أن نصدق أن المسجد الاقصى ليس في فلسطين أصلا، واليوم يريدون للقدس أن تصبح عاصمة لإسرائيل، وغدا سياتي موعد صفقة القرن المشؤومة ليخرج الفلسطينيون من أرضهم وتصير فلسطين بأسرها نهبا لليهود.

لا فرق بين من رضي بالأمس ومن قبل اليوم ومن سيصدق غدا، القضية واحدة وإن تعددت المسارات.

مسلسل التفريط سيستمر طالما قنعت الشعوب بحكام اعتادت حني جباهها لغير الواحد القهار، وطالما ظلوا خاضعين لرؤساء وأمراء يتخذون من الكرملين والبيت الأبيض قبلة لمحاريبهم، سيمضي الصهاينة في طريقهم المرسوم لا يلتفتون، وسيمضي الفرس في مشروعهم لا يلوون، وستدفع الشعوب أثمان صفقة دبرت بليل نامت عنها عيونهم وسكتت عنها ضمائرهم.

أتوقف مندهشا أحيانا أمام قدرة حكامنا المغاوير على الكذب والتدليس وادعاء البطولة الزائفة.

فعندما ينتصر المقدسيون المرابطون بصدورهم العارية على صلافة المجنزرات والهراوات الإسرائيلية، يأتي المهللون، ولا أدري من أين يأتون، ليباركوا جهود الحاكم الحكيم على وقفته الباسلة وموقفه المجيد الذي استطاع بحنكته الدبلوماسية إيقاف الانتهاكات بحق الأقصى!!

ثم ها نحن اليوم نسمع تصريحات متبجحة تأتي على لسان ما يسمى بالرئاسة الفلسطينية لتزف لنا تلك البشرى التي تقول بأن الرئيس محمود عباس قد حذر وأنذر، وأرغى وأزبد، وهدد وتوعد الرئيس الأمريكي من مغبة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس!

وكأن هذا الأخير قد يعبأ أصلا بعباس أو حتى بسلطته الفاقدة لأي معنى من معاني الشرعية.

ومهما يكن من أمر ورغم كل ذلك، أقول بأن كل تلك المحاولات لن تجدي نفعا في تغيير حقيقة أن القدس كانت ومازالت وستظل عربية وإسلامية، بل وعصية على كل المؤامرات الدنيئة، وحسبنا منها موعود الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى والذي أخبر بأنها أرض المحشر والمنشر، ولتعلمن نبأه بعد حين.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها