عندما تتحول الصداقة من الافتراضي إلى واقع

الحب الحب أون لاين
الحب الحب أون لاين

“الافتراضي” طاقةٌ إيجابية، إذْ استطاع على مدار عقدين من الزمن أن يحول الصداقة أو الحب من الافتراضي إلى واقع، وتتجسد المشاعر على أرض الواقع، وتتحرر من قيود الافتراضي المجحفة.

كانت فتاةً جميلة؛ تبلغُ من العمرِ سبعةً وعشرينِ سنة، أسيلةُ الخذِّ، دقيقةُ الأنف، قصيرةُ القامة، عينانِ سوداوين. تعرَّفتُ عليها لمدة سنة وبضعة أشهر في مواقع التواصل الاجتماعي. وشاءت الأقدار أنْ تتحول هذه الصداقة من الافتراضي إلى عالمٍ تتماهى فيه المشاعر من كل جانب.

كانت فكرة لقائنا واردةً في أذهاننا، فذات يوم من شهر فبراير/شباط، الطقسُ بارد، السماءُ تلبَّدت بالغيوم، كل شيء كان جميلاً، وما زاد ذلك اليوم جمالا هو إصرارها على المجيء وأن نلتقي، فتتحول الصداقة من عالم ضيق إلى واقع.

أرسلت رسالة في البداية، ثم مكالمتين هاتفيّتين، إلى أنْ لمَّحتها فكانت مرتوية الساقين. كان لقاؤنا له طعمٌ خاص. تعانقنا عِناقاً جميلا. فرحت كثيرا بلقائها، فهي الفتاةُ الوحيدة التي أشتُمُها، وأنتقدها في كلِّ شيء ومع ذلك تكنُّ لي ما لذَّ وطاب من المحبة.

أتوسل في نفسي إلى الوقتِ أنْ يتوقف عن العمل، فأستمتعُ قليلاً بحديثنا الشيَّق.

الوقتُ يفسد اللحظات الجميلة، يمرُّ بسرعةٍ كبيرة. سُعِدتُ بلقائها كثيراً، لحظةٌ ربما لن تتكرر مع مرورِ الزمن، فاللحظات الجميلة نادِراً ما تتكرر. انتهى ذلك اللقاء الجميل، سيبقى راسِخاً في أذهاننا. الحياةُ لحظات ومحطات تحتِّمُ علينا أنْ نعيشها. هي أعزُّ فتاةٍ على قلبي، أتشارك معها طرائفي ومشاكلي اليومية.

الصداقة لها مذاقٌ رفيع، وصدقَ “الإمام الشافعي” حينما قال:

سلامٌ على الدنيا إذا لم يكُنْ بها – – صديقٌ صدوقٌ صادِقُ الوعدِ منصفا.

قضينا أمسية معفَّرة بنسماتِ الصداقة، وكلٌّ منا راح صوب وجهتهِ، ولحظاتُ لقائنا تتراقصُ في أذهاننا. إنها مثال يحتذى به، خير مثال للصداقة والأخوة، وحينا آخر تجدها رجل بمواصفات أنثى.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها