عبادة البغدادي يكتب: الشرعية.. دماء بلا ثمن

عندما يجلس متصدرو المشهد – وسيجلسون – إلى طاولة التفاوض من دون تحقيق أي انتصار مادي .. ما هو أثر الصدمة النفسية التي سيستقبلها الصف؟.. يتبع.

لم يكونوا أبدا صرحاء مع صفهم ولم تكن الشفافية التامة هي بيئة التواصل مع أتباعهم .

يقف على المنصة متحدث تلو آخر يدعوهم للثبات والوقوف في وجه الموت من أجل النصر في معركة الفرقان، معركة الحق والباطل، المعركة الصفرية التي فيها نكون أو نفنى.  

عندما تدخل معركة خاسرة بلا ظهير شعبي حقيقي وأنت مستمر في خداع نفسك بوقوفك مدافعا وحاميا لما سميته “الشرعية” تلك الكلمة التي لا يستوعبها وبالتالي لن يضحي في سبيلها شعب بلا وعي حقيقي منقاد للإعلام أينما يوجهه لا يأت بخير.

مئات الآلاف الذين يضحون بأمنهم وحياتهم يوميا من أجل سياسة استمرار الحراك على الأرض والتي تتعلق بنظرية “باظ يطير” إلى اللانهائية وما بعدها حيث استراتيجية غير محسوبة الأمد، واستمرار لحراك شعبي لا يخدمه إعلام قوي ولا حراك قانوني لتحقيق مكاسب!  

مجموعة من المؤتمرات ولافتات مهترئة في الخلفية وصياغات ركيكة تشير إلى ضعف الإعداد تماما كضعف القائمين عليها.

عندما يجلس متصدرو المشهد – وسيجلسون – إلى طاولة التفاوض من دون تحقيق أي انتصار مادي بحجم حناجرهم النائحة في فضائيات ليل نهار، ما هو أثر الصدمة النفسية التي سيستقبلها الصف؟ وهل هم مؤهلون فعلا لاستقبال هذه  الصدمة؟

ليس عيبا أن تخطئ، ولكن أن تستمر في خطئك من دون ظن محاسبة، فهذه خطيئة.

في كل مرة أخطأت القيادة السياسية كان المبرر قلة خبرتنا في السياسة وأجر المجتهد والأخذ بالأسباب وقلة الخبرة، أما وقد تعلقت الدماء في الرقاب ومصائر الشعوب باتت شاخصة أبصارها فلن يجدي قول القائل يا ليتني كنت ترابا.

استهلكت القيادات السياسية لجماعة الإخوان المرونة اللازمة والمتاحة لثقة صفها خلال العديد من الأحداث السياسية، فبعدما كان “الجيش والشعب إيد واحدة” جرحت الحناجر بـ “يسقط حكم العسكر”.وقس بلا انتهاء .

هذه المرة ليست مجرد تغيير شعار ولا موقف سياسي، بل دماء دفعت وعائلات دفعت التشريد ثمنا ليس بالرخيص، والرجوع عنها ليس كسابقيه، الصدمة ستكون صعبة ورد الفعل غير متوقع من قبل صف تحطمت لدى الكثير منه ما بنته قيادات متهالكة متصارعة على صلاحيات من أصنام وقدسية كاذبة.

المستقبل مفتوح لجميع الخيارات المطروحة إذا اتخذت هكذا خطوة.

عبادة البغدادي
باحث اعلامي ومخرج مصري

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها