عارف الأحمدي يكتب: الشرق الأوسط إلى أين ؟!

هذا الواقع جعل الدول العربية أمام تحد كبير، ما جعل دولا عربية تفكر في التدخل بقوات برية. تمثل ذلك في قرار المملكة العربية السعودية ودول الخليج.. يتبع.

بعد مرور خمس سنوات من الربيع العربي أصبحت منطقة الشرق الأوسط الأكثر سخونة على مستوى العالم حيث شهدت المنطقة العربية أحداث وصراعات وحروب داخلية وثورات مضادة وخاصة في دول الربيع العربي هذه الأحداث خلقت حالة من عدم الاستقرار وحالة من الانقسام والتشظي، تحولت إلى صراعات وحروب داخلية وسادت فيها لغة العنف بدلا من لغة الحوار، وخاصة في سوريا واليمن وليبيا والعراق .

لقد واجهت المنطقة العربية تحديات كبيرة. كان من أبرز تلك التحديات حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في دول الربيع العربي وظهور الجماعات المسلحة التي كان أبرزها تنظيم الدوله في العراق وسوريا وليبيا.

من جانب آخر واجهت المنطقة العربية تحديا تمثل في التدخل الإيراني من خلال المليشيات في سوريا والعراق بحجه محاربة الإرهاب كذلك في اليمن ولبنان والبحرين والسودان هذا التدخل ساهم في بعض الدول في إلغاء هوية الدولة والتحول إلى حاله التبعية المطلقة كما في سوريا والعراق.

لقد مثلت مشكلة اللاجئين السوريين تحديا كبيرا زادت من حجم مسؤولية الدول المجاورة لسوريا في الأردن ولبنان وتركيا.

مثلت مشكلة اللاجئين السوريين تحديا كبيرا زادت من حجم مسؤولية الدول المجاورة لسوريا في الأردن ولبنان وتركيا

كذلك ماحصل في اليمن من انقلاب على الحكومة الشرعية ومن ثم تدخل دول التحالف العربي متمثلا في عملية عاصفة الحزم وضع المنطقة العربية أمام تحد كبير أمام التدخل الإيراني في المنطقة ومن أجل إيقاف التمدد الذي تسعى إيران من خلاله إلى تصدير ما يسمى بالثورة الإسلامية ونشر التشيع في المنطقة العربية.

كذلك التدخل الروسي في سوريا بحجه محاربة الإرهاب، بينما نفذت غارات ضد المدنيين وعلى مواقع المعارضة السوري. إن هذا التدخل قلب المعادلة، ما غير من موازين القوه لمصلحة الأسد ونظامه وأصبح الخاسر هو الشعب السوري، حيث تسبب في زيادة معاناة الشعب السوري وتهجير المدنيين خاصة في حلب التي شهدت أكبر موجه نزوح منذ بداية الأزمة.

هذا الواقع جعل الدول العربية أمام تحد كبير ما جعلها تفكر في التدخل بقوات برية، وتمثل ذلك في قرار المملكة العربية السعودية ودول الخليج في القيام بإعداد قوات للمشاركة ضمن القوات الدولية من أجل محاربة الإرهاب ومواجهة تنظيم داعش في سوريا والعراق وليبيا.

من خلال تلك الأحداث والتحديات التي واجهت الدول العربية سيكون هناك عده توجهات وتغيرات في الاستراتيجية والقرارات التي سوف تتخذها دول المنطقة وفعلا  اتخذت المملكة العربية السعودية قرار بتشكيل تحالف إسلامي لمواجهة المخاطر ومواجهة الإرهاب.

من خلال ما نشاهده من تغييرات وأحداث متسارعة، وأحيانا مفاجئة، يبدو أن المنطقة العربية أمام عدة مشاهد ربما نسميها مخاطر!

المشهد أو الخطر الأول

يتمثل في التقسيم على أساس مذهبي وطائفي وخاصة في العراق وسوريا ولبنان  وهنا نتذكر مقولة المسؤولين الغربيين عن الشرق الأوسط الجديد وخاصة عندما تحدث رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية في مؤتمر المناخ أواخر العام المنصرم، حيث قال الشرق الأوسط الذي نعرفه لم يعد موجودا ونحن الآن أمام شرق أوسط جديد بدأ يتكون .

المشهد الثاني

يتمثل في استمرار الصراع الدائر حاليا في المنطقة ودخول أطراف إقليمية ودولية على الخط سيؤدي إلى تدمير شامل لكل مقومات الحياة وبالتالي استحالة العيش بالنسبه لسكان المنطقة ومن ثم سنشهد حركة نزوح جماعية لم يشهد لها التاريخ مثيل الى مناطق أكثر أمنا وهذا إن شاء الله لن يحدث.

المشهد الثالث

عدم رغبة الأطراف المتصارعة في التوصل إلى حل سياسي سيؤدي إلى تدخل عسكري من قبل القوى الكبرى في العالم، متمثلة في الولايات المتحدة روسيا وأوربا والسيطرة من جديد على منابع النفط وستكون المنطقة امام استعمار خارجي وأمام تقاسم لهذه القوى لمصادر الثروة والنفط التي تزخر بها المنطقة.

المشهد الرابع

استشعار الجميع من مسؤولين وحكومات ومراكز قوى متصارعة وشعوب بخطورة ما سيحصل إذا لم نحل مشاكلنا بالحوار الجاد وبروح المسؤولية وبالتالي التوصل إلى حلول سلمية وسياسية تؤدي إلى وأد نار الفتنة وإخماد الحرائق المشتعلة والتوجه نحو  الذي يضمن سبل العيش الحر والكريم لشعوب المنطقة والتحول من مرحلة الصراع إلى مرحلة البناء والإعمار للأ رض  وبناء للمجتمع. هذا مانرجوه ونتمنا ه ونسأل الله العلي القدير أن يوحد صفوفنا ويعم الخير والسلام ربوع الوطن العربي .

 

عارف الأحمدي

مدون يمني

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها