عارف الأحمدى يكتب: إيران واستراتيجية المصالح

كان قاده الغرب قبل ظهور تنظيم الدولة مجمعين على رحيل الأسد، وبعد انتشار تنظيم الدولة بات الأسد جزء من المعادلة.يتبع

 عارف الأحمدي / مدون يمني

الكثير منا يدرك أنه إذا أرادت اي دولة بسط نفوذها والحفاظ على مصالحها ،في دولة أخرى يتطلب منها أن تبحث عن حليف لها في تلك الدوله يضمن ، لها مصالحها ويحقق لها ما تريده .

ولكن هذه المره استخدمت إيران عدوها التقليدي والعقائدي وهو تنظيم الدولة ،من أجل الحفاظ على هيمنتها على العراق والحفاظ على حليفها الاستراتيجي في المنطقة الأسد والحيلولة دون سقوط نظامه
من خلال إداره هذه الاستراتيجية مع حلفائها أو بالأصح إتباعها في العراق وسوريا حيث قام نظام الأسد ونظام المالكي بفتح الحدود وتسهيل عملية الانتقال لتنظيم الدولة وعندما سيطر تنظيم الدوله على الموصل أمر المالكي قواته بالانسحاب  منها وترك الأسلحة غنيمه سهله للتنظيم  الذي بدأ يسيطر على أجزاء كبيرة من المناطق السنية بدلا من يتجه تنظيم الدوله تجاه بغداد والجنوب اتجه صوب كردستان العراق .


في نفس الوقت في الجهه الأخرى كان نظام الأسد ينسحب من عده مدن ومن المواقع العسكرية والأمنية كي يفسح المجال لتنظيم الدوله للسيطرة عليها, كل هذه التحركات والسيطرة لمناطق واسعة من العراق وسوريا  كانت لمصلحة إيران ونظام الأسد !!!!
من المعروف أنه بعد انسحاب القوات الأمريكية وحلفائها تم تسليم العراق بطبق من ذهب لإيران ومليشياتها
ومن المعروف أن العراق تحول بعد سقوط نظام صدام حسين إلى بلد منقسم تحكمه الطائفية والمذهبية والمحاصصه الحزبيه .

 

لقد أدى من سيطرة تنظيم الدوله على معظم المناطق السنية الى انقسام في الصف السني فمنهم من يقاتل في صف التنظيم ومنهم من يقاتل مع حكومة بغداد مماجعل هذه المناطق في حاله عدم استقرار انفلات أمني أدى إلى حركه نزوح واسعة داخليه وخارجيه أدى ذالك الى هيمنه المكون الشيعي الذراع الإيراني إلى السيطرة على المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي بسسب تماسك هذا المكون وتوحده تحت هدف واحد وبسبب حاله الاستقرار في وسط وجنوب العراق الذي اصبح. جزء من التبعية لإيران .

 

ومن جانب آخر استطاعت إيران ان تقنع الغرب بأنها شريك لمحاربه الإرهاب في المنطقة من خلال الترويج والدعم للمليشيات الشيعية تحت مسمى الحشد الشعبي ومن خلال تتدخل الحرس الثوري الإيراني وانتشاره في مناطق كثيرة من العراق وسوريا بحجه محاربه ومكافحه الإرهاب .

أما في سوريا فالكل يعرف أنه قبل ظهور وإعلان تنظيم الدولة كان المجتمع الدولي وقاده الغرب مجمعين على رحيل الأسد ولكن بعد سيطرة التنظيم لمناطق واسعة من سوريا بدأ الغرب يشعر بحالة من القلق والخوف بعد عمليه سقوط الأسد أدى الى تغيير نظرته تجاه مستقبل سوريا وأصبح ينظر الى نظام الأسد جزء من معادلة الحل وشريك في محاربه الإرهاب .

من خلال هذه الأستراتيجه حققت إيران أهدافها وهي الحيلولة دون سقوط نظام الأسد واقناع الغرب أنها شريك في محاربه الإرهاب والسيطرة تماما على المشهد العراقي على كل المستويات .

عارف الأحمدي

مدون يمني

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها