ضد عقارب الساعة

حين تدور عقارب الساعة ضد الزمن تكون ستارة المسرح قد نزلت واعتزل كل منا الخشبة بعد أن أدى دوره في صمت مريب.

الصدمات وتواليها تسير بنا ضد الزمن، ضد الحياة، تختفي ملامح الوجود ونتساءل إن كانت هذه الروح قد تحمل المزيد.

 بعد كل خيبة أهرع إلى نفسي خائفة أن تكون هذه هي نهايتها، أراها منكسرة صامتة تتأمل أشلاءها، أحيانا تجمعها من على صقيع الأرض، وأحيانا أخرى أراها ثائرة غاضبة تقسم بالانتقام، لكنني غالبا ما أراها تسير ضد عقارب الساعة.

الحروف أحيانا تعجز الوصف تحاول رصد قليل من الأسى، كثيرا ما نتساءل: من السبب في كل هذا الأسى؟ هل نحن وحدنا من يعيشه أم هناك من يشاطرنا إياه؟ الصدمات تصنع منا أشخاصا ما تصورنا يوما أن نصيرهم.

يغدو هذا العالم دابة عمياء تدوس وتدوس ولا أحد يحكم لجامها إلا من عرف كيف تؤكل الكتف. أما من كانت أحاسيسهم سيدة الموقف، فنواسيهم في اغتيال أنفسهم.

ليس غريبا أن تجد في كل عشرة أشخاص من أبناء بلدي واحد منهم مصاب بأعراض الاكتئاب وغيره يفكر في الانتحار.

لا يمكن للطبيعة الإنسانية إلا أن تصاب بطفرة لتنتج أسوأ العاهات، ويستحيل على الإنسان أن يكون خزانا لكل هذه الصدمات دون أن ينفجر، ولا يمكننا أن نواصل جمع الأشياء في صمت سيتعب منا هذا الصمت.

وقد تظل الأحلام في خضم كل هذا أحسن دواء، وعندما تتعب منا سنخبرها في صمت: لا تفلتي يدي، فنحن لا نملك شيئا سواك.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها