شيماء جلال : ومن الملاعب ما قتل !

ومن الحب ما قتل”.. قولا لطالما سمعناه ورددناه، وهو منسوب للأصمعي، كتبه الشاعر ذاع الصيت عقب وفاة شاب متأثرًا بفراق محبوبته، وحديثًا صرنا نسمع ونردد ” ومن الملاعب ما قتل”!يتبع

 شيماء جلال / مدونة مصرية

“ومن الحب ما قتل”.. قولا لطالما سمعناه ورددناه، وهو منسوب للأصمعي، كتبه   الشاعر ذاع الصيت عقب وفاة شاب متأثرًا بفراق محبوبته، وحديثًا صرنا نسمع ونردد ” ومن الملاعب ما قتل”!

تابعنا خلال الفترة الأخيرة حوادث قتل كثيرة داخل أو في محيط ملاعب الكرة، تارة نتيحة عمل إرهابي، وتارة أخرى بسبب اشتباكات الجماهير، وتارة ثالثة بسبب بالتدافع والتواطؤ الأمني .. نعم .. فلقد تعددت حوادث القتل في الملاعب والسبب ليس واحد، ولكن الموت والدماء واحد في كل مكان وزمان.

ذهبوا إلى الملاعب ليلهوا ويستمتعوا،  ولم يدر بخلدهم حينما جهزوا أنفسهم لقضاء وقت ممتع أثناء مشاهدة إحدى المباريات، أن الموت قد يكون في إنتظارهم، فبدلا من أن يقضوا وقتا ممتعا ويلتقطون صورا تذكارية، عادوا إلى منازلهم في كفن والتقطت لهم صورا جنائزية.

ونقلت وسائل الإعلام المحلية والغربية مؤخرًا، حادثة ملعب فرنسا التي وقعت إثر مجموعة من الهجمات  التي استهدفت ستة مواقع في العاصمة الفرنسية باريس أوقعت 120 قتيلا على الأقل وأكثر من 200 جريح، بينهم 80 في حالة خطرة.

فإذا كانت حادثة “ملعب فرنسا الدولي” شمال باريس التي وقعت منتصف شهر نوفمبر الجاري وفي تمام الساعة  9:20 ليلا (8:20 ليلا بتوقيت غرينتش) حيث كانت تجري مباراة في كرة القدم بين منتخبي فرنسا وألمانيا، قد وقعت نتيحة عمل إرهابي، فهناك العديد من الحوادث الأخرى التي شهدتها ملاعب الساحرة المستديرة لطخت مدرجاتها بشلالات من الدماء بأسباب أخرى مختلفة ومتعددة..

وإذا مررنا سريعا على أبرز حوادث القتل بالملاعب، فسنجدها كانت كالتالي:
• المكان موسكو
• الزمان عام 1982

تعتبر واحدة من أسوأ حوادث القتل في الملاعب، فبعد أن دخلت الجماهير لمشاهدة مباراة سبارتاك موكسو وهارليم ضمن بطولة كأس الأندية الأوروبية، تساقط الجليد حتى غطى المدرجات والسلالم، ووقع على إثره اصطدام بين الجماهير ما أسفر عن مقتل نحو 340 قتيلا.

 المكان هيسيل البلجيكية
• الزمان مايو 1985

كان مشجعو ملعب هيسيل في بروكسل البلجيكية على موعد مع الموت، إذ قتل 39 شخصا بعد أن انهار عليهم جدار الملعب عندما كان المشجعون يحاولون الهروب من غضبه الهوليجانز الإنجليز فسقط الحائط على الجماهير خلال مباراة ليفربول ويوفنتوس ضمن نهائي البطولة الأوروبية.

 

* ملعب نادي شيفيلد ونزداي “كارثة هيلز بره”
* 15 أبريل عام 1989

شهد المعب إنذاك واحدة من أسوأ حوادث الملاعب في تاريخ كرة القدم، وتعود أحداثها إلى يوم 15 أبريل 1989 في ملعب هيلز بره، ملعب نادي شيفيلد وينزداي في شيفيلد بإنكلترا، خلال مباراة كرة قدم بين نوتينغهام فورست و نادي ليفربول ضمن الدور قبل النهائي من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.[1]
ففي ذلك اليوم توفي نحو 94 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 10-  64 عامًا، وذلك إثر الإصابات التي لحقت بهم، في حين أن جزء منهم توفي داخل الملعب و بعضهم في سيارات الإسعاف و البعض الآخر في المستششفى،  و760 شخصاً أصيب.

وقيل إنذاك أن السبب في الحادث يرجع إلى سوء التنظيم من قبل الأمن بالإضافة إلى تدافع الجماهير، فكانت العاقبة موت العشرات!

• مذبحة استاد بورسعيد
• 2 فبراير 2011

كانت صدمة كبيرة للمصريين، حينما تناولت وسائل الإعلام نبأ تلك المذبحة التي راح ضحيتها نحو 74 مشجعا من فريق النادي الأهلي، وذلك عقب إلقائهم من أعلى مدرجات ستاد بورسعيد بعد ثبوت إغلاق كافة مخارج المدرجات الخاصة بجماهير الأهلى.

ليس ما سبق فحسب، بل وقعت أيضًا مذبحة بإستاد دار الدفاع الجوي بالقاهرة، والملعب الوطني في بيرو، وغيرها وغيرها من الحوادث هنا وهناك، ولازال القوس مفتوحً لمزيد من الحوادث أخرى، لدرجة جعلت بعض الأسر والعائلات بات لديها حالة من الهلع من إرسال أبناءهم وشبابهم لمشاهدة المباريات في الملاعب خشية أن يتعرضوا لخطر الموت تحت وطأة القتل داخل الملاعب.

والسؤال الذي يطرحه نفسه: متي يخرج المواطن أينما كان، وأيا ما كانت جنسيته،  من بيته مستشعرا الأمن والأمان، يتوجه يمنة ويسرة، يلهو ويستمتع دون خشية مما هو مجهول يأتي بغتة، لاسيما وأن هناك الكثيرين باتوا يخرجون من بيوتهم كل يوم في الصباح يستودعون ذوويهم فلربما لا يجمعهم اللقاء مرة ثانية!!

 شيماء جلال

صحفية ومدونة مصرية

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها