سماح إبراهيم تكتب: لعبة النظام و”المطبلاتية”

نوبة من الضحك الهستيري, استقبلت بها تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان, الصادر عقب زيارته لسجن “العقرب”, كنت على ثقة أنه لن يخرج عن الفلك الأمني. يتبع

 

 

نوبة من الضحك الهستيري, استقبلت بها  تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان, الصادر عقب زيارته لسجن “العقرب” سيء السمعة, كنت على تمام الثقة بأن تقرير اللجنة لن يخرج عن الفلك الأمني المقرر له.

 

نفس العبارات لم تتغير: “الأوضاع بالسجن على ما يرام، ولا يوجد أي انتهاكات”.

 

في سجن القناطر تعرضنا لحملة سحل “تأديبي” أسفرت عن ضجة إعلامية موازية لحجم الانتهاكات التي ارتكبت في العاشر من يونيو 2014م , والتي عرفت بمجزرة “سجن القناطر” والتي وصلت التجاوزات الأمنية فيها لحد إصابة بعض السجينات بنزيف حاد من شدة ركل “الرجال” لهن من الخلف.

 

و كان التحرك القانوني لأهالي المعتقلات ومنهم والد المعتقلة ساره خالد (20 سنة) الطالبة بكلية طب الأسنان, والتي شوه جسدها النحيف أمام اعتداءات الشرطة الجنائية وعصي قوات فض الشغب, فتركت آثارا بجروح متفرّقة أجبرت  المجلس إجبارا علي المجيء للوقوف علي حقيقة الحادث.

 

توالت البلاغات التي تقدم بها الأهالي  للنائب العام وقتها, وتم إحالتها للمحامي العام لنيابات جنوب القليوبية, كما تقدموا بشكوى لوزير الداخليّة، ولمصلحة السجون، للتفتيش القضائي، مطالبين بفتح تحقيق فوري لانتهاكات السجون.

 

 3 ايام من الإضراب عن الطعام وتشريد 26 معتقلة بحمامات عنابر الجنائيين, بلا استجابة حقوقية, أو تحقيق غاية.

 

 اليوم الرابع من الإضراب فوجئنا بأن إدارة السجن تخبرنا بأنها تريد التفاوض معنا علي أن تسمح بعودة المعتقلات من تشريدهم بالعنابر، علي أن يتم التنازل عن القضايا المقدمة ضد إدارة السجن, وتغيير أقوالنا أمام المؤسسة الحقوقية في زيارتهم للتحقيق في ملابسات واقعة حملة السحل الأمني.

 

وبدأت المعاملة الإدارية تنتقل لمرحلة الترغيب, بعدم التعنت بالزيارات, والسماح لنا بكافة الامتيازات الحقوقية, وفك الحصار الأمني والخروج للتريض مرة أخرى, بل والتودد إلينا.

 

وصل الأمر بأن يتم مقايضة أحدنا بشكل صريح, لدفع ساره خالد للتوقيع على إقرار بعدم تعرّضها للتعذيب داخل السجن، وإذا رفضت من المحتمل أن يقوموا بترحيلها لسجن آخر سيء السمعة.

 

 وجاء اليوم الموعود بزيارة لجنة المجلس القومي لحقوق الإنسان، برئاسة الناشط الحقوقي “جورج إسحاق”. كانت زيارة شبه مرتبة بالتنسيق بين إدارة السجن والوفد

 

الحقوقي, لم يستمع الوفد إلا من 3 معتقلات, تم تحديدهن بناء على رغبة الإدارة بشكل موجه, فلم أعرف معايير اختيار الفتيات التي تم الاتفاق عليهن كمتحدثات عن الواقعة, كان السؤال المحدد مستفزا: هل تم اغتصابكن بالداخل؟!

 

كما توقعنا كانت الزيارة مجرد تحصيل حاصل، أعقبها تقرير أصدرته اللجنة القومية لحقوق الإنسان, أعلنت خلاله: لا توجد انتهاكات أو أي عملية اغتصاب داخل السجن، وتداولت وسائل الإعلام الموالية للانقلاب التقرير بشكل رخيص كعادتها, رغم مثول المعتقلات أمام المحكمة للتحقيق معهن بإصاباتهن, كما أن تقارير مستشفى السجن كفيلة بإثبات التعرض للتعذيب, ولكن على طريقة “المخرج عاوز كده”, فكبار اللعبة السياسية عاوزين كده.

 

نفسية متكسرة, وآمال متحطمة, وإضراب لا جدوى منه, كما أنه لا بديل لنا عن الصبر, نفتش عن الأمل بسؤال متكرر بكل زيارة لذوينا “ايه اخبار الثورة  بالخارج”.

 

تحية أراها واجبة لمن خرج من اعتقاله السياسي صحيح العقل والفكر, يتابع الوضع الثوري ويري أن الأمل لن يكون إلا بثورة شافية للصدور ولا يركن فيها لمنظمات حقوقية تنصفه.

سماح إيراهيم 
صحفية مصرية

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها