سماح إبراهيم تكتب: جماعة الإخوان.. لسنا بحاجة لبيانات صمود

فئران الثورة دخلوا جحورهم، أعدادهم قليلة وإن كثرت, سهلة الكمش، ضعاف هم، يؤلمهم الاعتقال وتزعجهم المداهمات. يتبع

فئران الثورة دخلوا جحورهم، أعدادهم قليلة وإن كثرت, سهلة الكمش، ضعاف هم، يؤلمهم الاعتقال وتزعجهم المداهمات, خطهم الثوري لا ابتكار فيه أو تجديد, قنبلة مسمومة واحدة باستطاعتها تفريق حشود ملتهبة الحناجر.

5 سنوات من ثورة عجزنا فيها انتزاع أبسط حقوقنا في اختيار من يمثلنا ويحترم إرادتنا ، رأينا أفاعي الإعلام المرئي والمسموع تتملق السيسي ومؤيدينه ببرامج  مادحة في تفاصيل أفعاله الحمقاء متجاهلة عن عمد تلك الأصوات المعارضة له، وصحافة تجتزئ الحقائق لنسب صفة الفوضى والغوغائية لكل من يتحدث عن ثورة إصلاح وتغيير.

عامنا الخامس سجلاته حافلة بالاعتقالات والتصفية الجسدية, بيد أن الإحصائية التي قام بها مركز “الشهاب” لحقوق الإنسان، أسفرت في بيان صدر يوم 25 يناير الماضي عن توثيق 3 حالات قتل ممنهج علي يد قوات الأمن, فضلاً عن رصد 890حالة اعتقال، و 82 حالة اختفاء قسري.

لا شئ أقذر من إذلال امرأة أو طفل بالاعتقال, قالت لي إحدى صديقاتي في نقاش عبر الإنترنت إن الفتيات اللاتي يخرجن للتظاهر سيسطر التاريخ يوماً بطولاتهن, فالواحدة منهن بألف رجل ممن يلزم بيته، سعيهن مأجور, وطالما أنه لم تصدر فتوي شرعية من هيئة علماء الأزهر تحرم تظاهر البنات فهن بمأمن شرعي بل ويحسب لهن أجر الاجتهاد .

لا شئ أقذر من إذلال امرأة أو طفل بالاعتقال, قالت لي إحدى صديقاتي في نقاش عبر الإنترنت إن الفتيات التي يخرجن للتظاهر سيسطر التاريخ يوماً بطولاتهن, فالواحدة منهن بألف رجل ممن يلزم بيته

كنت سأوافقها القول إن كان الاجتهاد الذي تتحدث عنه لم يصل فيه الإيذاء لاحتمالية هتك العرض, أو أن لم يكن لدينا نماذج وتجارب لفتيات تجربتهن بأماكن احتجازهن افقدتهن الكثير من العفة..!!.

الأنثى الثائرة لدينا نوعان: نوع يقرون أنه لا سبيل للخروج من الأزمة إلا بهن, يحرصن علي تكثير سواد ما تبقي من رجال الثورة بأعدادهن يرون أن تواجدهن بالميدان فرض عين، و أن مجاهدة الباطل لا تفرق بين رجل وإمرأة ،والنوع الأخر يثمن عدم نزول المرأة مخافة أن يصيبها معرة او انتهاك ينال من جسدها ، فضلا عن كونهن لا يجدن التعامل مع أبجديات القاموس الأمني لضباط النظام المتحرشة كلماتهم.

علماؤنا وجماعة الإخوان من قبلهم عليهم حسم المسائل الشرعية من نزول المرأة, !! عليهم غلق ملفات حائرة أرهقتنا و مجادلات يومية لا تنتهي بين مؤيد لنزول المرأة ومعارض.

الرجال أيضاً بلغت قلوبهم الحناجر غيظا من أوضاعنا، فالنتائج الثورية علي مدار السنوات الأخيرة لم تسفر بنتيجة مغايرة، القيادات علي خلاف أفكارها مازالت لوقتنا هذا تتصارع ما بين سلمية مطلقة أو قصاص ناجز، وشبابنا يترنح ما بين ذلك وذاك بعشوائية غير منضبطة.

صارحونا، إن كنا لا نمتلك القدرة والإعداد والقيادة وفشلنا في ذلك، أعلنوها مدوية بالداخل والخارج ، ولنحقن دماء فئة تقاوم وحدها بمواجهة غير متكافئة ! عضوا علي أناملكم وطالبونا بوقف النضال الثوري.

ساكنو قبور السجن السياسي خياراتهم محدودة, فبعضهم يقابل القهر النظامي بالتمرد الجسدي والاستسلام لفراش الموت بجلطات قلبية ودماغية, أجهزتهم العصبية انفجرت داخلهم أمام شحنات الإهانة الجسدية, ومجموعة أخرى حاولت  إخفاء أوجاعهم بالاندماج مع الجنائيين ومصاحبتهم والتعايش مع واقعهم المرير, أما عن المجموعة الثالثة فهم ” موتي بالأمل ” ينتظرون الخامس والعشرين من يناير كل عام , فربما تحدث المعجزة الثورية وينتفض الخارج , فتفتح أبواب السجون المغلقة لعقول مصر وصفوتها.

سألته أمه بعفوية: أنت مش نازل يناير مع أصحابك لإسقاط النظام ! فأجابها: انزل ليه يا أمي ومصر شاطرة ويمكنها السقوط دون تدخل منا، دعيها فهي مأموره!

كتب ” شاباً ” من أعمدة الشباب المنظم للمسيرات المناهضة للانقلاب العسكري, علي صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: أنه لم يخرج مع أصدقائه بذكري الثورة ككل عام، حتي إن أمه تعجبت من مكوثه بالمنزل وسألته بعفوية :
أنت مش نازل يناير مع أصحابك لإسقاط النظام ! فأجابها: انزل ليه يا أمي ومصر شاطرة ويمكنها السقوط دون تدخل منا، دعيها فهي مأموره!.

لا بأس لنا من مصارحة, بعدما أكل الإحباط من قلوبنا وعزائمنا, قرر عن اقتناع عدد من شباب اعتزال الشارع السياسي ودخول كهوف أخرى تنسيه أجواء المطاردة ومواجهة الموت, المسيرات من وجهه نظر هؤلاء أصبح عبث,  وهناك من ينتظر فرصته للالتحاق بركاب المغتربين ليخاصم فكرته في الصمود, رغم أنه المنادي في الميادين “مش هنمشي هو يمشي “، معلناً أن رسالته بمصر قد أصابها البوار، وأن صوته لن يختفي بل سيعبر عنه بمسيرات بالخارج –كونه – في مأمن.

لا يعيبنا قله حيلتنا أمام خصمنا، سيدنا نوح قد اشتكي ضعفه لربه وظل يشكو جحود قومه بالحق في مناجاة إخبارية رصد خلالها حال قومه وصبره علي استفزاز تصرفاتهم، بقوله: ” ثم إني دعوتهم جهارا .. ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم اسراراً .. فقلت .. وقلت ..” وظل يسرد لربه تكبر قومه حتى استجاب  الله له .

منا من يمتلك مفتاح الصبر, لكننا بحاجة إلي قيادة يقظة تتصدر المشهد، تمكر لفكرتها بالقصاص التي يؤيدها الله، رؤيتها واضحة، مستهدفها معلن، تبدع بأساليب ثورية أكثر إرباكا للنظام ، تصيب مرمي مجرمي النظام حسرة , ولا تسرف في معاقبتهم، تهتم بتقييم الفعل الثوري وتكف عن بيانات ثبات وصمود لا حاجة لنا بها .

سماح إبراهيم
صحفية مصرية

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها