سباليتي وصلاح وأحلام روما الضائعة

محمد صلاح، لاعب فريق روما الإيطالي
محمد صلاح، لاعب فريق روما الإيطالي

كان محبوا ومتابعوا فريق  ذئاب العاصمة الايطالية روما يمنون أنفسهم أن يصل قطار الرومانستا إلى إحدى المحطات النهائية في نهاية الدوري الأوربي أو في نهاية كأس إيطاليا كلاهما أو أحدهما في ظل ابتعاد اليوفنتوس بمقدمة الدوري الإيطالي   Serie Aبفارق 6 نقاط عن روما، لكن  ما حدث لروما لم يكن في حسبان الكثيرين الذين شاهدوا فريقهم الذي لم يخسر على أرضه وهو يسقط  في الاوليمبيكو أمام الجار اللدود لاتسيو في ذهاب نصف نهائي الكأس الايطالي وزاد الطين بلة السقوط في ذهاب دور الثمانية للدوري الأوربي أمام ليون بأربعة أهداف لهدفين بعد أن كان روما متقدما بهدفين.

 ولم يكن هذا فقط ما ينتظر مشجعي الذئاب إذ أن القادم كان أسوا حيث سقط الفريق أمام لاتسيو في مباراة الذهاب بهدفين وبالرغم من الفوز بثلاثة أهداف في مباراة الإياب إلا أن استقبال روما لهدفين أنهى حلم الكأس الإيطالية ولم يكن هذا الكابوس الوحيد لأنصار روما إذ سبقه بأيام ضياع الحلم الأوربي بالرغم من فوز الفريق الإيطالي بهدفين مقابل هدف واحد إلا أن الجيالورسي تجرع نفس المرارة من نفس الكأس ليضيع حلم الوصول لكأسين خلال بضعة أيام.  

وبالنظر إلى ما حدث خلال الفترة الماضية التي شهدت تذبذبا في أداء كل لاعبي روما وفشلا تكتيكيا في إدارة هذه المباريات من قبل (المستر) التي تعتمد على مرحلة الذهاب والعودة وتحتاج إلى عمل تكتيكي يعتمد عدم قبول أهداف في مرحلة الذهاب وتحقيق نتيجة إيجابية في مرحلة الإياب والتي يبدو أن لوشيانوا سباليتي مدرب روما لم يستطع أن يفك شفرتها بدءا بالسقوط المروع في بداية الموسم أمام بورتو البرتغالي والخروج من دوي أبطال أوربا وانتهاءا بما حدث اما لاتسيو في الاوليمبيكو.  

ولم تكن الأخطاء التكتيكية لسباليتي هي السبب فقد كانت اختياراته الخاطئة أيضا من أسباب الهزيمة واتخاذه مواقف متشددة أحيانا في عدم إتاحة الفرصة لأن يستكمل الحارث البولندي تشيزني تالقه في الكأس مثلما يفعل في الدوري واللعب بثلاثة مدافعين في وقت كان الأمر يحتاج لأربعة، بل إن أكبر خطايا سباليتي كانت مواقفه مع نجمه المصري محمد صلاح الذي طالما تغنى فيه لوشيانو وأشاد به إلا أن حالة الهبوط البدني وضعف البديل الجاهز لدى روما لم تسعف روما ولا سباليتي لإكمال المشوار لنهايته في المسابقة الأوربية أو الكأس المحلية.  

وبالرغم من الخطأ الذي وقع فيه لوشيانوا بعدم إشراك صلاح إلا أن ذلك لم يعني أن تتغير العلاقة بين المدرب الإيطالي ولاعبه المفضل صلاح حيث كان صلاح موجودا في المباريات التالية لينال دعم سباليتي وقبلة ً أمام الجمهور أثناء خروجه من الملعب.

لكن المتابع  للجيالوروسى  يبدو أنه أصبح على يقين بان لا سباليتي ولا التركيبة الحالية لروما بما فيها من نجوم ستحقق طموح الأنصار فبالرغم من وجود ادين ديجيكو ونانيجولان ومحمد صلاح والمدافع القوي اليوناني نانولاس والهولندي ستروتمان والمصري الأصل الإيطالي الشعراوي إلا أن الفريق ما زال يستقبل أهدافا ساذجة أضاعت منه فرصا كثيرة ومنعته من تحقيق الحلم.

وهنا يتبقى تساؤل هل سيكمل روما مشواره نحو دوري الأبطال للعام القادم محققا آخر أحلام الأنصار لهذا الموسم محتفظا بالمركز الثاني؟ خاصة مع وصول الشك لجماهيره بالرغم من بقائه في المركز الثاني على بعد ستة نقاط من يوفنتوس ومبتعدا عن نابولي بأربعة نقاط أما أأن روما سيكمل مسلسل السقوط؟

الحقيقة الغائبة في قصة الذئاب ربما أجابتها عند لوشيانو التي أشارت عدة وسائل صحفية لانتقاله لتدريب يوفنتوس في العام القادم وهو ما تزامن مع إعلان روما عن فتح باب المزاد حول النجم محمد صلاح والتسريبات التي أشارت لاهتمام أندية أوربية كبيرة بالبلجيكي القوي راجا نانيجولان والمدافع اليوناني نانولاس مما يؤكد أن هذا لو حدث سيأخذ  قطار روما لنفق ربما يصعب معه العودة للمنافسة في القريب العاجل على البطولات المحلية والأوربية أو حتى المركزين الثاني والثالث في ظل  اقتراب ملك روما  توتي على إنهاء مشواره وإصابة كل من روسي وفلورنزي المتكررة.

وهنا إما أن مالكي النادي سيرفضون الإغراءات المادية ويستكملون مشوار الصعود الذي بدأه سباليتي وصلاح لتحقيق أمنيات شعب روما أو سيذهب سباليتي وصلاح وأحلام روما.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها