د. رسمية فهمي تكتب: حوار مع ابنتى المراهقة

اعتدت أنا وقرة عينى بنيتى الحبيبة نتحاور ونتناقش فى جلسة عائلية هادئة ودودة خاصة مع ابنتى ذات الرابعة عشرة عاماً أسبوعيا. يتبع

اعتدت أنا وقرة عينى بنيتي الحبيبة ذات  الرابعة عشرة عامًا نتحاور ونتناقش أسبوعيا فى جلسة عائلية هادئة ودودة, وحوارتنا ونقاشتنا تتطرق كل المواضيع التى يمكن أن تهمها أو تقابلها خلال الأسبوع. فكنت أستعد لهذا اللقاء لأنه لقاء استمد منه المتعة والسعادة عندما أزود حبيبتى بعصارة خبراتى بدون ما هى تدرى، وعندما أفيض أنا عليها من حيى، وهذا ما يمتعنى, فهو لقاء جميل كلٌ منا يحتاج للآخر كلا منا يسعد الآخر.

وفى أحد هذه المرات وجدتها تقص لى عن زميلاتها فى الفصل المدرسى. أخذت تقرأ رسالة من زميلها  إلى زميلة لها؛ وليس هذه الفتاة فقط؛ بل أكتر من بنت فى الفصل لها نفس السلوك. واستمعت الى قرة عينى بمنتهى الاهتمام، ونظرات عينى كانت تلاحقها وهى تتكلم وأنا مبتسمة وسعيدة لأنها حدثتنى بدون فواصل أو خوف وشعرت بالنجاح لعلاقتى بقرة عينى – وسألتها بهدؤ وما رأيك أنت حبيبتى فيما شاهدتى ؟

(أنا حاسة أن دة غلط بس البنات بيكونوا مبسوطين )؛ فسألتها هل تتمنى أن تكوني فى مكانهم وولد يرسل لك رسالة مثلهم ؟

بدا سؤالى صادما لها, فأخذتها فى حضنى وقلت لها: الشعور الفطرى أن تسعد الفتاة لاهتمام ولد بها؛ ولكن على الفتاة أن تسأل نفسها وماذا بعد؟ وماذا بعد سعادتى برسالة من ولد؟

حبيتى هل لك صورة لزوج المستقبل؟ فقالت مش عارفة ولماذا؟

فقلت لها غدا إن شاء الله أريد أن أرى الصفات التي وضعتيها ورسمتيها فى مخيلتك لهذا الرجل.

وعندما جاء الغد وجدتها جاءت مستعدة ومتأهبة للقائى ومعها ورقة وقلم لتقرأ لي ما كتبت. وأخذت تقرأ-أريده وسيمًا مثل ملامح أبى, وأريده يملك مالا كتيرًا ليشترى لي كل ما أريده من حلوى, ويخرج معى إلى المتنزهات والحدائق، وأريده أن يكون طبيبًا مشهورًا، وتكتب عنه الصحف والمجلات, وأريده يقود سيارة فخمة ذات ماركة عالمية، وأريده يرتدى بدلة و”كرافت”.

وأخذت حبيبتى تحكي وتقص وتحكي، وأنا أنظر إليها بحب واهتمام وعيناي عليها ثم قبلتها وأخذتها فى حضنى وسألتها: هل هذا الرجل الذى تريدىن تعتقدى ماذا يريد هو؟ ما هي المواصفات التى يحلم بها فى فتاته؟ ويا ترى كم يكون عمرها؟ ويا ترى هل ستكون طبيبة مشهورة مثله؟ فسكتت حبيبتى كأننى أخذتها إلى أرض الواقع وقبلتها وضممتها وهمست فى أذن قرة عيني: عليك أن تهتمي بنفسى وتنمي قدراتك، وتُنهى دراستك لتكون مؤهلة لهذا الرجل الذى يداعب مخيلتك، وتجتهدي لتطوري من قدارتك، ولله الحمد حبيبتى ما زال لديها الوقت والمتسع لتنجز ما تريد وتكون الشخصية التى تفخر بها ويفخر الرجل الذى تحلم به، وليس هذا فقط بل على أن أسعد نفسى وأستمتع بنشطاتى مع صديقاتى حتى يأتى الوقت المناسب لأكون أنا الفتاة التي لا تستعجل قطف الثمرة بل أنتظر حتى تنضج وأقطفها وأستمتع بطعمها الشهى .

حبيبتى أنا سعيدة بك وبمخيلتك الواسعة وبإرادتك وقدرتك على تحقيق النجاح وأدعو الله أن يسعدك وتحققى كل ماتتمنيه .

 د. رسميه فهمي

 استشارية أسرية وعلاقات زوجية

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها