د. الشواف يواصل شهادته: استقبلنا الاعتقال بالإنشاد (3-5)

بدأنا نصيح علي الضابط وطلبت منه أن أنقلهم بسيارتي لقصر العيني، بعد إلحاح وافق مع وجود كاميرات التصوير، فأخذتهم معي ولكن تم القبض علي وإنزال المريضين. يتبع

نكمل اليوم أخر مشاهد فض اعتصام النهضة الذي لا يعرف عنه الشارع المصري الكثير .

المشهد الحادي عشر : وهو المشهد الأخير في ميدان النهضة.. ونحن نقوم بعلاج بعض الحالات أمام المستشفى. كانت هناك حالتان إصاباتها بطلق ناري في الفخذ من أعلى مما أدى إلي نزيف حاد من الوريد الرئيسي ولم نستطع وقف النزيف فطلبنا من الضابط الملثم ادخال عربة إسعاف فقال حالا ،ولكن لنصف ساعة لم تدخل أي عربات,  وعندما بدأ المريض يفقد الوعي(حيث إن المحاليل لا تعوض الدم المفقود) بدأنا نصيح علي الضابط، وطلبت منه أن أنقلهما بسيارتي للقصر العيني,  بعد إلحاح وافق مع وجود كاميرات التصوير، فأخذتهم معي ولكن تم القبض علي عند تمثال النهضة وأنزل المريضان ولم أعلم عنهما بعد ذلك شيئا.

المشهد الثاني عشر : تم نقلنا مكدسين أكثر من 50 فرد(شباب وشيوخ ومصابون بطلق ناري..) في عربة الترحيلات إلى معسكر الأمن المركزي بطريق الإسكندرية…وهذا لحسن حظنا، حيث أن المجموعات بعد ذلك,  كانت تحجز أولا في مديرية أمن الجيزة،  حيث يتم سحلهم,  وتصوير بعضهم بسلاح.. كان معنا شابان نصرانيان,  تم القبض عليهما من أمام كوبري الجامعة حيث كانا خارجين من شفت عمل بمطعم بجوار الكوبرى, وقد خرجا في نفس اليوم مساءا. ..تم أخذ الهواتف والنقود منا قبل انطلاق السيارات,  وما تبقي أخذوه منا,  ونحن داخلين المعسكر علي وعد بتسليمنا كل ذلك عند الخروج.(طبعا لم يتم ذلك.)..وقد استطعنا الاحتفاظ بخمسة هواتف وبعض النقود لله الحمد لا يوجد تشريفة في معسكر الأمن المركزي..

المشهد الثالث عشر:  كنا مكدسين جدا أكثر من 300 فرد في مكان لا يستوعب أكتر من 50..أول ما وصلنا بدأنا في الإنشاد والدعاء وصلينا الظهر والعصر جمعا.. الإنشاد والدعاء رفع الروح المعنوية السيئة عند الأخوة..

وبدأ حوالي 4 أطباء في تفقد المرضي والمصابين وقد بذلوا جهدا مضنيا في علاج الحالات المصابة وطمأنة الناس.. وقد حاولنا ادخال مواد طبية عن طريق الاتصال بالأهالي ولكن منع دخول كل الأدوات الطبية,  رغم شدة الحاجة لها

المشهد الرابع عشر : المشكلة التي كانت تواجهنا خلال 3 أيام في معسكر الأمن المركزي هي دورات المياه,  عدد2 دورة مياه فقط ،، الحالة النفسية سيئة..  وكذلك وجود عدد7 بلطجية معنا.. أظهر الشباب إيثارا غير مسبوق في دخول الحمام أو النوم . كان بعضهم يواصل الصيام ويتسحر ويفطر علي بسكوتة واحدة حتي لا يدخل الحمام، ويتركه لغيره.. الإنشاد والدعاء والصلاة بجانب الكلمات الحماسية والرقائق الدينية كانت كفيله بإعادة التوازن النفسي للكل كذلك أخبار المظاهرات بالأعداد الضخمة اعتراضا علي الفض.. بلا شك عندما علمنا علي المغرب بفض رابعة وأعداد الشهداء أثر فينا جدا وأثار حزنا لم نشعر به من قبل ولا من بعد.

 مساءا حضر لنا لواء ومعه أمين شرطة لتسجيل الأسماء.. عندما قرأ اسمي عبد الرحمن الشواف, قال عندك بنت في المجلس.. كنت أظنه يقصد مجلس الشعب,  فقلت له لا قال لك بنت أسمها سمية في مجلس مدينة 6 اكتوبر,  قلت له نعم (..هذا قبل القبض علي سمية..) إن شاء الله الحلقة القادمة.. موقف البلطجية.. التحقيقات.. الصدام المحتمل مع قوات الأمن )

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها