حسين رضا :الأزهر بين إسلام السماء والمصانع الحربية

الأزهر منارة إسلامية لا ينكر دورها في العالم الإسلامي أحد ، لذا فكل سهام الطغاة مصوبة إليه منذ أول لحظة يدبرون فيها لقهر الشعب وبسط نفوذهم. يتبع.

حسين رضا / مدون مصري

الأزهر منارة إسلامية لا ينكر دورها في العالم الإسلامي أحد ، لذا فكل سهام الطغاة مصوبة إليه منذ أول لحظة يدبرون فيها لقهر الشعب وبسط نفوذهم وإحكام سطوتهم ، وسهامهم نحو الأزهر متعددة الرميات متغيرة الأشكال.

فأول سهامهم ترقية المفسدين الذين انحرفوا عن المنهج واتبعوا أهواءهم وخالفوا صحيح دينهم، قد يكون ظهورهم وتوليهم مقاليد الأمور فجأة، لكنهم في الحقيقة يربونهم في اسطبلات المخابرات من قديم الزمن يطعمونهم الفساد، ويسقونهم الذل، ويعلمونهم الزيغ والجرأة على لي أعناق النصوص ليحرفوا الكلم عن مواضعه، ويعلموا الناس من الدين مالم يأذن به الله.

ثم يطلقون سهما آخر يملأ عقول الناس بأن الأزهر هو الإسلام والإسلام هو الأزهر، والأزهر ليس المناهج التي تتعلمها الأجيال وإنما الأشخاص التي يعلِمون الأجيال، ثم يظهرون رجالهم الفسدة يُلّبسون على الناس دينهم شيئا فشيئا حتى يصلوا بهم إلى رفض كل ما جاء من الحق بحجة أنه ليس من شيخ أزهري.

ومن سهامهم تنحية المخلصين من أبناء الأزهر الذي تعلموا المنهج بحقيقة جوهره وعلموه للأجيال كما ينبغي، وتمَثلوه في أنفسهم وأهليهم، ثم يلصقون بهم كل نقيصة، وينسبون إليهم كل قبيح.

ومن سهامهم بعدما أخلوا الساحة لهم أن يطعنوا بمن عينوهم ورفعوهم الدرجات ولربما نشروا لبعضهم شيئا مما عندهم له من فضائح تعمدوا إسقاطهم فيها، ليقولوا للناس بأن كل من ينتسب إلى الأزهر أو يدعو إلى الإسلام فسدة.

ومن سهامهم أن يتجرأوا على منهج الله فيطعنوا في أئمة السلف حتى إذا قبل الناس بالأمر، أثاروا ما كان من اختلافات بين أصحاب النبي، وبحثوا عن كل سقطة في تاريخنا ليقولوا للناس هذا هو التاريخ الإسلامي، ثم يتجرأون على سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم ليس بالطعن في شخصه وإنما بالطعن في صحيح كلامه والاستهزاء بصحيح سنته وفعله، ثم يخرجون على شاشات الإعلام بأقذر ما حواه قلب وانشغل به عقل فيطعنون في الله ورسوله، ولا تسمع حينها للأزهر صوتا.

الحقيقة أن الإسلام الذي يدعو إليه شيوخ الأزهر الآن ليس إسلام السماء الحق وإنما إسلام المصانع الحربية تم تصنيعه وتقفيله وطباعة دليله في مصانع العسكر، وتعال أذكرك بالفرق بين الإسلامين

– إسلام السماء يجيز للمظلوم أن يصرخ ويشكو الظالم ويرفض حكمه، بل جعل من أعظم الجهاد مقاومة الطغاة وإعلان كلمة الحق في وجوههم، أما إسلام المصانع الحربية يجعل غاية الإسلام البقاء على عروش الظالمين وحفظ ملكهم وتحريم الخروج عليهم والخروج على من سواهم، فشيخ الأزهر حرم التظاهر ضد مبارك وأجازه ضد مرسي ولو بالسلاح وحرمه على السيسي، ثم اعتبر من يقاطع مهزلة الانتخابات كالعاق لوالديه.

– إسلام السماء يحرم الطعن في أعراض الناس عامة ولو كانوا كفاراً، والمسلمين خاصة ولو كانوا منافقين فجارا، ويحكم بجلد قاذف المحصنات المؤمنات إن عجز عن إثبات ما رماهن به ، وإسلام المصانع الحربية يجيز ذلك بل يعتبره من الفرائض التي يتقرب بها رجال إسلامهم إلى أسيادهم، فهذا مظهر شاهين الذي اتهم معارضي الانقلاب في الخارج بأنهم يمارسون اللواط مع بعضهم البعض ويجيزون ذلك، واتهم نساءهم بممارسة الزنا في الاعتصامات، والله سائله عن دليله يوم القيامة، في حين لم يجرؤ أحدا من أزواج من اتهمهن بالطعن في عرض زوجته لأنها امرأة حرم الإسلام رميها وإن أساء زوجها وتبقى في ميزان الحق طاهرة عفيفة يحرم حتى همزه بها.

– إسلام السماء يحرم قتل الإنسان أيا ما كان دينه بغير حق، بل جعل الإسلام مجرد المشاركة في القتل ولو بشطر كلمة اشتراك في الدم يحاسِب الله عليها يوم القيامة، وحذر وهدد وخَّوف صلى الله عليه وسلم من أن يراق دم مسلم بغير حق، فالإنسان في إسلام السماء بنيان الله ملعون من هدمه، ولو أن أهل أرض اشتركوا في قتل إنسان لكبهم الله في النار جميعا، أما إسلام المصانع الحربية فقتل النفوس عنده من القربات التي يتعبد بها جنوده لأسيادهم، فعلي جمعة مفتي العسكر السابق أفتى بجواز قتل المعارضين “اضرب في المليان” ، وكان أكثر مشايخ الأوقاف قبل فض رابعة يعلمون الناس على المنابر قاعدة ما زلت أبحث عنها حتى الآن ولم أصل إليها القاعدة تقول “يجوز قتل بعض أبناء الوطن للحفاظ على الكل”

– إسلام السماء يشترط للدخول في الإسلام أن تؤمن بالله ورسوله فتشهد له سبحانه بالألوهية ولمحمد بالنبوة ، وإسلام المصانع الحربية حاول من خلال سعد الدين الهلالى أن يقنع الناس بأن من يؤمن بالله ويكفر بنبوة محمد فهو مسلم، وهو بذلك يحكم لكفار مكة بالإسلام، فإن كفار مكة لم ينكروا أن الله ربا وخالقا ورازقا لكنهم كانوا يرفضون نبوة رسول الله، ويسجدون للأصنام ليتقربوا بها إلى الله “ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى” ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم” ومع ذلك الهلالي أقر للسيسي ووزير داخليته بأنهما رسولين من عند الله

–  إسلام السماء لا يحل إلا ما أحله الله، ولا يحرم إلا ما حرمه الله، أمام إسلام المصانع الحربية الذي عبر عنه خالد الجندى في مناظرته المصطنعة مع أحمد كريمة، والتي كان هدفها فقط لمن يتعمق في الحكم إضفاء القداسة على شخص السيسي الظالم، فقد أجاز الجندي أن يُحل السيسي الحرام ويحرم الحلال، ولما عارضه صاحبه الذي له من المواقف والفتاوي المخزية الكثير، قال له الجندي (أنت تبيح الخروج على الحاكم يامولانا) وهنا انتفض مولانا واحمر وجهه وانتفخت عروقه وكأن الجندي اتهمه بالكفر، وقال أن لا طبعا، ليصل للمشاهد حينها بأنه يجوز أن نختلف في الحلال والحرام المقطوع به من الله ، لكن لا يجوز أن نختلف على رئاسة الطاغية المجرم المستبد فهو أقدس من شرع الله وحلاله وحرامه.

– إسلام السماء يحرم الطعن في أصحاب النبي ومنهجه ، وإسلام المصانع الحربية أطلق إسلام البحيري يسب ويهزأ بحديث النبي وأئمة الحديث والصحابة، ثم تجرأ فاتهم الله بالعجز عن أن يتوقع ما يجري بالكون، وأن الله كان له قدر في الكون ولكن زمام الأمور أفلت من يده وما عاد يسيطر على الأمر، في هذه اللحظة أغلقت المخابرات باب الاسطبل على المشايخ الفسدة، ولم يرد عليه أحد، ولما ثار الناس حولوه للقضاء العادل الذي برأه، وعدل القضاء في مصر لا يحتاج إلى دليل ولا بينة، يشهد بنجاسته وظلمه القاصي والداني.

– إسلام السماء يحرم الإلحاد في دين الله ويعتبره ردة عن الإسلام وله أحكام في الإسلام يعامل وفقها، أما إسلام المصانع الحربية فيعتبر الإلحاد حرية شخصية بل راح بعض مشايخ الأزهر يتبنى الدفاع عنهم، وهم الذين نادوا بقهر وإذلال الرافضين للظلم، واتهموهم كذبا وزورا بكل قبيح ونقيصة.

– إسلام السماء يفرض على المرأة الحجاب، ويزيد أجرها على النقاب ما كانت نيتها منه عفة وسد باب الفتنة على نفسها وغيرها من الرجال، أما إسلام المصانع الحربية فهو يشكك في حجاب المسلمات في الوقت الذي لا يتكلم فيه على حجاب الراهبات، ويتهم النقاب كل يوم باتهام جديد، وما أعرفه أن الأصل أن يحارب الأزهر التبرج ويدعوا المسلمات إلى العفة والحجاب، لكن أوامر إسلامهم المزيف تأمرهم بهذا

– الخلاصة الأزهر في عهد العسكر يضمن لك الحرية في كل شيء حتى أن تكفر بالله ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم، لكن أن تكفر بالظلم وبحكمهم وخيانتهم فأنت من الخوارج الحلال دمهم وعرضهم ..  وإلى الله المشتكى

حسين رضا

مدون مصري

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها