بلال فتيان يكتب: مصر .. أن تستيقظ على كارثة

خلال فترة لا تتجاوز شهرا اندلعت عشرات الحرائق في مصرنا المحروسة بداية من حريق منطقة العتبة والرويعي ومبني محافظة القاهرة ومصانع دمياط وغيرهم الكثير وبلا نهاية. يتبع

بعدما كانت شعاراً يخدع به المصريون أنفسهم؛ صارت مصر وعن جدارة أم الدنيا، وكما قال رأس النظام عبدالفتاح السيسي عندما أراد أن يضع لمسته الساحرة دائماً: وهتبقي أد (مثل) الدنيا؛ فقد أصبحت مصر أم حرائق الدنيا باعتبارها الرائدة و أصبحت حرائقها (أد) حرائق الدنيا مجتمعة.

خلال فترة لا تتجاوز شهرا اندلعت عشرات الحرائق في مصرنا المحروسة بداية من حريق منطقة العتبة والرويعي ومبني محافظة القاهرة ومصانع دمياط وغيرهم الكثير وبلا نهاية؛ وحتي الآن لم يخرج علينا مسئول مصري يوضح لنا أبعاد الظاهرة وأسبابها ومن الفاعل في كل واقعة علي حدا؛ و لم يوضح لنا أحدهم كيف تعاملت الدولة المصرية مع هذه الأحداث وهل أصابت أم أخطأت؟!  لم يخبرنا أحد بأي شئ و كأن الأمر من أسرار الأمن القومي للبلاد التي تحاك ضدها المؤامرات الكونية نظراً لتقدمها العظيم”.

حريق منطقة العتبة بالقاهرة اندلع في النصف الأول من الشهر الجاري وكان أكبر دليل علي وضعنا المزري الذي وصلنا له والفشل الحكومي في التعامل مع الأزمة عكس كل بلدان العالم المتقدم، استمر الحريق لأكثر من 12 ساعة متواصلة بشكل غريب ومثير للريبة؛ مما أدي إلى وفاة 3 أشخاص وإصابة 82 آخرين واحتراق 238 محلا تجاريا وأكثر من 40 شقة سكنية وعشرات المخازن وكل بضائع الباعة الجائلين وخسائر تقدر بـ 400 مليون جنيه، ويتوقع أن تكسر حاجز المليار جنيه خسائر حسب تصريح علي شكري  نائب رئيس الغرفة التجارية.

كل دول العالم التي تحترم مواطنيها وتحافظ علي حياتهم تتعامل مع الأحداث بشكل مختلف على كل الأصعدة وبشكل علمي منظم؛ تتجه كل مؤسسات الدولة المعنية بالأمر صوب الحادث لسرعة السيطرة علي الموقف و الخروج بأقل  الخسائر البشرية و المادية؛ تحت إشراف حكومي علي أعلي مستوى من خلال غرفة عمليات تتابع الحادث وتعطي التعليمات للجهات المختصة؛ مع تغطية فعالة من قبل الإعلام الرسمي للدولة تساعد في سرعة السيطرة علي الحادث من خلال توجيه المحيطين بالحادث للواجب فعله و إخبار المشاهدين بالتفاصيل وقت حدوثها منعا لانتشار الشائعات، لكن هذا لم يحدث في سلسلة حرائق أم الدنيا.

كادت احتفالية رأس العام 2015 تتحول لكارثة كبيرة بعد اندلاع النيران ببرج خليفة بدبي، وصلت النيران لأكثر من 60  طابقا من البرج مما هدد حياة عشرات الآلاف من رواد البرج ومتابعي الاحتفالية، لكن هناك الأمر مختلف فتمت السيطرة علي الحريقة في أقل من 3 ساعات دون أي خسائر في الأرواح أو إصابات خطيرة، فقط بضع حالات أصيب بالاختناق من أثر الأدخنة ولم تحتاج للرعاية الصحية، تم هذا بجهود  رجال الدفاع المدني ومنظومة إدارة الأزمات و الكوارث بالإمارات تحت إشراف رسمي علي أعلي مستوي، و تم استكمال الاحتفالية دون إلغاء أو تأجيل.

عزيزي القارئ إذا أردت أن تعرف ماذا تعني مصر!؟ فهي و بكل بساطة أن تستيقظ كل يوم علي كارثة، و أنصحك بألا تبدأ يومك بقراءة أخبار بلدنا المحروقة حتي لا تتفاجأ بكارثة جديدة، و بدلاً من ذلك شاهد مواقف و طرائف جلال علام ولن يختلف المحتوي كثيرا.

بلال فتيان
مدون مصري

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها