العدالة والتنمية في خبر كان

عبد الاله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي

الحزب ضيع فرصة يحسد عليها، وهي امتلاكه لزعيم سياسي لا يتاح مثله لبقية الأحزاب، كان يجمع الألاف من المغاربة سواء في حملاته الانتخابية، أو في خطاباته التليفزيونية

يبدو أن حزب العدالة والتنمية المغربي، قد أصبح في خبر كان، بعدما تخلى عن ورقته الرابحة، والتي تتمثل في الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة السابق المعفى من تشكيل الحكومة الحالية “عبد الاله بنكيران”، وذلك بعدما صوت برلمان الحزب مؤخرا ضد تعديل المادة 16 التي تسمح بالولاية الثالثة لعبد الإله بنكيران على قيادة الحزب من جديد كأمين عام له.

وبذلك، فحزب المصباح المغربي، سيعود إلى مكانه الطبيعي في الانتخابات التشريعية المقبلة لسنة 2021، وسيمارس المعارضة التي مارسها منذ انشقاقه عن حزب الحركة الشعبية سنة 1967، ودخوله غمار الانتخابات لأول مرة سنة 1997، وحصوله آنذاك على المرتبة 10 بـ 9 مقاعد، وبالتالي انتقل الحزب الذي كان يقود معارضة قوية في التسعينيات إلى حزب يحصل على الأغلبية ويقود الحكومة في ولايتين متتاليتين “2012 و 2016″، بـ 106 مقعدا في 2011، و 125 مقعدا في الانتخابات التشريعية لسنة 2016 .

الأمر هنا، يسترعي انتباه المتتبع للشأن السياسي المغربي، إذ لابد له أن يقف وقفة تأمل بين عدد المقاعد التي حققها الحزب في عهد مؤسسه “عبد الكريم الخطيب”، وفي عهد الأمين العام السابق ورئيس الحكومة الحالي “سعد الدين العثماني” من جهة، و عهد رئيس الحكومة السابق والأمين العام الحالي للحزب “عبد الإله بنكيران”، الذي انتهى عهده في انتظار أن يتم انتخاب أمين عام جديد للحزب.

من جهة أخرى، الحزب ضيع فرصة يحسد عليها، وهي امتلاكه لزعيم سياسي لا يتاح مثله لبقية الأحزاب، كان يجمع الألاف من المغاربة سواء في حملاته الانتخابية، أو في خطاباته التلفزيونية، حتى أصبح الكل يعرف من هو بنكيران، هذه الميزة أو الشخصية الكاريزمية التي يتميز بيها عبد الاله بنكيران لن يقدر عليها الأمين العام المنتظر للحزب، ما سيؤدي إلى إفشال أقوى حزب في المغرب، وسيصبح في خبر كان كباقي الأحزاب المغربية، والتاريخ يعيد نفسه، ليس هذا فقط، بل حتى الأحزاب التي كانت تعارض حزب العدالة والتنمية ستصبح هي كذلك ضعيفة، لأنها كانت تعارض زعيم حزب العدالة والتنمية “عبد الاله بنكيران”، ولم تكن تعارض الحزب.

ففي نظري، لن يقدر أي عضو من أعضاء حزب العدالة والتنمية الوصول إلى ما وصل إليه بنكيران، ولو تطلب الأمر الاستعانة بمدرب التنمية الذاتية.

فهل سيجلب الأمين العام الجديد للحزب الآلاف من المغاربة في الحملات الانتخابية؟ لمعرفة الجواب، يجب إعادة قراءة المقال وقراءة شخصية عبد الاله بنكيران وشخصية الأمين العام المنتظر.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها