الضلع المفقود في مشروع زيدان الجديد

لا يخفى على أحد أن مشروع زيدان في ريال مدريد الآن يعتمد على ضم المواهب الشابة في العالم للفريق من أجل ضمان مستقبل واعد وكبير للفريق ما بعد اعتزال النجوم الكبار كرونالدو أو مودريتش

لا يخفى على أحد أن مشروع زيدان في ريال مدريد الآن يعتمد على ضم المواهب الشابة في العالم للفريق من أجل ضمان مستقبل واعد وكبير للفريق ما بعد اعتزال النجوم الكبار كرونالدو أو مودريتش وغيرهم.

فنجاح “ماركو أسينسيو” والمستقبل الواعد الذي أصبح ينتظر هذا الواعد المايوركي أقنع بيريز بمشروع زيدان بشكل أكبر، بدل أن تصرف الملايين من أجل التعاقد مع نجم كبير وهي سياسة بيريز التي يتبعها منذ فترة.

سرعان ما انتقلت سياسة بيريز إلى زيدان فأصبحت كالآتي: يمكنك دفع مبالغ متوسطة أو ضعيفة وصناعة النجوم من داخل فريقك.. أمر تجسد في صفقات تتحدث الصحافة أن إعلانها للإعلام ليس إلا مسألة وقت. 

فعلى سبيل المثال نجد موهبة فلامينغو المنحدر من ضواحي ريو دي جانيرو “فينيسوس جونيور” و ظهير أيسر صاعد بقوة الصاروخ من قلب ديار العدو أتلتيكو مدريد “ثيو هيرنانديز”. 

ولكن مخطئ من يحاول بناء مشروع لنادٍ كبير على يد مجموعة شباب فقط مهما كانت مواهبهم وقدراتهم فالتنوع بينهم وبين أصحاب الخبرة والتجربة والنضوج مهم جدا لذا سنبدأ مقال هازارد “نعم” ومبابي “لا”!   

رونالدو المهاجم

لاشك أن تحول رونالدو من جناح أيمن إلى مهاجم صريح أصبح أمرا واقعا بالنسبة لأدوار البرتغالي مع ريال مدريد في الفترة الماضية ، التحول إلى”4-3-1-2″ وأحيانا “4-4-2” بالنسبة لخطة زيدان كان سببها الرئيسي هو رغبة رونالدو في التواجد في العمق بشكل مستمر تلبية لنداء قدراته البدنية والمهارية التي بدأت في الانخفاض مع كبر السن وقدراته التهديفية العالية التي ترتفع بشكل مخيف داخل المنطقة.

قدرات رونالدو داخل المنطقة بدأت في الوضوح في مباراة أتلتيكو مدريد في ذهاب الليغا ثم انفجرت بعد ذلك بأكثر من شهرين في وجه بايرن ميونيخ وأتلتيكو مدريد بـ 8 أهداف له في 4 مباريات أمامهم منهم 7 من داخل المنطقة وواحدة على قوسها ، لذلك فالفراغ الذي سيخلفه رونالدو في هذا المركز بحاجة لمعوض حقيقي وقوي بعيدا عن “ماركو أسينسيو” الموهوب الصغير الذي يقدم مستويات مميزة.

ربما وجود هازارد سيكون له جانب إيجابي فيما يخص رونالدو ، فالبلجيكي يملك سجلا مميزا في صناعة الفرص بـ 79 فرصة هذا الموسم و83 في أقل أعوامه الموسم الماضي و114 في الموسم قبل الماضي بجانب أنه لا يملك طمعا كبيرا في تسجيل الأهداف حيث كانت أعلى معدلاته التهديفية في الموسم مع تشيلسي هو 19 هدفا في موسم 2013/2014 وهو ما يبشر بأنه لن يكون منافسا أنانيا لرونالدو على التهديف.

خطورة العمق المفتقدة

مع قدوم زيدان لتدريب ريال مدريد حول الفرنسي طريقة اللعب من “4-2-3-1” إلى “4-3-3” .. عودة هذه الطريقة الكلاسيكية عدلت الكثير من مستوى الفريق الملكي وقادته للفوز بدوري أبطال أوربا ، ومع بداية هذا الموسم استمر الفريق بالاعتماد على نفس الطريقة مع وجود مودريتش وكروس في مركزي الارتكاز المساند وقدراتهم الكبيرة المركزة على قيادة وسط الملعب.

افتقر الفريق للاعتماد على اللعب من عمق الملعب هجوميا في الاختراق بشكل مستمر حيث تركزت خطورة ريال مدريد على قوة أطرافه وفعالية الأجنحة والأظهرة في صناعة الفارق.  

صناع لعب ريال مدريد أغلبهم يفضل اللعب من العمق فقط أو من الطرف فقط وهو ما صنع الفجوة في إمكانية إيجاد جناح قادر على الانطلاق والدخول للعمق كصانع ألعاب وفي نفس الوقت قادر على أداء أدواره كجناح.

بالإضافة إلى النقطة رقم (1) في تعويض رونالدو في مركز الجناح الأيمن فهازارد يمتلك رغبة مستمرة على الانطلاق بالكرة من الأطراف إلى الداخل وهو ما سيساعد ريال مدريد على إيجاد صانع اللعب المفتقد من العمق وفي نفس الوقت لن يضر وجوده ثلاثية وسط الملعب التي ستبقى حاضرة دون الحاجة لسحب واحد منهم وإضافة صانع الألعاب من مركز الرقم “10” خصيصا من العمق .

جبهة يسرى قوية مع مارسيلو

لاشك أن مارسيلو ظهير أيسر ريال مدريد يقدم نسخة هي الأفضل في العالم حاليا للظهير الأيسر خاصة في الجوانب الهجومية التي يتقن مارسيلو تأديتها بفضل مهاراته وسرعته ومراوغته المميزة للغاية ، ولكن مارسيلو عانى في بعض المباريات من عدم وجود مساند له خاصة مع ميول رونالدو المستمرة  للدخول للعمق وعانى دفاعيا في أغلب لقاءات الموسم من عدم وجود مساند  له أمام جبهة الخصم الهجومية. 

حتى أضطر زيدان لجعل “كروس” يقوم بالتغطية الدفاعية خلف انطلاقات مارسيلو في الشكل الهجومي والميول على الطرف ومساندة مارسيلو في الشكل الدفاعي ومع تطور إمكانيات هازارد دفاعيا مع كونتي هذا الموسم وانطلاقه المستمر للعمق سيفرغ البلجيكي مساحات مستمرة لمارسليو هجوميا بسحب أنظار ظهير الخصم بجانب أنه سيشكل ثنائيا هجوميا  قويا مع مارسيلو مع طابع الثنائي المهاري والسريع.

كل هذه الأسباب تجعل مقاتلة زيدان على شراء “هازارد” من تشيلسي في الصيف المقبل هو الهدف الأهم والأبرز للفريق الإسباني في السنوات القادمة  حيث ستكون هذه الصفقة هي الأقوى في مشروع “الجلاكتيكوس” الجديد لزيدان ، فامتلاك لاعبين بشخصية زيدان ثم رونالدو دي ليما ثم كرستيانو رونالدو بحاجة لخليفة حقيقي لازال غائبا عن الريال ، خليفة في شخصية اللاعب الذي يطمح ليكون الأفضل في العالم ويملك الشخصية والمجهود والإمكانيات ليكون كذلك .. نوعية هذا اللاعب هي “الضلع” المفتقد لمشروع زيدان الجديد. 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها