السقوط القيمي والديني لجماعات العنف العربية

فهناك جماعات أصولية وطائفية متطرفة، هذه الجماعات لا تحترم القوانين ولا العادات والتقاليد المجتمعية، وتنتهك هذه العصابات المتطرفة أبسط مبادئ حقوق الإنسان.

من يقرأ التاريخ جيدا سيجد أن جماعات العنف في أي ديانة سماوية أو وضعية دائما يسقطون في الوحل، لقد سقطت جماعات العنف اليمينية في أوربا في أربعينيات القرن الماضي، ولم تعد هذه الجماعات مؤثرة على الساحة، وأصبحت محصورة ومنبوذة من كل طوائف المجتمع الغربي، وإن كان لها بعض التأثير المحدود في صنع بعض السياسات.

يتكرر السيناريو اليوم نفسه في منطقتنا العربية، فهناك جماعات أصولية وطائفية متطرفة، هذه الجماعات لا تحترم القوانين ولا العادات والتقاليد المجتمعية، وتنتهك هذه العصابات المتطرفة أبسط مبادئ حقوق الإنسان وتزج في السجون بكل من يخالفها الرأي والفكر والمعتقد.

يمكن القول إن هذه الجماعات أو العصابات نجحت جزئيا في تحقيق مشروعها الجهنمي من خلال سيطرتها على صنع القرار في بعض بلدان الوطن العربي.

نوضح أكثر، فجماعات العنف العربية المتطرفة لا يمكن أن نحصرها في مجموعات أو عصابات محددة دون لأخرى، فهناك عصابات عسكرية ذات أيديولوجية قومية متطرفة تسيطر على صنع القرار بقوة الحديد والنار كما هو حاصل في مصر وسوريا، وهناك الجماعات الدينية المؤدلجة طائفيا والتي تعتقد أن لها الحق في قيادة الأمة، وليس أمام الشعوب العربية سوى الخضوع والاستسلام، كما هو حاصل في اليمن والعراق ولبنان.

وهناك قبائل ذات خلفية تقليدية دينية تحكم بقوة الحديد والنار وتستخدم الدين والفتوى من أجل تمرير أهدافها وسيطرتها على الحكم، وبطرق ملتوية كما هو الحال في بعض بلدان الخليج العربي.

أصبح المواطن العربي لقمة سائغة لهذه الجماعات المتطرفة التي لا تعترف سوى بلغة القمع والظلم! تعيش الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج أسوأ مراحل تاريخها بسبب هذه العصابات والجماعات الحاكمة، ومن يقول غير ذلك فهو يعيش في كوكب آخر. 

أصبح المواطن العربي اليوم مسلوب الهوية، وحقوقه مغتصبة، وكرامته تٌداس من قبل هذه العصابات الطامعة في حكم الناس بالقوة.

ثارت الشعوب العربية ضد هذه العصابات الجهنمية (أنظمة الحكم العربي). لكن، يد الغدر أسقطت مشروع الشعوب العربية جزئيا واستطاعت أن تستمر في الحكم حتى اللحظة.

لقد انعدمت الثقة بين العصابات العربية الحاكمة والشعوب العربية، وأصبح لدى المواطن العربي  قناعة تامة بأن هذه العصابات الحاكمة ليس بمقدورها قيادة دفة الحكم في هذه البلدان، وبالتالي لا بد من التغيير.

إذن، لا خلاص للشعوب العربية من هذه العصابات الا بتغيير حقيقي يشمل شتى مناحي الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية وغير ذلك. فإذا تحقق التغيير الشامل حينها سنرى دولا عربية قوية يسود فيها صوت العقل والمنطق والعدل.

ختاما، ستسقط هذه العصابات وأنظمتها القمعية كما سقط حكم الفاشية والنازية في أوربا، والمسألة مسألة وقت، وما علينا سوى الصبر. 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها