الرحيل الأنيق (2)

أيا كانت محطتك التي تقيم فيها الآن تذكر دائما أنه من الجيد أن تستمع وتستفيد من آراء وخبرات الآخرين.

ادخلوا من أبواب متفرقة

في تدوينة سابقة مررت سريعا بما قد يعانيه الإنسان ويكابده من مشاعر حزن وتخوف وترقب من المستقبل المرتبط بقرارات الانتقال من مكان إلى آخر وما تنطوي عليه هذه الخيارات في حياتنا.

أما وقد صار القرار واقعا حيا ملموسا فستقرؤون هنا ما اعتبره وصفة سريعة ومجربة لتأقلم سريع وما ينبني عليه من نتائج إيجابية.

لكل منا ظروفه الشخصية وتطلعاته المستقبلية وأدرك تماما خصوصية ذلك، ولكني أقدم الموضوع هنا بشكل عام.

في حال انتقلت إلى مكان يتحدث أهله بلغة أخرى غير لغتك فلابد من وضع هذا الأمر على رأس الأولويات، تعلم اللغة الجديدة سوف يكسر الكثير من الحواجز ويعطيك الثقة بالنفس اللازمة للتواصل الجيد مع المحيطين، قد يكون ذلك عبر ما توفره بعض الدول من دورات مجانية أو بأسعار رمزية أو المواقع الكثيرة المجانية أيضا على شبكة الإنترنت، وقد تكون بالممارسة العملية والنزول إلى الشارع، لا تقلق من هذا الأمر فلست الأول ولا الأخير، ولن يعدم المحيطين بك من إيجاد طريقة ما للتواصل البسيط معك.

بغض النظر عن المكان الذي وصلت إليه سواء عدت إلى موطنك الأصلي، أو انتقلت إلى دولة متقدمة، مدينة ناشئة، قرية نائية.

ابحث سريعا عن أسماء الصحف وترددات الإذاعات المحلية، وقد يغنيك عن ذلك متابعة بعض الصفحات المتخصصة في مواقع التواصل الاجتماعي، المتابعة لها ستجعلك تدرك بسهولة ويسر أهم الموضوعات التي تشغل الناس في المكان وتستحوذ على دائرة اهتماماتهم بغض النظر عن مستوياتهم الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. إدراكك وفهمك لهذه الموضوعات سوف يسهل عليك لاحقا موضوع التواصل مع المحيطين على مستوى العلاقات الشخصية، إيجاد فرص العمل والدراسة، تكوين صداقات، وحتى المزاح مع البائعين والسائقين والناس الذين يتم التواصل معهم بشكل يومي.

أيا كانت محطتك التي تقيم فيها الآن تذكر دائما أنه من الجيد أن تستمع وتستفيد من آراء وخبرات الآخرين؛ ولكن الأفضل أن تفسح المجال لتجربتك الشخصية لأن تكون هي المصدر للمعلومات والخبرات واتخاذ القرارات، وتذكر دائما أن تجربتك الخاصة تتعلق بك أنت، أفكارك، شخصيتك، علمك، خبراتك، طريقة تناولك للموضوعات المختلفة بالإضافة إلى الظروف المحيطة، وإن هذه التجربة تختلف كليا عن تجربة غيرك بمعطياتها ونتائجها حتى وإن بدت الظروف متشابهة، إن فشل صديقك في الحصول على عمل في مؤسسة ما لا يعني ذلك بالضرورة أنك ستفشل أيضا، الناس بشكل عام ينقلون لك تصوراتهم وما يظنونه عن الأشياء وليس بالضرورة أن تكون تلك هي الحقيقة فعلا، القاعدة الذهبية هي أن لا ننسى أن (معايير البشر تختلف وفق معطيات كثيرة ومعقدة تمتد معهم من لحظة الولادة حتى الممات فلا تجعل معايير غيرك تحكم حياتك وتحد من تطلعاتك).

دعني أخبرك سرا هنا، أنَ تخلصك من تأثير الآخرين على تعاملك ونظرتك للأمور من حولك لا يكفي أبدا، إنك بحاجة ماسه أيضا للتخلص من توقعاتك الشخصية المسبقة، لا أقلل من شأن خبراتك وتجاربك؛ لكن الظروف تتغير والعالم بشكل عام يمر بظروف متقلبه على كافة الصعد فلا تجعل من تجاربك السابقة عائقا أمام المحاولة من جديد حتى وإن عدت إلى نفس المكان تذكر دائما أن الزمان قد اختلف وترتب على ذلك اختلاف أشياء كثيرة أهمها أنت مما قد يقلب المعادلة لصالحك.

للآباء والأمهات، لا تقلقلوا على أطفالكم، ثقوا بهم فهم أكثر براعة منا في التأقلم والتكيف مع البيئة المحيطة، معاييرهم أكثر حيادية وموضوعية وأحلامهم لا حدود لها وبالتالي هم لا يرون الكثير من العوائق النفسية التي نراها نحن الكبار بل على الأصح التي نصنعها نحن ونصدقها ونجعل منها عائقا أمام تقدمنا.

ولك عزيزتي المرأة أيا كنت، متزوجة ام عازبة، ربة منزل، سيدة عاملة، عندي لك الكثير مما يحتاج إلى تدوينة جديدة، لك أنت، أنت وحدك.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها