الجزيرة نموذجا

الجزيرة
الجزيرة

اليوم تحتفل الجزيرة وجمهورها لذكراها الحادية والعشرين منذ أن أطلت تلك الشمعة على إعلام عربي عاش عقود من الظلام والظلم والتهميش والاستبداد الفكري، لتضيء له الطريق.

الجزيرة تلك القناة التي ملأت الدنيا وشغلت العالم بشعوبه وسياسييه وإعلامييه، نقلت أحداثه وتناقلت أخباره وفقت ولم تصب، دافعت وهاجمت وهوجمت، اختلف مع الجزيرة كيف شئت وفيما شئت، لكن كلمة حق في تاريخ الإعلام العربي، أليست الجزيرة نموذجا فريدا من نوعه في عالمنا العربي؟

أليست الجزيرة أول قناة عربية تصبح فوق السلطة؟  أليس القناة الوحيدة التي  قصفها مكتبها جيش أقوى دولة بالعالم لتغطيتها لسقوط بغداد واحتلال العراق؟
وأخيرا وليس آخرا، ألم تتحد ضدها للأسف الشديد أربع دول شقيقة من أكبر الدول العربية بإعلامها وأحوالها وكيدها مطالبة بإسكات من شعاره “الرأي والرأي الآخر” .

اليوم تحتفل الجزيرة وجمهورها لذكراها الحادية والعشرين منذ أن أطلت تلك الشمعة على إعلام عربي عاش عقودا من الظلام والظلم والتهميش والاستبداد الفكري، لتضيء له الطريق ولتفتح طرقا لكل من يؤمن بحرية التعبير أو بإعلام الرأي والرأي الآخر، وذالك ما نفتقده في شاشات عديدة .
هذه لن تمر كنظريتها فهي تأتي في ظل حرب شرسة هدفها إسكات الجزيرة والمطلوب فيها رأس الجزيرة، فكان ردها تقارير نارية  تقدم حقائق ونشرات إخبارية ترصد واقعا وبرامج فوق السلطة تدل على أن لا أحد فوق النقد والمساءلة، والرسالة وصلت لكل أعداء الجزيرة، الجزيرة ماضية في إكمال رسالتها وستظل نموذجا فريدا  لحرية التعبير في منطقتنا العربية.

قالها الأمير تميم في أخر مقابلة له: لن نغلق قناة الجزيرة وقبله قالتها ملايين الجماهير العربية لا إعلام بدون الجزيرة .
الجزيرة نموذج في تغطيتها ورصدها وتقاريرها ومذيعيها ومقدميها، الجزيرة ليست صحافة الجزيرة رسالة فما لكم كيف تحكمون!
الجزيرة تسير في اتجاه وهم يسيرون في اتجاه معاكس، الجزيرة تغطي الحدث بلاحدود، وهم يغطون الحدث من زاوية ضيقة الحدود .

الجزيرة شاهد على العصر الذهبي لاعلامنا العربي وهم يريدون أن يعيدونا إلى عصر الاستبداد وإعلام السلطة، فهم يسبون ويشتمون والجزيرة ترد بجمال اللغة وروعة تقارير فاطمة التريكي وفوزي بشرى والبقية .
الجزيرة اختارت أن تكون فوق السلطة، وهم اختاروا أن يظلوا تحت السلطة ويريدون للجميع أن يصبح مثلهم؛ فالجزيرة  منبر من لا منبر له، وهم منبر واحد وصوت واحد وكذب واحد وخبر موحد يوزع عليهم ليقرؤوه بنفس الأسلوب والصوت والتوقيت، تلك منابر جافة لا تصلح لأن تقدم كنموذج ولن تتقدم إلا في وجدانها .
الجزيرة ليست استوديوهات جميلة ولا مناظر ومظاهر وأموال طائلة تصرف ولا أي خبر ويرصد، الجزيرة اسم ومعنى وقيمة وحرفية وخبرة سنوات تراكمت من الإعلام وأسرة عربية انسجمت لتشكل بيتا عربيا إعلاميا، فخذوها كنموذج بدلا من المكر وعداوة وحرب إعلامية تعلمون ونعلم أنكم خاسروها لا محالة وإن لا قبل لكم بالجزيرة، فاستوعبوا الدروس يا أشقاءنا.

الجزيرة التي لا تهزمها أقوى جيوش العالم حين تقصفها بالنار، لن تهزمها  كلماتكم الحاقدة ولا تقارير مزيفة ولا اختراقات بيانات ليلة عجز أصحابها أن ينافس اعلامهم وهو بمئات القنوات، قناة واحدة فراحوا يطالبون بإزاحتها وكذالك حال العاجزين .

وكما قالها فوزي بشرى لحكام العرب ذات يوم، أنا أقولها لك يا إعلام العرب ومن يريد منافسة الجزيرة، الجزيرة نموذجا، فهل ما زال فيكم من لم يستوعب دروس الجزيرة على بساطتها .

فكرة ثم إيمان بها ثم إرادة وتصميم مع شيء من السياسة والحرفية والمهنية تصبحون مثل الجزيرة، فتعلموا قبل أن تحقدوا على الجزيرة .

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها